إنفوجراف: في الذكرى الـ5.. أبرز محطات الأزمة السورية
مع دخول الأزمة السورية عامها السادس، تستعرض بوابة العين أهم محطات الصراع الدائر هناك.
بدأت الاحتجاجات في سوريا على حكم نظام الاسد في الخامس عشر من شهر مارس/ أذار 2011، قبل أن تتفاقم الأمور سريعا حتى وصلت لحرب أهلية مسلحة أصابت البلد الشرق أوسطي بحالة من الشلل، وتحولت سوريا على إثرها لأكبر أزمة يشهدها العالم فى الوقت الراهن.
ونتيجة ارتفاع فاتورة الدم في سوريا، توقفت الأمم المتحدة عن إحصاء عدد القتلى والجرحى هناك منذ يناير/ كانون الثاني 2014، الأمر الذي اضطلعت به منظمات حقوقية محلية.
ومع دخول الأزمة السورية عامها السادس، تستعرض بوابة العين الإخبارية أهم الأحداث هناك منذ بدء الانتفاضة الشعبية، وصولا لحالة الصراع المسلح القائم حاليا.
مظاهرات درعا
بدأت الاحتجاجات في مدينة درعا السورية بتاريخ 15 آذار/مارس 2011، عندما نزل سكان المدينة إلى الشوارع، إثر اعتقال 15 من أطفال المدارس وتعذيبهم على يد القوات الحكومية، بعدما كتبوا عبارات مناهضة للحكومة على الجدران.
وانطلقت المظاهرات في بادئ الأمر بشكل سلمي، وكانت تطالب حينها بالإفراج عن الأطفال، وإحلال المزيد من الحرية والديموقراطية في البلاد، لكن رد الحكومة السورية كان عنيفا، ففي 18 آذار/مارس 2011، أطلقت قوات الجيش النار على المتظاهرين، ما أسفر عن مقتل 4 منهم.
وفي اليوم التالي، استهدفت قوات الجيش موكب المشيّعين لجنازة الشهداء الأربعة، بالرصاص الحي، ما أدى إلى سقوط شهيد آخر، وأثارت هذه الحادثة غضب أهالي درعا، وسرعان ما عمّت المظاهرات مدنا وبلدات أخرى في سوريا.
مظاهرات "إسقاط النظام"
في بادئ الأمر، تلخصت مطالب المتظاهرين السوريين بإجراء حزمة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكن بعدما صعّدت الحكومة السورية الأمر واستخدمت السلاح لوأد المظاهرات، رفع المتظاهرون شعار "إسقاط النظام" محل شعارات "الحرية والكرامة".
إلا أن الرئيس السوري بشار الأسد، رفض التنحي ، ومع بدء العمل العسكري، تعهد الأسد بتغيير بعض الأمور التي تتعلق بالطريقة التي يدار بها البلد، الأمر الذي رفض تصديقه المحتجون.
رفع الغطاء الدولى عن الأسد
مع وقوع انشقاقات كبيرة داخل الجيش السورى، اندلعت أعمال عنف ومعارك مسلحة واسعة النطاق، استمرت بالتوسع بشكل ملحوظ ووتيرة متسارعة، وسرعان ما استحالت كرة الثلج إلى لهب، وبدأت الدول العربية بسحب سفرائها من سوريا تباعا.
وفي 18 أغسطس/آب عام 2012، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي وكندا أن الرئيس السوري بشار الأسد قد فقد شرعيَّته بالكامل وباتَ عليه التنحِّي فورياً عن الحكم.
انطلاق "جنيف"
فى محاولة للسيطرة على الأوضاع المتفاقمة في سوريا، وإحلال السلام فيها، عقدت القوى الدولية اجتماع في جنيف شهر يونيو/حزيران عام 2012، برعاية برعاية الأمم المتحدة والمبعوث الدولي العربي كوفي أنان، وانتهى إلى خطة انتقالية من 6 نقاط.
وكان من أبرز هذه النقاط وجوب تشكيل حكومة انتقالية تملك كامل الصلاحيات التنفيذية ، وأن تضم الحكومة الانتقالية أعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة، وأن يتم تمكين جميع مجموعات وأطياف المجتمع السوري من المشاركة في عملية الحوار الوطني، وإجراء تعديلات دستورية لازمة، والإعداد لانتخابات حرة.
ولم تنفذ حتى الآن مقررات "جنيف" أمام تعنت النظام السورى، واستمرت كنقاط خلافية خلال جولات مؤتمر جنيف التى بلغت 3 جولات، تشهد المدينة السويسرية رابعها حاليا.
ظهور "داعش"
فى أبريل/نيسان عام 2013 دخل على خط الأزمة السورية تنظيم "داعش"، والذى بدأ ببسط نفوذه في العراق، ثم امتد إلى الأراضي السورية.
وأمام فشل اجتماعات جنيف عن إيجاد حل سياسي وقطعي للكارثة التي حلت بالمنطقة الواقعة شرق شاطئ البحر المتوسط، تمكن تنظيم "داعش" من التمدد أكثر وأكثر، واستطاع وفي فترة وجيزة من الاستيلاء على عدة مدن في كل من سوريا والعراق.
وبعد الإعلان عن تشكيل تحالف الدولي بقيادة القوات الأمريكية والتعاون مع دول أخرى باستخدام المقاتلات الحربية وراجمات الصواريخ وصواريخ توماهوك للقضاء على "داعش" في الأراضي السورية، منذ سبتمبر/أيلول 2014، باتت تصرفات عناصر التنظيم تأخذ منحى أكثر عنفا وبطشا مما كانت عليه في السابق.
