الذكرى11 لتأسيسها..هل نجحت 14 آذار في مواجهة دولة حزب الله؟
لائحة طويلة من الأسئلة بدأت تطرح حول مستقبل التحالف وعن مدى نجاحه من جهة وإخفاقاته من جهة أخرى
بحلول الذكرى الحادية عشرة لتأسيس تحالف 14 آذار، الذي تأسس في عام 2005، هذا التحالف العابر للطوائف والأحزاب، وعلى الرغم من أنه مر بمطبات عدة استطاع تجاوزها في رحلة "العبور إلى الدولة"، إلا أن لائحة طويلة من الأسئلة بدأت تطرح حول مستقبل التحالف وعن مدى نجاحه من جهة وإخفاقاته من جهة أخرى، وفى مقدمتها تساؤل عن مدى نجاح 14 آذار في مواجهة دولة حزب الله؟.
فهذه الحركة التي سعت إلى السيادة والحرية والاستقلال لم تتمكن من تحقيق أهدافها بالكامل -كما يرى الخبراء-، وقد تكون دعوة الرئيس سعد الحريري الصريحة للقيام بمراجعة نقدية لهذه الحركة خير دليل على الإخفاقات التي رافقتها، وعلى الرغم من العراقيل التي واجهتها على الصعيد السياسي، إلا أنها تمكنت من تحقيق أهم إنجاز تاريخي ألا وهو انسحاب الجيش السوري من الأراضي اللبنانية والذي قد يكون بمثابة ((الدينامو)) الذي حرك الثورات في العالم العربي.
الحجار
النائب محمد الحجار يدعو إلى عدم تحميل هذه الحركة هموم العالم كله، أو رسم مشاريع وأحلام وردية لها ومحاسبتها على عدم تحقيقها، ويؤكد الحجار إن 14 آذار هي حركة الشعب الذي انتفض ضد الوصاية السورية بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وطالب بسيادة وحرية لبنان، وجمعت مجموعة كبيرة من الشعب اللبناني ذات توجهات وأيديولوجيات متعددة، حدث كل هذا وسط استحقاقات كثيرة مر بها لبنان إضافة إلى المقاربات من هنا وهناك واختلافات في وجهات النظر، هذه الاختلافات داخل 14 آذار لم تصل إلى حد الخلافات، مثل الموقف من بعض الترشيحات للانتخابات الرئاسية التي اتفقت القوى مجتمعة على حلها فيما بينها.
ويعتبر الحجار أن عودة الرئيس سعد الحريري أعطت نوعًا من ((الدينامية)) إلى الحياة السياسية في لبنان وداخل حركة 14 آذار، مشيرًا إلى أن الأمور بعد القرار السعودي وتصنيف حزب الله كحزب إرهابـي لم تهدأ حتى اليوم، وربما تتعرض إلى انتكاسات أكثر في حال استمرت المواقف الحادة من موقف وزير الخارجية جبران باسيل وتصريحات حزب الله.
ويقول: "لاحظنا أن كلام حسن نصرالله كان هجوميًّا على السعودية، لذا فإن هذا الخطاب يزيد تأزيم العلاقات".
الهبر
النائب في حزب الكتائب فادي الهبر يصف وضع 14 آذار بالثابت على مستوى القناعات والقضية ودولة المؤسسات، لافتًا أن هناك عائقًا "كياني" في لبنان -وهو دويلة حزب الله- التي تمنع قيام الدولة، حيث تعمل على تعطيل مشروع 14 آذار، ويقول الهبر: "الثوابت الوطنية لا نصل إليها إلا في الحد الأدنى، وهذا الأمر ليس كافيًا في بلد حوله حروب كثيرة وانقسامات تنعكس على لبنان".
فالمطلوب بالنسبة للهبر أن يكون جيش حزب الله (الجيش الشيعي) في كنف الدولة، وكل المؤسسات في كنف الدولة، ولكن ما يريده حزب الله هو أن يكون الجيش اللبناني في كنف حزب الله، وأن يطوعوا مؤسسات لبنان على كل المحاور، وعلى رأسهم حسن نصرالله الذي يحاول منع إيصال رئيس للبلاد كي يكون هو رأس الدولة.
ويؤكد الهبر أن داخل 8 آذار حائطًا مسدودًا كبيرًا يمنع قيام الدولة، وأن نصر الله هو المسؤول على كل المستويات من تعطيل الرئاسة الأولى إلى عمل المؤسسات في مجلس الوزراء والمجلس النيابـي.
