لماذا يكرهون هيلاري كلينتون كثيرًا؟
"لماذا يكرهون هيلاري كلينتون كثيرًا؟"، تساؤل طرحه الكاتب جاي باريني، في مقال رأي نشرته له شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
"لماذا يكرهون هيلاري كلينتون كثيرًا؟"، تساؤل طرحه الكاتب جاي باريني، في مقال رأي نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية على موقعها الإلكتروني، يشيد بالمرشحة الديمقراطية المحتملة لانتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، حيث يعدد مزاياها ويفند عيوبها، بينما يدعو مهاجميها لا سيما الجمهوريين إلى الكف عن الإساءة لشخصها.
جاي باريني، شاعر وروائي، يدرس في كلية ميدلبري في فيرمونت، وهو مؤلف كتاب "إمبراطورية الذات: حياة غور فيدال". وإلى نص المقال:
قبل أن أنهض من السرير هذا الصباح، سألت زوجتي: "لماذا يكرهون هيلاري كلينتون كثيرًا؟".
على الرغم من أنني صوت في الانتخابات التمهيدية لبيرني ساندرز، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت، أنا لا أكره كلينتون على الإطلاق، على العكس تمامًا سأصوت لها بسعادة في نوفمبر/تشرين الثاني.
هي مسؤولة حكومية مثيرة للإعجاب، على الرغم عيوبها الواضحة، التي هي في الغالب نتيجة لعقود من عملها في مواقع السلطة، كل عملة لها وجهان.
عملها كسيدة أولى أعطاها بالتأكيد رؤية عن كثب للحياة في المكتب البيضاوي -- وقت "جرأة وكبرياء"، وفقًا لمراسلي صحيفة "نيويورك تايمز" "بيتر بيكر وآمي تشوتسيك، عندما تعلمت كيف تعمل مقاليد السلطة. وبعد أن شغلت منصب عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي لمدة 8 سنوات، فإنها تعرف كيف يعمل الكونغرس -- أو لا. وتملك فهمًا واسعًا للشؤون الخارجية، بعد أن زارت 112 دولة خلال سنوات عملها (2009-2013) وزيرة للخارجية أكثر من أي شخص سابق في هذا المنصب.
إنجازات كلينتون
لا يمكن إنكار إنجازاتها في الكونغرس، وفي وزارة الخارجية، رغم أن العديد سوف يحاولون ذلك، لا تنسوا خطابها الشجاع في الصين عن حقوق المرأة، وعملها بجهد بشأن تغير المناخ، ومهارتها كعضو في مجلس الشيوخ في توجيه برنامج التأمين الصحي للأطفال من خلال الكونغرس، ولقد ساعدت في التفاوض على وقف إطلاق النار مع حماس خلال وقت متوتر في إسرائيل، أفكر في نجاحاتها في تشكيل تحالفات في أمريكا الجنوبية وإفريقيا وآسيا، ودورها في فرض عقوبات صارمة ضد إيران، هذه مجرد البداية.
ورغم ذلك، يكرهها الناس. تصنيفاتها السلبية، في الواقع، كانت صادمة بالنسبة لشخص بهذا القرب من ترشيح حزبها. في الواقع، كان أحد أكثر الأسئلة التي تكرر طرحها على المرشحة نفسها، هو نسخة قريبة من "لماذا لا يحبونك؟".
بالطبع، لقد عرف الجمهوريون لفترة طويلة، أن هيلاري كلينتون مرشحة قوية بشكل غير عادي، وهذا يرعبهم، ولذلك استغلوا قضايا مثل بنغازي (التي تتحمل عنه القليل أو لا تتحمل أية مسؤولية)، وفضيحة بريدها الإلكتروني. وبشأن الأخيرة، حتى كاتب الرأي روث ماركوس -وهو بالتأكيد ليس أحد أنصار كلينتون- كتب مؤخرًا في صحيفة "واشنطن بوست" أنه "لا يوجد دليل واضح أن كلينتون علمت (أو حتى كان ينبغي أن تعلم) أن المواد الواردة في رسائل البريد الإلكتروني كانت سرية". كما رأينا، لا بنغازي ولا مشكلة البريد الإلكتروني من المرجح أن تثني الناخبين الديمقراطيين، الذين يعتبرونهم نقاط حوار جمهورية.
ربما من السهل للغاية، إلقاء اللائمة على التمييز الجنسي، في هذا القبح الذي يميز معارضة كلينتون، رغم ذلك، يرى المرؤ كراهية النساء تزداد في قسم التعليقات في المقالات على شبكة الإنترنت، حيث لا مجال للعاطفة -ولكن الوقاحة- تخطت الحدود. يهاجمون صوتها، تصفيفة شعرها، سروال بدلتها، ضحكتها. ويستمرون هكذا.
حتى في الاتجاه السائد، يسمع المرء تعليقات كارهة للنساء، مثل ما تحدث المذيع تاكر كارلسون عن كلينتون على شبكة "إم إس إن بي سي": "عندما تظهر على شاشات التلفزيون، أضع قدمًا فوق الأخرى بشكل لا إرادي" أو عندما قال راند بول: "بدأت أقلق من أنه عندما تسافر هيلاري كلينتون، سوف نحتاج إلى طائرتين -- واحدة لها، والوفد المرافق لها، وواحدة لأمتعتها".
