أزمة سوريا.. تاريخ مؤلم ومستقبل "قيد المداولة"
5 أعوام من القتل والدمار والتشريد مرت بالغة القسوة على الشعب السورى، وألقت به في غياهب اللجوء وظلمات البحار ومخيمات النزوح
5 أعوام من القتل والدمار والتشريد مرت بالغة القسوة على الشعب السوري، وألقت به في غياهب اللجوء وظلمات البحار ومخيمات النزوح، سنوات لم يمر منها يوم دون مزيد من القتلى والجرحى، وتفاقم فيها الإرهاب، واحتدمت خلالها صراعات النفوذ والأطماع الدولية على الأراضي السورية، ليتحول الصراع إلى أكبر أزمة إنسانية يشهدها العالم.
أما مستقبل سوريا، فلم يزل مرهونا حتى الآن بتطورات الوضع الميداني المتمزق بين نظام ومعارضة وجماعات إرهابية في مقدمتها "داعش"، كما هو مرهون بتطور المسار السياسي الذى يبحثه وفدا المعارضة والنظام السوريين بـ"جنيف" في الوقت الراهن.
المحادثات السورية في "جنيف" هي الأولى منذ أكثر من عامين، والجولة الرابعة منذ "جنيف1" فى 2012، وتأتي وسط تراجع ملحوظ في القتال بعد سريان "اتفاق هدنة" لوقف الأعمال القتالية برعاية واشنطن وموسكو في الشهر الماضي، وبموافقة الرئيس السوري بشار الأسد، والكثير من فصائل المعارضة المسلحة، غير أن الهدنة المحدودة استثنت –بطبيعة الحال – تنظيمي داعش والنصرة.
وتبادل طرفا الهدنة الاتهامات بحدوث انتهاكات عديدة، كما وصلا إلى جنيف وبحوزة كل منهما جدول أعمال لا يبدو أن هناك إمكانية للتوفيق بينهما.
وتقول المعارضة السورية إن المحادثات يجب أن تركز على تشكيل هيئة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة مشددة على ضرورة أن يترك الأسد الحكم مع بداية الفترة الانتقالية في حين تعتبر دمشق أن خصوم الأسد واهمين إذا ما اعتقدوا أنهم سيتسلمون السلطة على مائدة التفاوض.
ولدى سؤاله عن الفجوة الهائلة بين مطالب الفريقين قال المبعوث الدولي لسوريا ستافان دي ميستورا إنه من طبيعة المفاوضات أن يبدأ كل من الفريقين بمواقف متصلبة.
وفي مؤشر على مدى اتساع الهوة بين الفريقين، يلتقي دي ميستورا كلا منهما على حدة في بادئ الأمر.
الفشل الدولي بسوريا
وجرت محاولات عدة لإبرام العديد من اتفاقات الهدنة ومحادثات السلام منذ بداية الصراع فى سوريا حتى الآن.
كما أرسلت الأمم المتحدة مئات من جنود حفظ السلام إلى سوريا عام 2012 لكنها سحبتهم مع استمرار القتال، وانهارت أيضا محادثات للسلام في جنيف قبل عامين عندما لم تحقق أي تقدم.
ومع بدء المحادثات فى جنيف، قال دي ميستورا في مؤتمر صحفي "إذا لم نر في هذه محادثات أو في الجولات القادمة أي بادرة على الاستعداد للتفاوض، فإننا سنحيل الأمر مرة أخرى إلى من لهم تأثير.. أي روسيا الاتحادية والولايات المتحدة، ومجلس الأمن الدولي."
"خارطة الطريق"
المعارضة السورية لا يحدوها أمل يذكر في أن تقربها محادثات جنيف أكثر من هدف الإطاحة بالأسد، وتتهم الحكومة بالتحضير لمزيد من الحرب.
وتخشى المعارضة أيضا من أن التركيز الدولي على مواجهة تنظيم "داعش" دفع واشنطن لتخفيف موقفها من الرئيس السوري، وقالت فصائل المعارضة المسلحة إنها على استعداد للاستمرار في القتال على الرغم من هزائمهم في الآونة الأخيرة.
وتنتهي الجولة الأولى من المحادثات في 24 مارس/آذار تقريبا، تعقبها فترة راحة لمدة تتراوح بين سبعة وعشرة أيام ثم تجري جولة ثانية لمدة أسبوعين على الأقل ثم فترة راحة أخرى تعقبها جولة ثالثة.
وقال دي ميستورا: "نعتقد أنه بحلول ذلك الحين يجب أن تكون لدينا على الأقل خارطة طريق واضحة. لا أقول اتفاقا بل خارطة طريق واضحة لأن هذا هو ما تتوقعه سوريا منا جميعا."
ومضى يقول "في الحقيقة سيتم التحديث المستمر لقائمة من سنقوم بالتشاور معهم أو لقائهم أو من أتمنى أن يكونوا جزءا ليس من المفاوضات غير المباشرة فحسب بل أيضا المفاوضات المباشرة في نهاية المطاف."
aXA6IDE4LjIxOC43Ni4xOTMg جزيرة ام اند امز