مسلمو أمريكا يعلو صوتهم ضد خطاب ترامب
مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) يحاول تقديم صورة واضحة عن الإسلام والمسلمين خاصة بعد أن كثرت تصريحات دونالد ترامب ضد الإسلام.
طوال حملته الانتخابية كثرت تصريحات المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية 2016 دونالد ترامب ضد الإسلام، ما دفع الشعب الأمريكي للقول إن ترامب وضع المبادئ الأساسية للحريات الدينية في الولايات المتحدة في مرمى الهجوم.
في بادئ الأمر جذبت حملة ترامب إليها الأنظار بسبب هجومه على المسلمين عندما اقترح منعهم من دخول الولايات المتحدة خشية "انتشار الخطاب الإرهابي الأصولي في البلاد" حسب زعمه.
ومنذ ذلك الحين تطور خطاب ترامب إلى الهجوم على الإسلام والعقيدة الإسلامية بل "القناعة بوجود كراهية لا يمكن تصورها في أعماقنا" كما يقول مدير مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) نهاد عوض في مؤتمر صحفي حول ترامب.
ووفقًا لإحصاءات مركز (بيو) للأبحاث في الولايات المتحدة يقدر عدد المسلمين الأمريكيين بـ 3.3 ملايين شخص؛ حيث يعمل كثير منهم في الدوائر الحكومية ويعرف عنهم أنهم مواطنون يعملون من أجل صالح البلاد، كما يوجد 33 ألف مسلم في الجيش الأمريكي فقط.
وقبل أيام صرح ترامب لشبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأمريكية قائلا: "أعتقد أن الإسلام يكرهنا.. لديه كراهية هائلة.. لا بد أن نعرف السبب الحقيقي في ذلك".
من جانبه، حث عوض في وقت لاحق ترامب على الاعتذار إلى الجالية المسلمة، لا سيما من خدموا في القوات المسلحة للولايات المتحدة.
ووجه حديثه للأمريكيين المسلمين قائلا: "إن كنتم قلقين فلا يثبطن ذلك عزمكم.. اذهبوا للتصويت واجعلوا صوتكم مسموعًا" كما خاطب الشعب الأمريكي "نحن نأمن بكم.. أمريكا أمة عظيمة.. فلنجعلها عظيمة معا".
وفي خارج أحد تجمعات ترامب الأسبوع الماضي بمدينة سانت لويس بولاية ميزوري نظم مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) فعالية لتقديم معلومات حول الإسلام إلى مؤيديه الذين يحضرون هذا الحدث وقدم لهم القهوة وبعض الحلوى.
وأكد المدير التنفيذي لـ (كير) في ميزوري فيزان سيد "هدفنا أن نهزمهم بالحسنى"، مضيفا "الإسلام يعلمنا ألا نرد الكراهية بالكراهية بل نردها بالحب".
فيدا رانجبير معلمة مسلمة في إحدى المدارس العامة بولاية فيرجينيا الأمريكية أكدت لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) "أن الكثير من الناس لم يقابلوا مسلما واحدا ولا يعتمدون إلا على وسائل الإعلام في بناء العلاقة.. وهذا الأمر يجعلهم مقتنعين بأن ديننا شر مطلق".
ورأت رانجبير أن التأييد الذي حصل عليه ترامب يعود إلى تفشي العنصرية في الولايات المتحدة، مضيفة أن الناس على قناعة بأن معتقدات ترامب نابعة من معلومات مغلوطة ونمطية.
وقالت: "أعتقد أن مثال شخصيتي.. مسلمة أمريكية تعمل وتنتخب وتدفع الضرائب.. إذن أنا فرد عادي يثبت أني غير نمطية".
وعلقت "سأذهب إلى طاولة تناول عصير الليمون لأطلب من الحاضرين أن يلتقوا مسلما".
أما نهاد عوض فيؤكد من جديد "أن القيم الإسلامية والأمريكية على السواء ترفض الانحياز والعنصرية".
ورأى أن ترامب "يلوث قيم الولايات المتحدة ودستورها" داعيا المرشح المحتمل للقائه وآخرين من قادة الجالية الإسلامية كي يطلع بشكل أفضل على الممارسات الإسلامية.
وخلال الأسبوع الماضي تعرض شخص مسلم وآخر من أصل إسباني في ولاية كنساس لهجوم؛ حيث أفادت الأنباء بأن المهاجم كان يصيح مرددًا "ترامب .. ترامب.. ترامب" هذا إلى جانب عبارات لاذعة أخرى.
وقد نجح ترامب في بناء منصة يدفع البعض بعدم دستوريتها، فيما يقول آخرون إنه شكل حركة ضد أي شخص "غير أبيض".
مقابل ذلك دعا مدير (كير) في كنساس موسى البيومي إلى إنفاذ القانون من أجل معاملة هذا الهجوم "جريمة كراهية" كما دعا المسؤولين المنتخبين لإدانة الدافع العنصري وراء الهجوم.
وقال إن القضية تعد قضية كراهية إذا وقعت بدافع التحيز وعادة ما ترتد بعقوبة أشد على مرتكبها.
في غضون ذلك وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنفسه عبارات قوية ضد الهجمات على أساس ديني أو عرقي أو جنسي، ووصف هذا الخطاب بأنه خطاب "فج وتقسيمي".
ولفت الرئيس أوباما إلى أن الولايات المتحدة مجتمع يستمد سمعته من رعاية التنوع، مشددًا على ضرورة الحفاظ على الولايات المتحدة بلدا داعمًا للتنوع.
وأضاف الرئيس أوباما "يمكن إلقاء اللوم على البعض دون آخر بشأن المناخ الحالي إلا أننا جميعا مسؤولون عن تغيير هذا المناخ"، مضيفا أنها "دائرة ليست تجسيدًا حقيقيًّا للولايات المتحدة ولا بد من وقفها".
إبراهيم سميرة مسلم أمريكي يدرس طب الأسنان وناشط في جامعة بوسطن، أكد لـ(كونا) "أن القوة الدافعة للخطاب المعادي للإسلام تنبع في الأساس من "المنظمات التي تحظى بتمويل مكثف تحت مظلة جماعات الضغط الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة"، مضيفا أن الأهداف الأساسية لهذه المنظمات كانت منع الحياة الاجتماعية للمسلمين الأمريكيين لكنها تطورت وأدت إلى ممارسات تمييزية صارخة.
ولفت إلى أن معظم الشخصيات المهمة في الجالية يتجهون إلى الصناديق كي تكون أصواتهم مسموعة، مضيفا "أن السياسيين الحصيفين يستمعون إلى تلك الأصوات" مستدلا على ذلك بما فعله المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز الأسبوع الماضي عندما خاطب مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، طلبا لأصوات المسلمين والعرب الأمريكيين هناك.
ورغم إدانة جميع فئات الشعب الأمريكي لتعليقات ترامب فإن إمبراطور العقارات يبدو أنه سيمثل الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة في نوفمبر/شباط المقبل، كما أن عدم تغيير ترامب نبرة خطابه سيضع ضغوطًا على رافضيه الذين يعتبرونه ممزقا للنسيج الأخلاقي للولايات المتحدة.
aXA6IDMuMTQ0LjI1LjI0OCA= جزيرة ام اند امز