فاطمة النسور من تصنيع الملابس التراثية إلى سفيرة السلام الأردنية لدى المنظمات الدولية توجه نصيحة لسيدات العالم
"نتعرض في حياتنا إلى ظروف مفصلية، قد تزيدنا قوة أو ننهار ونختار الهزيمة، ولكن الله عز وجل منحني القوة والإرادة لأجد أن حياتي سارت كما خططت لها، ولم يؤثر بي حادث الحرق الذي تعرضت له رغم الحزن الذي أصابني بعده"، كلمات قالتها سفيرة السلام الأردنية فاطمة النسور موجهةً رسالة للمرأة العربية والعالمية بأن "القوة أو الضعف" هو اختيار شخصي في المقام الأول".
الدكتورة فاطمة النسور هي سيدة أردنية خمسينية حصلت على لقب سفيرة سلام من خلال منظمة الأمم المتحدة لعام 2014، ومندوبة الأردن في منظمة السلام والصداقة الدولية في الدنمارك، ومستشارة المجلس العربي لوحدة وتضامن الشعوب العربية المنبثق من جامعة الدول العربية لعام 2015 لكلا اللقبين.
تجد "النسور" أن حياتها تنقسم إلى شقين ما قبل الحادث وما بعده، حيث تعترف أنها بعد الحادث ألهمها الله بالقوة والصبر والإرادة لتنجز الكثير من الأحلام التي دائما أرادت تحقيقها، بداية من اهتمامها بجمعية "بيت التراث" التي أسستها في عام 2003 لترميم المنازل القديمة الموجودة في مدينة السلط؛ إذ يوجد منازل تتجاوز أعمارها 120 عاماً، وتستحق أن ترمم فهي جزء من التراث.
تقول النسور: "لقد وجدت أن اهتمامي بالمنازل المحيطة بي، هو رسالة بحد ذاتها، وخاصة أن كل حجر في هذه المنازل شهد على التاريخ ويستحق أن يبقى، وأيضاً لا تقتصر جهودنا فقط على المنازل بل على الحفاظ على الملابس التراثية وخاصة (الخلقة السلطية) وهي الثوب التراثي الخاص بمنطقة السلط، الذي كاد أن ينقرض، ولم تعد الأجيال الجديدة تهتم به وبعضهم لا يعرفونه، فهو ثوب الجدات المحافظات على عراقة تاريخ المنطقة".
"الخلقة السلطية تتميز بطولها الذي يبلغ 20 ذراعاً وتطريزها بألوان جميلة، خاصة الأزرق لـ"يحرس الفتاة من العين"، باستخدام خيط الحرير ليخرج في شكل لوحة فنية قائمة بذاتها يُستحق أن يُحافظ عليه، بحسب قولها.
وفي عام 2008، أسست النسور جمعية "سيدات النهوض للأسر الأردنية"، لتثقيف المرأة وتمكينها ومساعدة العائلات المحتاجة في المنطقة، وكانت أهم مشروعاتها "الخلقة التراثية" الذي يضم في كادره 10 سيدات يقمن بتطريز أثواب جديدة ولكن بتصاميم قديمة.
غير إحيائه للتراث القديم من خلال الملابس المطرزة، يشكل هذا المشروع الصغير مصدر دخل لأسر العاملات به، كما له أهداف سياحية أيضا، أشارت لها النسور قائلة: "أهتم بالمنازل والملابس التراثية لأن الأردن لا يوجد به ثروات كثيرة، وعلينا أن نحافظ على الماضي حتى لا يزول مع الوقت، ونحاول استقطاب السياح الذين لديهم فضول بمعرفة كل ما يخص التراث".
أما عن تجربتها في مجتمع المرأة بالأردن، قالت النسور إنها حاولت أن تغير في حياة النساء المحيطات بها ولكن اتضح لها أن التغيير ليس بالأمر السهل، موضحة أن: "المرأة قد تتراجع في أي لحظة، ولكن بث العزيمة والروح الإيجابية يجعلها تقود حياتها".
ووجهت النسور رسالة خاصة للمرأة العربية والعالمية بأن "تضع أهدافها نصب عينيها ولا تهتم ولا تضعف، فالعواصف التي ستتعرض لها كثيرة لا تعد ولا تحصى، أؤكد لكل امرأة أن المحيط بي قد حاربني خاصة أنني أعيش في مدينة السلط، وهي مدينة محافظة وترفض تطور المرأة".
وأضافت النسور: "في البداية كنت أعمل مدرسة في وزارة التنمية الاجتماعية وحصلت على منحة لدراسة التربية الخاصة، وبعدها درست الماجستير وهكذا، إلى أن وصلت إلى هذا المستوى، الذي هو تجسيد لخدمة الوطن".
وأكدت النسور أن المرأة تعمل في مجال تخصصها وتربي أطفالها وتهتم بعائلتها؛ لأن الله وضع بها قوة لا تقاس من أجل أن تصنع العالم، مشيرة إلى أنها لديها 5 أبناء و8 أحفاد، ومازالت تفكر كيف ستطوّر نفسها، وتحاول تغيير الأشخاص من حولها للأفضل، "فالمرأة هي من تختار مصيرها وقوتها أو ضعفها".
aXA6IDMuMTM4LjM3LjQzIA== جزيرة ام اند امز