عائلة لبنانية تتوارث هواية جمع وإصلاح السيارات القديمة
عائلة سركيس تركز في معظم مجموعة السيارات التي تمتلكها على نوعين أساسيين؛ هما كاديلاك ومرسيدس، وتعتبرهما أهم أنواع السيارات تاريخيًّا.
فن جمع أي شيء عادة ما يكون هواية شخصية، لكنه في بعض الحالات يمكن أن يجري في دم عائلة ما، فيتوارث أبناؤها الهواية جيلًا بعد جيل. ومن هذه العائلات عائلة سركيس، التي تقيم في بلدة القبيات في شمال لبنان، وتجمع السيارات على مدار 3 أجيال وتبذل وقتًا وتهتم بشكل فائق بإصلاح وضبط مجموعتها من السيارات لتبدو كأنها خارجة للتو من المصنع.
وتمتلك العائلة نحو 30 سيارة تضعها في مرآب بالمنزل وفي المنطقة المحيطة به.
وتركز عائلة سركيس في معظم مجموعة السيارات التي تملكها على نوعين أساسيين؛ هما كاديلاك ومرسيدس، وتعتبرهما أهم أنواع السيارات من الناحية التاريخية.
ويوضح جامع السيارات العتيقة ميشال سركيس (52 عامًا) كيفية تناقل هذه الهواية بين أفراد العائلة على مر الزمان.
وقال ميشال سركيس: "هوايتي تجميع السيارات القديمة. بلشت فيها لهيدي المصلحة عن خالي اللي كان يشتغل بهيدي المصلحة بالقديم هو. كملت أنا فيها وبأحبها ومعتني فيها وحأكمل فيها على طول؛ لأنه هيدي مصلحة فريدة من نوعها. واللي عنده منها لهاي ما بيتركها لهيدي السيارات. وبيعتني فيها وبيدير باله عليها وبيمشيها. وحأتركها لبعدين لإبني يكمل فيها لأنه هي هاويها لهيدي المصلحة وحيظل فيها."
ومنذ كان في التاسعة من عمره، اعتاد ميشال أن يرافق خاله ليتعلم منه هواية جمع السيارات ويعمل في صيانة محركاتها وطلائها والاهتمام بهيكلها.
ويعتزم ميشال متابعة هذه الهواية التي يعشقها طالما ظل في صدره نفس يتردد. كما أنه يعلمها لابنه أنطوان الذي يبدي اهتمامًا بالغًا بتلك الهواية العائلية.
وبعد إصلاح السيارات يبيع ميشال سركيس بعض السيارات من مجموعته لمن -مثله- يقدرون قيمتها.
أضاف ميشال سركيس: "تجميع السيارات منهن عندي بحدود 32 سيارة بالقبيات منهن. ومنه للبيع ومش للقني. وكل يوم بأنبسط بسيارة. بأقول بدي أخليها عندي. بأرجع بأقول لأ بدي أبيعها. بأرجع بأجيب أجمل منها سيارة. واللي بيعتني فيهن بيلاقيهن كطفل مدلل بالبيت."
ويتعامل ميشال مع مصلحي محركات سيارات خبراء وفنيين متميزين في طلاء السيارات بوسعهم أن يفهموا حساسية السيارات القديمة. ويجمع قطع الغيار اللازمة لسياراته من داخل لبنان ومن الخارج، حيث يبذل جهدًا كبيرًا لإعادة السيارات إلى حالتها الأصلية، بل أفضل لو تيسر له ذلك.
وقال علي الأغا الذي يعمل في بعض السيارات من مجموعة ميشال سركيس: "فيها صعوبة إيه.. فيها صعوبة كثير لأنه البويه (الدهان) بتكون قديمة بنضطر نشيلها. ونشيلها بطريقة إنه ما نشيل الأساس التحتاني تبع الحديد. وفيه شغلة ثانية إنه الصدي (الصدأ) بيكون متملك فيها. يعني عامل جنزار وماكل من الحديد بنضطر نبيضه نحفه مضبوط. أحيانًا بنجلخه. أحيانًا بنحفه على إيدنا. يعني شغله صعب وبدائي كله سوا."
ويدرس أنطوان (21 عامًا) ابن ميشال سركيس الهندسة الميكانيكية ويتبع نهج أبيه منذ نعومة أظفاره.
وقال أنطوان: "أنا عم بأتعلم هندسة ميكانيك. ميكانيك سيارات. وبعدين أنا عم بآخدها لهيدي المصلحة من بيي (أبي) وباشتغل فيها لي من ابن 11 سنة. أنا بيي عم يشغلني فيها. السيارات هولي صاروا من البيت عندنا. يعني بنعتبرهن شخص من البيت."
ويزور كثيرون منزل عائلة سركيس في بلدة القبيات لمشاهدة مجموعتها المميزة من السيارات أو التقاط صور معها والانجذاب لشغف تلك العائلة بالسيارات العتيقة.