التائب يظهر في دوري أبطال إفريقيا للمرة الأولى والأخيرة
طارق التائب، أحد أشهر لاعبي ليبيا على مر العصور، يتمنى أن يختتم مشواره بقيادة أهلي طرابلس لبلوغ أعلى نقطة في دوري أبطال إفريقيا.
سيكون الموسم الحالي هو الأخير لطارق التائب، أحد أشهر لاعبي كرة القدم في ليبيا على مر العصور، قبل الاعتزال، وتمنى اللاعب أن يختتم مشواره بقيادة أهلي طرابلس لبلوغ أعلى نقطة في دوري أبطال إفريقيا.
وعاد التائب (38 عامًا) إلى أهلي طرابلس، فريقه الأول، بعد مسيرة طويلة تنقل خلالها بين العديد من الأندية في تونس وتركيا والسعودية وقطر ومصر، ويعول الفريق الليبي على خبرته لاجتياز الهلال السوداني أولًا في دور الـ32 بدوري الأبطال.
وقال التائب، في مقابلة مع "رويترز": "هذا آخر موسم لي. بدايتي كانت في أهلي طرابلس عام 1988 (بقطاع الناشئين) وأردت إنهاء مسيرتي معه، وأتيحت لي هذه الفرصة، لذا أشكر الإدارة والجماهير على هذه الهدية".
وسيلعب أهلي طرابلس - الذي خرج من الدور الأول في آخر مشاركة له بالبطولة عام 2000 - اليوم السبت مع الهلال على أرض تونس، في ذهاب دور الـ32، وبعد أسبوع ستتكرر المواجهة في أم درمان.
وأضاف التائب "سأبذل أقصى ما بوسعي لمساعدة الفريق بالنصائح ودعم اللاعبين معنويا، وسأفيدهم بخبرتي، كما سأعطي الإضافة سواء بمشاركتي أساسيًّا أو كبديل".
وتابع "شاركت في كل البطولات الممكنة، ودوري أبطال إفريقيا ما زال ينقصني. سنحاول الوصول لأبعد نقطة بالبطولة بعد بلوغ مرحلة المجموعات".
ومثل التائب فرق النجم الساحلي والصفاقسي والإفريقي في تونس، لكن لم يسبق له المشاركة في دوري أبطال إفريقيا.
وتعاني الأندية الليبية بسبب توقف نشاط الدوري في ظل الظروف السياسية الراهنة، لكن لاعب الوسط المخضرم شدد على أن "العزيمة سلاح الأهلي لبلوغ أدوار متقدمة" في أرفع بطولات الأندية الإفريقية مكانة.
وعن سر استمراره في الملاعب رغم اقترابه من سن الأربعين، وهو أمر ليس معتادًا بين اللاعبين العرب، قال التائب، إن السبب يرجع إلى "الانضباط".
وأوضح "بدأت مسيرتي في وقت مبكر وأنا في سن 16 أو 17، ولعبت في الدوري التونسي في أقوى فتراته، وخضت تجارب عديدة في تركيا والسعودية والكويت ومصر، وأعتقد أنني تركت بصمة جيدة خلال 20 عامًا".
وأضاف "الانضباط داخل وخارج الملعب ساعدني على الاستمرارية، وسر النجاح في العقلية؛ لأن التدريبات ليست كل شيء، وكرة القدم لا تقتصر على اللعب فقط، بل تتطلب ربما تضحيات حتى بالأصدقاء والعائلة".
وأكثر ما يأسف عليه التائب في مسيرته هو عدم خوض تجربة احتراف في أحد الأندية الكبرى في أوروبا، خاصة بعد ضياع فرصة اللعب في يوفنتوس بطل إيطاليا. وواصل حديثه قائلًا: "تلقيت الكثير من العروض للعب في أوروبا لكن لم يحالفني الحظ".
وواصل "أبدت أندية إنجليزية رغبتها في ضمي مثل نيوكاسل ووستهام وبورتسموث، لكن قوانين الاحتراف في إنجلترا لم تسمح بانضمامي بسبب تصنيف منتخب ليبيا آنذاك".
وأضاف "لم أنضم ليوفنتوس عام 1994 لأن الاحتراف كان ممنوعًا في ليبيا، والقرار لم يكن بيدي، وتأثرت كثيرًا بهذا.. يوفنتوس حلم أي لاعب عربي".
أما عن أفضل ذكرياته فقد اختار التائب لحظة التتويج بكأس الاتحاد الإفريقي مع الصفاقسي 1998، كما يفتخر بخوض أكثر من 100 مباراة مع منتخب ليبيا.
ويرى التائب أن مستقبل كرة القدم في ليبيا "مجهول" في ظل توقف الدوري لأسباب أمنية. وقال: "هناك جيل جديد من اللاعبين أصحاب المهارات، لكن المستقبل مجهول، وتوقف الدوري أثر بالسلب على الأندية والمنتخب لسنوات وحرمنا من اللعب على أرضنا. من الصعب التقدم في تصنيف الفيفا ومصيرنا الخروج المبكر من بطولات إفريقيا".
لكن التائب أشاد بعزيمة اللاعبين خاصة بعد التتويج ببطولة إفريقيا للاعبين المحليين مؤخرا في جنوب إفريقيا.
ويرى التائب أن منتخب الجزائر الذي بلغ دور الـ16 في كأس العالم 2014 هو "الأفضل" حاليًا في القارة، وعن رأيه في بقية المنتخبات بشمال إفريقيا قال "منتخب مصر لا يزال يبحث عن ذاته في السنوات الأخيرة، وتونس تمر بفترة انتقالية بعد اعتزال جيل قوي بين 1998 و2006، بينما يعيش المغرب تخبطات رغم امتلاكه لاعبين كبارًا".