ملفات "شائكة" على طاولة أمين الجامعة العربية "المنتظر"
خبراء لـ"العين": أبرزها الإرهاب وإيران والميثاق
ملفات سياسية مشتعلة، حروب وتدخلات خارجية وإرهاب، مرحلة تاريخية جديدة وقرارات مصيرية، تحديات جسام تنتظر أمين عام الجامعة العربية الجديد.
ملفات سياسية مشتعلة، حروب وتدخلات خارجية وإرهاب، مرحلة تاريخية جديدة وقرارات مصيرية، تحديات جسام تنتظر أمين عام الجامعة العربية الجديد، خلفًا للدكتور نبيل العربي، والذي أعلن عدم رغبته في التجديد لولايته، التي تنتهي في ٣٠ يونيو/حزيران المقبل، ويجتمع وزراء الخارجية العرب للنظر فى اختياره، غدًا الخميس.
متغيرات خطيرة تواجه دول الجامعة الأعضاء، خاصة تلك المتمثلة في تصاعد موجة الإرهاب، واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، واستمرار الحروب والأزمات في سوريا وليبيا والعراق ولبنان، وتزايد التدخلات الخارجية خاصة الإيرانية في دول المنطقة.
هل يستمر العجز العربي وتراجع دور الجامعة العربية في التعامل مع تلك القضايا؟ وما الدور المطلوب من الجامعة خاصة بعد مرور ٧٠ عامًا على إنشائها ومع متغيرات جديدة وقدوم أمين عام جديد لها؟ وهل تصمد الجامعة أمام تلك التحديات والتهديدات التي تواجه الأمن القومي العربي؟
تلك التساؤلات طرحتها بوابة "العين" الإخبارية على السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية، فقال إنه برغم التحديات الراهنة، إلا أن عملية إصلاح الجامعة العربية ومنظومة العمل العربي المشترك بدأت بالفعل، وتسير بشكل جدي، وأول خطى هذا الإصلاح يتمثل في ميثاق الجامعة العربية، الذي أدخلت عليه تعديلات جديدة، وأصبح شبه مكتمل، وسوف يعرض على القمة المقبلة بنظامه الداخلي وكل ما يتعلق بتوابعه، ليتواكب مع روح العصر، والتحديات التي تمر بها الدول الأعضاء بالجامعة العربية.
وأضاف بن حلي أن التحدي الآخر يتمثل في كيفية إعادة المبادرة والتحرك وتوفير الزخم للموقف العربي الواحد في جميع القضايا الراهنة والأزمات التي تعانيها العديد من الدول العربية بدءًا بليبيا وسوريا والعراق وغيرها، فلابد للموقف العربي أن يكون المحرك الأساسي للتعامل مع تلك الأزمات، كما أن هناك تحديات إقليمية؛ إذ نعاني الآن من تدخلات خارجية في شؤوننا الداخلية، وهو ما يحتم وجود دور عربي فاعل في ترتيب الأوضاع في بلداننا، والتخطيط لمستقبلنا، بحيث لا نعتمد دائمًا على العالم الخارجي لحل أزماتنا ومشكلاتنا، مؤكدًا أن تحقيق التضامن وتوحيد الموقف العربي كفيل بتحقيق الأهداف المرجوة.
وردًّا على الانتقادات الموجهة للجامعة العربية إزاء العديد من الأزمات والعجز عن حلها وترحيلها لمجلس الأمن الدولي، قال بن حلي، إن أي انتقادات لها وجهة نظر؛ فالرأي العام العربي في النهاية يريد أن تكون الجامعة ودولها العربية أكثر تكاتفًا وتوحدًا وأكثر فاعلية في حل الأزمات في الإطار العربي، ونحن بدورنا نأمل أن نتخطى تلك المرحلة، ونعيد الزخم والحيوية والمبادرة إلى الموقف العربي مجددًا للتعامل مع جميع القضايا والأزمات .
من جانبه، أكد حامد محمود المتخصص في الشؤون الخليجية والعربية بالمجلس المصري للشؤون الخارجية أن الجامعة العربية تواجه العديد من التحديات، وفي مقدمتها في الوقت الراهن الوضع العربي برمته؛ فالجامعة العربية ما هي إلا مرآة للحالة العربية بشكل عام، والحالة العربية وضعها لا يخفى على أحد، فالعالم العربي يعاني من اقتتالات داخلية، كما هو الوضع في ليبيا والصومال، وإما حروب بالوكالة كما الوضع في سوريا واليمن، أو مواجهة الإرهاب كما هو في تونس ومصر.
