الإرهاب يُطفئ أنوار ملاعب أوروبا
برزت المخاوف من حدوث هجمات جديدة ضد ملاعب كرة القدم في أوروبا إلى الواجهة مساء اليوم، عقب إلغاء مباريات ودية دولية.
حجبت مشاهد الرعب التي حلّت في العاصمة الفرنسية باريس الجمعة الماضية، أنوار ملاعب القارة العجوز، وحلت المخاوف الأمنية وتحذيرات الشرطة موقعًا متقدمًا خشية تكرار الصور المؤلمة للقتلى والجرحى.
وفي خضمّ محاولات القائمين على الرياضة في معظم الدول الأوروبية رسم أجواء الطمأنينة في تصريحاتهم، وتجاوز ما حدث معتبرين أن استمرار المباريات سواءً المحلية أو الدولية، رسالة ضد الإرهاب ومنعه من تحقيق أهدافه، فإن التقديرات الأمنية تجاوزت محاولات بث الاطمئنان، فقررت الشرطة إلغاء ودية ألمانيا وهولندا التي كانت مقررة مساء اليوم (الثلاثاء) في هانوفر قبل ساعتين من انطلاقها.
وفي تطور لاحق نقلت هيئة الإذاعة والتليفزيون الهولندية عن الشرطة قولها إن المباراة أُلغيت بسبب تلقي الشرطة في مدينة هانوفر معلومات عن "تهديد ملموس"، إذ يتعلق الأمر باحتمال وجود قنبلة في محيط الملعب.
وفي استجابة سريعة للتهديدات جرى إخلاء الاستاد، وقد غادرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الملعب، برفقة عدد من الوزراء الألمان، بينما تمت إعادة وزيرتين في الحكومة الهولندية ثانية إلى المطار للحاق بطائرة العودة لبلادهما، وبعدها بقليل قال مسؤول بالشرطة الألمانية لمحطة تليفزيونية إن المباراة أُلغيت بعد ورود معلومات عن التخطيط لهجوم بقنبلة على الملعب.
وسبق للسلطات في بلجيكا إعلان إلغاء المباراة الودية التي كانت مقررة اليوم (الثلاثاء) أيضًا بين منتخبَي بلجيكا وإسبانيا، وبررت السلطات البلجيكية قرارها بوجود مخاوف أمنية تهدد إقامة المباراة في بروكسل، مع الكشف عن وجود بعض الإرهابيين غير المقبوض عليهم يخططون لشن هجمات أخرى في بروكسل.
أما في إسبانيا التي تنتظر مباراة "الكلاسيكو" الشهيرة بين ريال مدريد وبرشلونة، فقد أكد مسؤول حكومي أن المباراة ستقام في موعدها السبت المقبل، مع عدم وجود مخاوف حقيقية تهدد مكان إقامة المباراة في ملعب "سانتياغو برنابيو"، ولكن المسؤول الحكومي أبقى الباب مفتوحًا لاحتمالات التأجيل إذا تحققت الشرطة من مخاوف تهديد المباراة المتوقع أن يحضرها أكثر من 80 ألف متفرج.
بينما أعلن نادي موناكو الفرنسي حظر دخول مشجعي أندرلخت البلجيكي في 26 نوفمبر الجاري لحضور مباراة بين الفريقين في الدوري الأوروبي لكرة القدم.
وقال نادي موناكو في بيان له اليوم (الثلاثاء): "اتخذت حكومة موناكو قرارًا بحظر دخول مشجعي أندرلخت إلى أراضيها وبالطبع إلى ملعب لويس الثاني يوم الخميس الموافق 26 نوفمبر 2015، موعد المباراة بين الفريقين في الدوري الأوروبي".
التهديدات المتلاحقة والشكوك التي تحوم حول وجود احتمالات مهاجمة أماكن مزدحمة أو مسارح أو ملاعب في أوروبا، يهدد مصير مباريات كرة القدم، وقد يدفع السلطات في معظم الدول الأوروبية إلى اتخاذ قرارات صعبة تحمل أخبارًا مزعجة لعشاق كرة القدم.
ومع اقتراب موعد كأس الأمم الأوروبية المقررة في فرنسا، ستزيد فرص التهديد ودراسة احتمالات أخرى تصل إلى حد إلغاء أو تأجيل البطولة الأقوى بعد كأس العالم.
وهنا ستصبح المخاوف مصدر قلق للشركات العالمية والأسهم في الأسواق المالية المرتبطة بحصص في أندية أو شركات إعلان، لأن خسائرها ستكون كبيرة مع إلغاء أو تأجيل البطولات والمباريات الدولية في أوروبا، علاوة على حرمان الجماهير حول العالم من متعة الكرة الأوروبية.
وفي النهاية ستبقى الكلمة الأخيرة للسلطات الأمنية في تقدير الموقف، وخطورة التهديدات على حياة المواطنين، مع تشديد الإجراءات واتباع تعليمات جديدة في المرور عبر دول أوروبا التي عادة ما تسمح بحرية التنقل بينها.
يُذكر أن العاصمة الفرنسية باريس شهدت الجمعة الماضية هجمات دامية على عدة مواقع راح ضحيتها أكثر من 130 قتيلاً ومئات الجرحى، وسادت مشاهد الرعب أحياء باريس.
وكان من بين المواقع المستهدفة ملعب "استاد دو فرانس" خلال مباراة ودية دولية بين منتخبي فرنسا وألمانيا بحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، واضطرت الشرطة إلى احتجاز لاعبي المنتخب الألماني لحين التحقق من انتهاء المخاوف على حياتهم، بينما كشفت تحقيقات لاحقة نية المنفذين الدخول إلى الملعب لولا يقظة رجال الأمن على البوابات الرئيسية.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTUuMTk2IA== جزيرة ام اند امز