هولندا وفرنسا تشتركان في شراء لوحتين للفنان الهولندي "رمبرانت" مقابل مبلغ 160 مليون
اشتركت كل من هولندا وفرنسا في شراء لوحتين للفنان الهولندي "رمبرانت"، وقام كل من الملك "وليم أكسندر" ملك هولندا وزوجته الملكة "ألكسندرا" بصحبة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بزيارة لمتحف اللوفر والتقطوا صورة تذكارية أمام اللوحتين.
وكان القصر الملكي في هولندا قد أعلن بأن فرنسا وهولندا تملكا سويًّا لوحتين للفنان الهولندي المشهور رمبرانت مناصفًا بينهما، مقابل مبلغ 160 مليون يورو من أسرة المليونير الفرنسي "روتشويلد".
واللوحتان أصبحتا ملكية مشتركة لمتحف اللوفر في باريس ومتحف "ريجكس" في هولندا.
اللوحتان هما صور شخصية للزوجين "السيدة مارلين سولومنس والسيد أوبجن كوبيت" وهم من أثرياء العاصمة الهولندية أمستردام في القرن السابع عشر.
وتم التقاط الصور التذكارية أمام اللوحتين لملك وملكة هولندا بمصاحبة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في وجود لفيف من الصحافة الفرنسية والهولندية.
وتعد لوحتان "رمبرانت" أول لوحات شخصية في التاريخ بالحجم الطبيعي لشخصيات لا تنتميان للبلاط الملكي، ويعتبر الكثير من المؤرخين أن ذلك كان مؤشر لبداية ظهور الرأسمالية الناشئة في هولندا وأوروبا، حيث بدأت الثروات في التراكم خارج أطار العائلات الأرستقراطية.
تعرض اللوحتان حاليًا في متحف اللوفر لمدة 6 أشهر، بعد ذلك سيتم عرضهما في متحف "ريجكس" الهولندي، وتم الاتفاق على عرض اللوحتين 5 سنوات في متحف اللوفر و5 سنوات في متحف "ريجكس" الهولندي، وبعد ذلك 8 سنوات في باريس و8 سنوات في أمستردام.
وقد تم توقيع عقدًا بين البلدين يوضح الملكية المشتركة ومدد عرض اللوحتين في كل بلد، وألا يتم عرض اللوحتين خارج العاصمة الهولندية والفرنسية.
عرضت اللوحتان للبيع أول مرة في عام 1866، وحاولت الحكومة الهولندية في ذلك الوقت شرائهما ولكنها لم تستطع لارتفاع ثمنهما، وقامت عائلة روتشيلد، أكثر عائلات أوربا ثراءً في ذلك الوقت، بشراء اللوحتين وسط 86 لوحة كانوا معروضين للبيع.
تركتا اللوحتان هولندا وانتقلتا لفرنسا حيث كان مقر إقامة عائلة روتشيلد، وهو ما سبب حزنًا شديدًا للهولنديين، وظلت اللوحتان معلقتين على جدار قصر روتشيلد حتى قرر الأخوان روتشيلد من ورثه العائلة عرضهما للبيع.
واتصل الأخوان لاحقًا بمتحف اللوفر لعرض اللوحتين على إدارة المتحف، ولكن إدارة المتحف، ردت بأنها لا تستطيع تدبير ثمن اللوحتين، حيث أن 160 مليون يورو هو فعلًا سعر مناسب بأسعار السوق، ولكن مثل هذا المبلغ يعادل 20 سنة من الميزانية السنوية المخصصة لشراء الأعمال الفنية في اللوفر.
وحاولت هولندا إعادة اللوحتين للبلاد، لذا فقد فتح اكتتاب عام من أجل جمع ثمن اللوحتين، وظن الجميع في هولندا أن الجهود المبذولة ستكلل بالنجاح وسيتم شراء اللوحتين واستعادتهما نهائيًا من فرنسا، لكن حملة الاكتتاب لم تستطع جمع ثمن لوحة واحدة، حينئذ دخلت فرنسا في مفوضات جادة مع الجانب الفرنسي بغرض شراء اللوحتين بشكل مشترك بين فرنسا وهولندا.
وكانت فكرة الشراء المشترك قد لاحت في الأفق من بعد أن طلب الرئيس الفرنسي من البنك المركزي الفرنسي تخصيص مبلغ 80 مليون يورو بغرض شراء إحدى اللوحتين، لكن كانت هناك الكثير من المعارضة من قبل المختصين على انفصال اللوحتين، الذي يعد عرضهما سويًّا جزء من تاريخ الفن، وهنا جاءت فكرة الشراء المشترك بين الدولتين لتعرض اللوحتين سويًّا على الجمهور دون أن يفترقا.
aXA6IDMuMTQ3LjUxLjc1IA== جزيرة ام اند امز