فلسطين تنجح في استرداد عضويتها الكاملة في محكمة التحكيم الدائمة، بتصويت الأغلبية بعد تعليقها أكثر من ثلاثة أشهر بسبب اعتراض أمريكي
نجحت فلسطين في استرداد عضويتها الكاملة في محكمة التحكيم الدائمة، بتصويت الأغلبية بعد تعليقها أكثر من ثلاثة أشهر بسبب اعتراض أمريكي.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن فلسطين استردت العضوية المعلقة بعد حسم التصويت من خلال 57 صوتًا مع وامتناع 24 صوت ودون أي معارضة، فيما انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من قاعة التصويت، وهي الدولة الوحيدة التي فعلت ذلك.
وعبر سفير فلسطين لدى هولندا نبيل أبو زنيد، الذي تمت دعوته لأخذ مكانه ممثلا لدولة فلسطين كعضو مثبت في محكمة التحكيم الدائمة، وسط تصفيق الحضور، عبر عن شكره لكافة الدول التي صوتت لصالح الطلب الفلسطيني، مؤكدًا الاستعداد للتعاون مع المحكمة وفي الالتزام الكامل بقوانينها والعمل على رفعة شأنها.
استعادة العضوية جاءت لتمثل لطمة للولايات المتحدة التي تقدمت باحتجاج كبير ضد تلك العضوية بعد انتهاء فترة تقديم الاعتراضات، واستطاعت بطرقها "الملتوية" -حسب الخارجية الفلسطينية- الحصول على قرار من رئاسة المحكمة بتعليق عضوية فلسطين لحين مراجعة تلك العضوية من قبل لجنة مختصة.
كانت دولة فلسطين تقدمت لهولندا بطلب العضوية لتلك المحكمة، ودخلت عضوية فلسطين حيز التنفيذ العملي بعد مرور شهر على ذلك التقديم، وتحديدًا في التاسع والعشرين من شهر يناير/كانون الأول الماضي قبل أن يجري تعليقها.
وقالت الخارجية في بيان لها، إن وزير الخارجية رياض المالكي بعث رسالة احتجاج شديدة لنظيره الهولندي مطالبا إياه بالتراجع عن خطوة تعليق العضوية والتهديد بأخذ الموضوع للمحاكم المختصة، والتقى المالكي مع نظيره الهولندي على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان في جنيف لإيجاد حل لهذه العضوية؛ حيث التزم الوزير الهولندي بالمساعدة في حل موضوع العضوية.
من جهتها، حركت بعثة فلسطين الدبلوماسية في هولندا الملف مع العديد من الدول في المحكمة التي نسقت مواقفها، وطالبت بعقد اجتماع خاص لمناقشة عضوية دولة فلسطين.
وحسب الخارجية الفلسطينية "عبرت غالبية الدول عن دعمها لتلك العضوية، بينما انبرت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها كندا وإسرائيل في تفنيدهم لرفض العضوية، وتقدمت تلك الدول بمقترحات كان هدفها تعطيل عضوية دولة فلسطين ومنعها من الانضمام للمحكمة".
وأشارت إلى أن ذلك تم "تحت مبررات مختلفة بما فيها أن العضوية فقط للدول صاحبة العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، إلا أن غالبية الدول الأعضاء رفضت تلك المبررات، وأصرت على أحقية فلسطين في عضوية المحكمة".
وأضاف البيان أن غالبية الدول جاءت بموقف قوي يدعو للتصويت على العضوية، على الرغم من أنها المرة الأولى في تاريخ نشأة المحكمة أن يتم اعتماد عضوية دولة عبر إجراء التصويت، إلا أن غالبية الدول لجأت إلى هذا الإجراء لحسم موضوع العضوية وإخراجه من التسويف الأمريكي.
ولفت إلى أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة كانت ضد التصويت؛ لأنها كانت تعي أنها ستكون ضمن الأقلية القليلة التي تقف ضد عضوية دولة فلسطين، إلا أنها تأكدت أن عملية التصويت ليست في صالحها وكذلك نتائج التصويت، وعندما فشلت في منع التصويت اضطرت إلى الانسحاب كليا من قاعة الاجتماعات احتجاجًا، بينما امتنعت بعض الدول عن التصويت تحت مبررات إجرائية، رغم تأكيد تلك الدول على دعمها لعضوية فلسطين.
وذكر أن إسرائيل وكندا امتنعتا عن التصويت تحت المبرر الإجرائي، ولم يقمن بالانسحاب أسوة بالموقف الأمريكي الوحيد أمام اندهاش بقية الدول.