التوصيات النهائية للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي في الشارقة
الجلسة الأخيرة تناولت كيفية تبني الاتصال الحكومي مهمة حماية الأسرة من خلال المشاريع الخلاقة التي تحيي التراث.
شهد اليوم الأخير من الدورة الخامسة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2016 جلسة بعنوان "دور الاتصال الحكومي ومكونات المجتمع الثقافية والاجتماعية" شارك فيها كلٌ من: الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وحبيب الصايغ، مستشار دار الخليج ورئيس التحرير المسؤول، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات والأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب إضافة إلى ندابا مانديلا، حفيد نيلسون مانديلا، مؤسس ورئيس Africa Rising Foundation
وتناولت الجلسة التي أدارها فيصل بن حريز، الإعلامي في قناة سكاي نيوز عربية، كيفية تبني الاتصال الحكومي مهمة حماية الأسرة من خلال المشاريع الخلاقة التي تحيي التراث، المبادرات التي تعزز الانتماء للمجتمع ، وتركيز الاتصال الحكومي على حماية الهوية، ومحاربة نزعات التفرد والتفكك، إضافة إلى دور الاتصال الحكومي في تبني مفهوم احترام تعدد الهويات والثقافات على مستوى العالم.
وقالت الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي: "تجربتنا في الإمارات تؤكد أن الانفتاح على الثقافات والحضارات والتعايش مع أكثر من 200 جنسية هو عامل ثراء يغني حياتنا الثقافية والاجتماعية. يجب ألا نخشى الانفتاح طالما أننا نمتلك الثقة بذواتنا ونفخر بهويتنا وثقافتنا وتاريخنا".
وأضافت الشيخة بدور القاسمي: "إن ترسيخ الهوية الإماراتية هي مهمة مشتركة تتطلب تعاون الأفراد والمؤسسات والجهات الحكومية. ونحن نستلهم من حياتنا الخاصة وتجاربنا مع أطفالنا وعائلاتنا سبل حماية الهوية والوسائل الكفيلة بتعزيز الانتماء للوطن.
وأردفت رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) أن التحدي الأكبر هو ترسيخ علاقة الجيل الجديد بلغته الأم وتراث بلاده وتقاليدها، مشيرة إلى ما أتاحته التقنيات للأجيال الحديثة من التواصل اللحظي مع العالم.
وأضافت الشيخة بدور القاسمي أن الهاتف الذكي أصبح يختصر للنشء كل ما يحدث في العالم وبسرعة خيالية، ما يتطلب مواكبتهم ومشاركتهم الحوار بلغتهم لتفهم أحلامهم وتنمية مشاعر الانتماء الحقيقي".
من جانبه أعرب حبيب الصايغ عن قلقه على الثقافة العربية وخاصة اللغة العربية مشيراً إلى أن شبابنا لا يقرؤون الصحف اليومية ولا يتكلمون اللغة العربية، مشيراً إلى أن التمسك باللغة ضروري لأهداف اقتصادية أيضاً، فالدول التي تتحدث وتفكر بغير لغتها لن تستطيع أن تنتج وتصنع وتحقق اكتفاءها واستقلالها الاقتصادي.
وأشار الصايغ إلى أن القوانين الموجودة المتعلقة باستخدامات اللغة العربية إيجابية ولكن بحاجة إلى دعمها بقرارات سيادية لتصبح اللغة العربية لغة تعليم وشرطاً في سوق العمل.
ودعا الصايغ إلى إيجاد حماية قانونية لتدفق المعلومات وإلى الانتقال من الاتصال الحكومي إلى التفاعل المتواصل مع الجمهور.
وأردف أن مؤسسات الاتصال الحكومي مدعوة اليوم لفتح قنوات التفاعل مع الجمهور وخاصة الشباب من أجل إشراكهم في عملية التنمية الاجتماعية، مؤكداً ضرورة الإصغاء الى أصوات الشباب ومحاكاة تطلعاتهم.
من جهته، أكد ندابا مانديلا أن الشباب اليوم يخوضون معارك جديدة مختلفة تماماً عن قضية العبودية المادية التي عانت منها الأجيال السابقة. حيث إن السلاسل اليوم هي سلاسل فكرية، فالإنسان أصبح عدو نفسه ومطارداً من أفكار غريبة عن ثقافته وتراثه بسبب الانفتاح والتواصل عبر الإنترنت. وشدّد مانديلا على دور الحكومات في تعزيز الهوية الوطنية وتثقيف كوادرها ليكونوا الصورة الحقيقية والناصعة للوطن.
وأضاف: "على الحكومات أن تتحدث مع الناس وليس إلى الناس، وعليها إشراك الشباب وكل الفئات الاجتماعية في صناعة خططها واستراتيجيتها. ويجب على الفئات المستهدفة من أي مشروع أن تكون شريكة في صياغته بما يتلاءم مع أحلامها وطموحاتها.
واختتم مانديلا مداخلته بالقول: "نريد للدول أن تبدأ بقياس سعادة شعوبها وفقاً لمعايير غير اقتصادية ولا علاقة لها بالناتج المحلي بقدر ما ترتبط بالفرص التي تتيحها الدول لمواطنيها بالعيش في حياة متوازنة ينعمون فيها بكرامتهم ولا يكرسون القسم الأكبر من عمرهم في العمل المضني من أجل تأمين لقمة العيش".
لتوصيات النهائية للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2016
التعليم:
ضرورة دمج التكنولوجيا في النظام التعليمي بالتعاون مع الشركات الخاصة على أن تتولى الحكومات مسؤولية إدارة النظام التعليمي وإعادة تصميمه.