كلينتون تواجه انتقادات على "الصياح"، وعدم الابتسام بما يكفي، على الرغم من أن هذه الانتقادات لا نسمعها عن المرشحين الذكور، الشيء الرئيسي لتكرهه بشأن هيلاري كلينتون يبدو أنه جنسها، ويمكن للمرء أن يبدأ فقط تخيل نوع اللغة التي يستخدمها دونالد ترامب في الانتخابات العامة.
الانتقادات الشديدة لكلينتون تظهر -يعتقد البعض- على سبيل المثال، أنها لا تقول الحقيقة، أو أنها تدين بالفضل لـ"وول ستريت". أو أنها قتلت 4 أشخاص في بنغازي، ويصر آخرون على أنها تعاملت بعدم اهتمام مع رسائل بريدها الإلكتروني، ما يهدد الأمن القومي، ويخرق القانون.
أنا نفسي سأحملها خطأ دفع الرئيس أوباما للتدخل في ليبيا: هذا التشدد يقلقني، تغيير النظام ليس من شأننا، وآمل أنها قد تعلمت هذا الدرس، ومع ذلك ليس من المنطق أن يكرهها الناس.
قول الحقيقة
إنها تظلل الحقيقة في بعض الأحيان، كما يفعل كل السياسيين، بما في ذلك ساندرز. "بوليتيفاكت" Politifact، موقع ممتاز، يقيس جودة الحقيقة لتصريحات لكل من يترشح للرئاسة في كلا الحزبين، ويظهر أن كلينتون ربما أصدق من في المجموعة، بل وأكثر من ساندرز على الرغم من أنهما إلى حد بعيد يقولان الحقيقة كاملة أو شيء من قبيل الحقيقة في نصف الوقت. (على النقيض من ذلك، تم تصنيف 9٪ فقط من التصريحات التي أدلى بها دونالد ترامب، وراجعتها موقع Politifact "صحيحة" أو "معظمها صحيح"، بينما تم تصنيف أكثر من ثلاثة أرباع تصريحات ترامب " خاطئة غالبًا"، "خاطئة" أو "كاذبة").
أما بالنسبة لـ"وول ستريت": قطاع الصناعة المالية وفر تقريبًا 3.9٪ من تمويل كلينتون، أو 7٪ إذا تم حساب أموال لجان العمل السياسية ذات الصلة. ولقد ألقت بالطبع، عددًا لا بأس به من الخطابات للمصارف الكبيرة - وإن لم يكن الجزء الأكبر من دخلها كمتحدثة ناتج من تلك الخطابات.
وعلى ماذا حصلت "وول ستريت" مقابل أموالها؟ ليس كثيرًا.
في مجلس الشيوخ، صوتت (هيلاري) لصالح "برنامج إغاثة الأصول المتعثرة"، خطة بوش لإنقاذ المصارف، ولكن هذه كانت خطوة حكيمة من وجهة نظري، ساعدت على إنقاذ الاقتصاد من التدهور الحاد. وقالت من على أرض الواقع: "لمدة عامين، طالبت وآخرون بالعمل في وقت حطمت موجة بعد موجة من العجز عن السداد والحجوزات العقارية المجتمعات والاقتصاد الأوسع". إنها -في الواقع- دعت إلى فرض ضريبة على التداولات عالية التردد، وهو نوع من المناورة يعرض مدخرات تقاعد الأشخاص للخطر.
ليست مثالية، ولكن ذكية وذات خبرة
بشكل عام، كانت كلينتون متعاطف إلى حد ما مع "وول ستريت"، وعلى استعداد للعمل معها، حتى مساعدتها في بعض الأحيان، هذا يزعج بعض أهل اليسار، ولكن هل نحن حقًّا نريد رئيسًا يكره "وول ستريت"، التي هي محرك اقتصادنا؟ أنا لا أعتقد ذلك.
لا شك في ذلك: كلينتون لا تزال ديمقراطية ليبرالية، هي وساندرز صوتا في الواقع "بنفس الطريقة في 93٪ خلال فترة العامين اللذان تشاركا فيهما بمجلس الشيوخ"، وفقًا لتحليل قامت به صحيفة "نيويورك تايمز". وهي، ببساطة، أكثر وسطية من ساندرز بشأن معظم القضايا - ولكن الخلافات بينهما بالكاد كبيرة.
السبب الرئيسي في كراهية الجمهوريين -على وجه الخصوص- كلينتون هو أنها من المحتمل أن تهزم ترامب أو كروز أو أي شخص يقيئه الحزب الجمهوري في الانتخابات العامة.
يجب أن تتوقف الإساءة لهيلاري كلينتون، إنها ليست مثالية، لكنها ذكية، ذات خبرة وحساسة، وسوف تخطو إلى المكتب البيضاوي أفضل استعدادًا لتولي مهمة صارمة في أوقات صعبة من أي شخص تقريبًا في العهد القريب.
aXA6IDE4LjExNi4yMy41OSA=
جزيرة ام اند امز