ووسط كل هذا، رحبت الحكومة السورية بأي جهود دولية لمحاربة الإرهاب بما في ذلك الضربات الأمريكية والدولية على الأراضي السورية.
كذلك الأمر كان بالنسبة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عندما رحب هو الآخر بالعمليات العسكرية الدولية واعتبر هذه العمليات تمثل دعما له لتركيز جهوده في تنفيذ أهدافه.
السلاح الكيماوي
بعد أن تم التأكد من استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، ازداد الضغط على المجتمع الدولي للتحرك بشأن هذه الجريمة.
ففي أغسطس/ آب 2013، تم استخدام الأسلحة الكيماوية على نطاق واسع بالقرب من العاصمة السورية، دمشق، ما أثار ردود أفعال قوية من قبل أمريكا، وفرنسا، وبريطانيا.
وفي سبتمبر/أيلول عام 2013، أصدرت لجنة تفتيش تابعة للأمم المتحدة، تقريرا يؤكد أنه تم استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، دون أن يحمل أي طرف مسؤولية ما حصل.
ونفت الحكومة السورية أي علاقة لها بهذه الحادثة، ووجهت أصابع الاتهام للقوات المتمردة، وأشارت أنه لا يوجد بلد في العالم يستخدم أسلحة دمار شامل ضد شعبه.
تدمير الأسلحة الكيماوية
سبّب الهجوم الكيماوي سخطا عارما بين أوساط المجتمع الدولي، وأثار جدلا بين العديد من زعماء العالم حول ضرورة إحداث رد فعل قوي حيال هذه المسألة.
وبحثت كل من الحكومة الأمريكية والفرنسية بتوجيه ضربات صاروخية محدودة النطاق ضد أهداف عسكرية في سوريا، الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل أعضاء البرلمان البريطاني عندما رفضوا التصويت على قرار التدخل العسكري.
لكن في سبتمبر/ أيلول 2013، اقترحت روسيا الحليفة لحكومة الرئيس الأسد، حلا يحدّ من اتساع رقعة الصراع في الداخل السوري، ونصَّ هذا المقترح الروسي على ضرورة تسليم النظام السوري ترسانته الكيماوية، والالتزام بتدميرها كي لا يتكرر استخدامها مرة أخرة.
وبدأت عملية تدمير الترسانة الكيماوية في أكتوبر/تشرين الأول، وحظي الأشخاص الذين يعملون في هذا المشروع على جائزة نوبل للسلام.
تدخل روسيا
روسيا –التي تعتبر نفسها حليفة لسوريا- استنكرت العمليات العسكرية بقيادة الولايات المتحدة على الأرضي السورية، معتبرةً أن هذه العمليات تشكل انتهاكا للسيادة السورية، على اعتبار أنها تمت خارج نطاق مجلس الأمن والشرعية الدولية.
لكن نقلة نوعية سرعان ما شهدها موقف موسكو إزاء الأزمة في سوريا، فمن "فيتو" الدفاع عن سيادة البلدان، ومنع التدخل الأجنبي، وحتى القصف والتدخل العسكري الصريح، مرّ الموقف الروسي بتطورات درامية كثيرة، وصلت إلى أن اعتبرها البعض "احتلالا".
وفي سبتمبر/أيلول عام 2015، تواترت أنباء وتقارير إخبارية عن تعزيز روسيا –التي كانت تدعو دوما للحل السياسي- من وجودها العسكري في سوريا، لتنفي موسكو على لسان المتحدثة باسم وزارة خارجيتها، ماريا زاخاروفا، هذا الأمور، قائلة إنه "لا صحة لما تتناقله وسائل إعلام غربية، حول تغيير مزعوم في موقف روسيا، بشأن الحل المطلوب للأزمة السورية".
لكن سرعان ما خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 28 من الشهر نفسه، ليعرض في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خطة لتحالف دولي، لمواجهة "الإرهابيين" في سوريا، بالتعاون مع النظام في دمشق، مشيراً إلى أن بلاده "تقدم الدعم العسكري والفني لكل من العراق وسوريا اللتين تخوضان الحرب ضد الجماعات "الإرهابية".
وما لبثت وزارة الدفاع الروسية، أن أعلنت بدء غاراتها الجوية التي حددت حسب موسكو، هدفين أساسيين لتدخلها العسكري المباشر في سوريا، وبناء على طلب من النظام السوري.
واستخدمت روسيا في حربها ضد "داعش" على الأراضي السورية منظومة من الأسلحة الفتاكة، مثل صواريخ "إس 400" المضادة للطائرات والصواريخ، والقاذفة الضاربة "سوخوي 34"، والقاذفة الاعتراضية "سوخوي 30"، وصواريخ أرض جو من طراز "إس أي 22"، وصواريخ "كاليبر" المجنحة، وطائرة "ميغ 31"، والقنبلة الذكية "كابي 250"، وغيرها من الأسلحة الثقيلة التي أودت بحياة 832 مدنيا بحسب تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وراح ضحية الضربات الجوية الروسية بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان أيضا، ما يزيد عن 1400 شخص.
وفي الوقت الحالي، تتواصل المناقشات بين الدول العظمى مثل الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا وبين ممثلي المعارضة في الخارج، في محاولة لإيجاد حل آخر لمساعدة سوريا في تحقيق السلام.
aXA6IDE4LjExOS4xMjEuMjM0IA== جزيرة ام اند امز