نجاح رياض محرز يكشف أسباب إخفاق النصر السعودي (1)
جزء من ثقة محرز بنفسه نابعة من شخصيته نفسه، لكن الجزء الأكبر تعززت من ثقة الفريق التي تعد انعكاسًا لنتائج الثعالب المميزة هذا الموسم.
ربما يستغرب البعض من المقارنة أو الربط بين ما لا يجوز منطقيا ربطه، خاصة أنه لا وجه للشبه تقريبا بين النجم العربي الجزائري رياض محرز الذي يقدم موسما استثنائيا مع ناديه ليستر سيتي نتمنى أن يكتمل بتتويجه كأول لاعب عربي يحقق لقب البريميير ليج، وبين نادي النصر السعودي الذي يقدم موسما كارثيا في الدوري السعودي.
شيء وحيد قد يكون قاسما مشتركا بين الطرفين هو الثقة بالنفس، امتلكها محرز هذا الموسم فحقق ما لم يحققه نجم عربي آخر لعب في الدوري الانجليزي الذي يعتبر من وجهة نظر فنية أصعب بطولات كرة القدم في العالم نظرا للتنافسية العالية بين فرقه، بعكس البطولات المحلية الأوروبية الأخرى.
حتى لا يطول الحديث سنكتفي اليوم بتحليل أسباب نجاح محرز على أن نستعرض تفاصيل إخفاق النصر غدا.
أتيحت لرياض ظروف مثالية للتألق هذا الموسم، وكان النجم العربي في الموعد لاستغلالها وتقديم المستوى المبهر، تمثلت أولا في الطفرة غير المسبوقة ولا المتوقعة التي عاشها فريق الثعالب كله منذ بداية الموسم، والنتائج الجيدة التي توالت ووضعت الفريق في صدارة البريميير ليج على بعد خطوات من اللقب.
كما تمثلت كذلك في إيمان المدرب الايطالي رانييري بقدرات محرز ما دفعه لتحريره داخل الملعب من التقيد بمركز معين، ما منحه حرية كبيرة للتعبير عن مهاراته واستغلالها بالشكل الأمثل في صناعة اللعب أحيانا وفي إنهاء الهجمة أحيانا أخرى، وهو دور فني شبيه بما يؤديه النجم الأرجنتيني ليو ميسي مع برشلونة.
الميزة الفنية الثانية أن رانييري اعتمد في بناء فريق ليستر على كثير من اللاعبين الأقوياء وقليل من المهاريين مثل محرز وربما نجولو كانتي وجيمي فاردي، وهذا البناء يفرض على كل لاعبي الفريق العمل كمساعدين للمهاريين، وهو أمر ساعد محرز كثيرا في التفرغ لعملية البناء الهجومي دون الانشغال كثيرا بالمهام الدفاعية المرهقة، مثلما ساعده على استلام كرات كثيرة طول دقائق المباراة لأنه بمثابة المتنفس الفني لفريق يتخصص لاعبوه في الجري والقوة واستخلاص الكرة فقط.
لكن العامل الأكثر أهمية هو امتلاك محرز مباراة بعد أخرى عامل الثقة بالنفس، وهو أمر مهم جدا في كرة القدم مثلما في باقي أوجه الحياة، لأنك لن تستطيع ببساطة إظهار قدراتك إذا لم تكن واثقا منها.
جزء من ثقة محرز بنفسه نابعة من شخصيته نفسه، لكن الجزء الأكبر تعززت من ثقة الفريق كله بنفسه، التي تعتبر انعكاس لنتائج الثعالب المميزة في دوري هذا الموسم.
الدليل على ذلك أن محرز الذي أبهر بأهدافه الخمسة عشر و"اسيستاته" الأحد عشر هذا الموسم، هو نفسه الذي اكتفى بإحراز 3 أهداف لليستر في موسمه الأول معه في دوري الدرجة الأولى، و4 أهداف في موسمه الثاني مع الفريق الأول له في البريميير ليج.