تدريب الطلبة والأجيال الجديدة على فهم وتحليل المعارف وتطوير مهاراتهم في التفكير النقدي.
بناء المعرفة للطلبة على أسس الفكر النقدي، من خلال اهتمام المدارس والحكومات بجودة التعليم والابتعاد عن أسلوب التلقين.
مواكبة النظام التعليمي الجديد للمتغيرات وإتاحة الفرصة للطلبة لامتلاك مهارات جديدة لمواجهة تحديات المستقبل، والتأقلم والقدرة على التكيف هما الأساس في النظام التعليمي الجديد.
مواجهة العنف والتطرف والكراهية
مواجهة العنف تتطلب خطوات ملموسة واستراتيجيات تتخطى الإجراءات العسكرية والأمنية وتشمل:
معالجة الظروف المؤدية للإرهاب
مكافحة الإرهاب بكافة الوسائل المتاحة
بناء القدرات بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة
ضمان احترام حقوق الإنسان والمواثيق الدولية
بناء منصات حوار متقدمة على غرار المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، تركز على نبذ خطاب الكراهية وتقبل الآخر.
ضرورة أن يغطي الاتصال الحكومي مختلف المجالات الحيوية المؤثرة وأولها شؤون العقيدة وأفكار الشباب.
ضرورة منح الشباب فرصهم في التعلم والتعليم وتأسيس الأسرة، وتمكين المرأة لتكون شريكاً حقيقياً للرجل، مما يسهم بشكل مباشر في مكافحة ظاهرة التطرف.
العالم العربي
ضرورة الاهتمام باللغة العربية السليمة واستخدام مصطلحاتها الغنية والقيمة، والحرص على تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة، حيث تعكس هذه المصطلحات الهوية العربية، وتسهم في حفظ اللغة من التشويه وإدخال ما لا يليق بها ويناقض معانيها.
ضرورة العمل على تقدم وتطور الدول والشعوب في إطار حماية المجتمعات والأخلاق على حد سواء. ويجب أن يستند هذا التقدم إلى خطة علمية مدروسة، ميدانها التقدم العلمي مرفودا من التقدم الأخلاقي والاجتماعي، حيث سيكون هذا التقدم العلمي مستداماً.
حقوق الإنسان والتنمية
ضرورة احترام الاتصال الحكومي لحقوق الإنسان والتأكيد على ضرورة شفافية الإعلام، وأن يكون الاتصال من جهتين من الحكومة للشعب والعكس.
ضرورة أن تكون الحكومات أكثر صراحة وانخراطاً في أنشطة الاتصال مع المجتمع الدولي فيما يخص حقوق الإنسان، ذلك كون السمعة العالمية لأي دولة تستند إلى سجلها في مجال حقوق الإنسان الذي تتداوله وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة وغيرها من الجهات والدول.
يجب العمل على توجيه مشروع سياسي متكامل في افريقيا وتقليص أعداد اللاجئين عن طريق إيجاد فرص العمل المناسبة وبناء رعاية صحية متكاملة ووضع نظام تعليمي لتشجيع الناس على البقاء في بلادهم.
تمكين المرأة
ضرورة أن يكون هناك خطاب إيجابي من القيادة إلى الشعب فيما يتعلق بحقوق المرأة، فهو ما يحفظ للمرأة مكانتها ويعزز أهمية دورها في النهوض بالمجتمع.
تمكين المرأة وتعليمها لتكون قادرة على صناعة أجيال متعلمة ومثقفة، مما يساهم في تحقيق أهداف الألفية الجديدة، فلا يمكن مكافحة الفقر والأمية والجوع والأمراض إذا لم يتم تمكين المرأة للحصول على حقوق متساوية مع الرجل في التعليم.
العلم والتفكير النقدي وثقافة الشك واليقين تؤهل المرأة لاكتساب الثقة بالنفس والقدرة على المقاومة للدفاع عن حقوقها والحفاظ على كرامتها والمساهمة في تطوير مجتمعاتها.
الأزمات
يجب على الحكومات أن تعتمد الشفافية في التواصل مع جمهورها من أجل بناء قاعدة متينة للمصداقية.
لا ينبغي خلط الجانب السياسي مع الإنساني عند التعامل مع كارثة أو أزمة إنسانية، حيث سيؤدي ذلك إلى أن يفقد الموضوع قيمته الإنسانية.
نحتاج إلى أن نركز على تغطية تداعيات ما بعد الأزمة التي يتم عادةً تجاهلها. حيث جرت العادة على أن يغطي الإعلام الأزمة أو الكارثة الإنسانية فور وقوعها فقط.
لا ينبغي أن يلعب الإعلام دوراً ينحصر في دفع الحكومات نحو اتجاه معين، وإنما المهم أن يقوم الإعلام بوضع الحقائق أمام الجمهور وأمام الحكومات على حدٍّ سواء.
الاتصال الحكومي
على الاتصال الحكومي، أن يكون فاعلاً في خدمة المبادىء الإنسانية العامة، ولكي ينتج ثقافة اجتماعية ذات مسؤولية تجاه القضايا المصيرية الكبرى، مثل حقوق الإنسان والتغير المناخي والعدالة.
يجب أن يكون الاتصال الحكومي عصرياً يستخدم لغة الشباب وأدواتهم.
تغيير مسمى إدارات الاتصال الحكومي إلى إدارات التفاعل الحكومي
حماية قانونية لتدفق المعلومات والانتقال من الاتصال الحكومي إلى التفاعل المتواصل مع الجمهور
إشراك الشباب عبر مختلف وسائل التواصل المباشر وغير المباشر وخاصة عند وضع سياسات خاصة بهم .
aXA6IDE4LjIxNi4xMDQuMTA2IA== جزيرة ام اند امز