وتابع محمود قائلًا، إن كثرة التحديات على المستوى العربي، أدت إلى أن تعاني الجامعة العربية هي الأخرى من الضعف ذاته، نتيجة الانقسامات العربية، وغياب الرؤية العربية الموحدة والمشتركة لمواجهة تلك التهـديدات، وخاصة إزاء مشروع بإنشاء القوة العربية المشتركة التي برزت فيها الخلافات العربية كحجر عثرة أمام إنجاز هذا المشروع القومي الذي يهدف إلى تشكيل قوة عربية مشتركة رادعة وقادرة على مواجهة التهديدات التي تواجه الأمة العربية.
وأضاف أن وجود مثل هذه القوات كان سيمنع التدخل الإيراني في اليمن، وكذلك الإسهام في إعادة قوة الدولة في ليبيا التي تدور فيها أيضًا حرب تغذيها أطراف إقليمية، كما أن القوة العربية المشتركة كانت ستسهم في مواجهة التهديدات الخارجية خاصة الإقليمية، حيث تعد إيران التهديد الأول الذي تفوق على التهديد الإسرائيلي؛ نظرًا لمحاولة إيران لعب دور في منطقة الخليج من ناحية، ومن ناحية أخرى محاولة محاصرة السعودية عن طريق اليمن، ولعب دور في سوريا والعراق، وبالتالي فإن وجود قوة عربية مشتركة ووجود مشاركة فاعلة من دول الخليج فيها خاصة من قبل الإمارات والسعودية كان من شأنه توجيه رسالة للتهديد الإيراني الذي لا يزال يحتل الجزر الإماراتية الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى"، بأن عليها أن تتفاوض، وأن تعيد الحق لأصحابه.
وقال المتخصص في الشؤون الخليجية والعربية بالمجلس المصري للشؤون الخارجية: بطبيعة الحال لا يعترف فن السياسة إلا بمنطق القوة، وبالتالي فإن إيران لن يتم إرغامها على أن تعيد الحق لأصحابه إلا بالقوة، وهنا فإن التهديد بالقوة فقط قادر على إعادة الحقوق لأصحابها، وكما رأينا في تأثير التحالف القوي لمساعدة اليمن، والذي تقوده السعودية بمشاركة إماراتية فاعلة.
الأمين العام الجديد:
وعن التغيير المتوقع في دور الجامعة مع قدوم أمين عام جديد لها، أكد محمود أن الأمين العام للجامعة ما هو إلا منسق للمواقف العربية بشكل عام، ودوره هو ليس صناعة سياسات الجامعة، وإنما التعبير عن هذه السياسات، التي تتفق عليها الدول العربية بشكل عام، وفي أي أزمة يتحرك الأمين العام من أجل توحيد الرؤى العربية، وحشدها لمواجهة تلك الأزمة، وإذا لم تكن هناك رؤى واضحة ومواقف ثابتة لن يستطيع الأمين العام أن يخرج بنتيجة ملموسة.
وقال محمود: ومن ثم فإن المطلوب من الجامعة وأمينها العام الجديد إدخال تعديلات جوهرية على ميثاق الجامعة تستطيع أن تسهم من خلاله في خلق مواقف حقيقية لمعالجة الأزمات السياسية والنزاعات العسكرية، بما يفتح الباب أمام آليات عمل جديدة على المستوى العملي لتنفيذ وترجمة قرارات وسياسات الجامعة العربية .
وأضاف أن هذه الآليات تتمثل في تشكيل القوة العربية المشتركة التي أقرتها قمة شرم الشيخ في مارس الماضي لحماية الأمن القومي العربي، وكذلك إقامة سوق عربية مشتركة لتحقيق التكامل الاقتصادي، واتخاذ مواقف عربية موحدة في الأمم المتحدة عن طريق المجالس الوزارية العربية.
وتابع محمود أن القمة العربية نفسها تشكل آلية، لابد أن تكون قراراتها ملزمة، كما أنه قد بات من الصعوبة التوصل لقرار يرضي كل الأطراف، ولا نجد إجماعًا كاملًا على قرار، وإن كان هناك قرار بالأغلبية، لا تتوافر له قوة للتنفيذ، ومن ثم نستشعر التباطؤ في تنفيذ تلك القرارات حتى تصبح مجرد ملفات في الأدراج، ولذلك لابد من وجود آليات لتنفيذ ما اتفق عليه .
وأكد أن المرحلة المقبلة تتطلب من الأمين العام لملمة الجراح العربية، ورأب الصدع العربي، لمجابهة التهديدات الراهنة، وفي مقدمتها الإرهاب، وثمة تفاؤل إزاء التعامل مع الأزمات الراهنة في ظل التوافق العربي على المرشح الجديد كأمين عام للجامعة العربية.
aXA6IDMuMTM1LjIxOS4xNTMg جزيرة ام اند امز