أما على مستوى 14 آذار، فيرى الهبر بأن هناك تضارب مصالح أضرت هذا الفريق، ومنها ترشيح مرشحين من 8 آذار لرئاسة الجمهورية، وكأن البلد أصبح محكومًا لإرضاء النظام السوري وإيران وحزب الله.
قاطيشة
مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية العميد الركن المتقاعد وهبـي قاطيشة يرى بأن أهداف 14 آذار الأساسية ما زالت موجودة، كما أن الانشقاقات غير موجودة لا شعبيًا ولا قياديًا.
ويرى بأنه قد يكون هناك تغير على مستوى قياديي 14 آذار، ولكن الروح التي كانت موجودة بالعبور نحو الدولة ما زالت موجودة.
ويؤكد الواقع السلبـي الذي قد يتركه القرار السعودي على لبنان بشكل عام، مشيرًا إلى أن السعودية تدعم روحية 14 آذار، كما أن نظرة مكونات هذه الحركة تجاه السعودية ما زالت كما هي، فقد يكون هناك اختلاف في وجهات النظر فيما يتعلق بمرشح للرئاسة الأولى، ولكن المسألة تقف عند هذا الحد.
وينتقل بعدها قاطيشة للحديث عن مدى إيجابية عودة الرئيس الحريري إلى لبنان، الذي شبهها بعودة القائد العسكري إلى جنوده، مؤكدًا أنه لا يعقل ابتعاد الرئيس الحريري عن المكونات الشعبية، لذلك فإن عودته تحرك كل القضايا، سواء داخل الدولة اللبنانية أو على مستوى 14 آذار.
ويشير إلى أنه في هذه الذكرى يجب التأكيد على مواقف 14 آذار المعلنة، على أمل أن يعلن الطرف الآخر في قوى 8 آذار مواقف جديدة؛ لأنه وحسب قاطيشة: "لا نستطيع التخلي عن مبادئنا في العبور إلى الدولة ولا حتى تحالفاتنا الاقليمية؛ لأن مشروعنا هو بناء الدولة والمؤسسات".
شدياق
وتعتبر الإعلامية الدكتورة مي شدياق أن حركة 14 آذار وسط الخلافات التي تسود في داخلها تجعلها متخلخلة بعض الشيء وهذا ليس لصالح لبنان؛ لأن الاستمرار على هذا الحال سيغير أمورًا كثيرة.
وتقول شدياق: "لنكن صريحين روح 14 آذار ما زالت موجودة ودفعت الكثير من الدم لأجلها، والفراغ الرئاسي القائم يجعلنا نشعر بأن هناك شيئًا ما غير سليم".
وتحمل شدياق المسؤولية إلى الفريق الآخر الذي يتحكم بالأمور، فيما الفريق الذي يقابله يعيش ضمن ردة الفعل لا أكثر ولا أقل، وهذا ليس لمصلحة 14 آذار.
وتؤكد: "أحترم قرار السعودية، ولكن ما تشتكي منه المملكة أشتكي منه أنا أيضًا كمواطنة لبنانية؛ لأن مواقفي واضحة منذ البداية وهي أنني ضد منطق الدولة ضمن الدولة، ومع أن تكون كل المكونات اللبنانية تحت مظلة الدولة".
محفوض
أما رئيس حركة التغيير ايلي محفوض يرى أن الإيجابيات التي حققتها 14 آذار كونها شكلت نوعًا من الشعاع الذي أثر على كل الثورات التي شهدتها بعض الدول العربية بغض النظر عما وصلت إليه.
وبالنسبة للإخفاقات، يؤكد محفوض أن هذه الحركة أخفقت في عدد من المحطات أبرزها -حسب محفوض- أن البعض لم يكن يعلم ما يحضر له حزب الله، وهو صاحب مشروع كبير جدًّا وسيلغي الجمهورية اللبنانية.
ويتابع: "البديل كان في المواجهة من خلال عدم إعطاء حزب الله حجمه في مجلس الوزراء، وألا نقبل في البيان الوزاري إعطاء مشروعية لسلاح حزب الله، ولكن للأسف فإن السعي للحصول على بعض المقاعد أسقط رونق 14 آذار".
ويقول: "نحن لسنا في حالة مرض سريري، فمن استنهض 14 آذار يمكنه أن يخلق هذه الحركة من جديد، حزب الله لا يفهم في الحوار وطاولة الحوار معه كانت بهدف تقطيع الوقت".