أمريكا وروسيا.. من يتفوق على الآخر في الطائرات المسيرة؟
أثار عبور طائرة روسية مسيرة تعود إلى حقبة الثمانينيات أجواء ثلاث دول أوروبية دهشة الكثيرين الذين لم يعلموا بهذه الطائرات إلا من قريب.
ووفقا لموقع متحف الحرب الإمبراطورية البريطانية، تم تطوير أولى الطائرات بدون طيار أو المسيرة في بريطانيا والولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الأولى. وأجري أول اختبار لهذا النوع من الطائرات، وهي طائرة صغيرة يتم التحكم فيها عن طريق الراديو، في مارس/آذار 1917 بينما حلقت الطائرة الأمريكية المعروفة باسم كيترنج باج في أكتوبر/تشرين الأول 1918.
وعلى الرغم من إظهار كليهما نتائج واعدة في اختبارات الطيران، إلا أن أيا منهما لم يستخدم أثناء الحرب.
خلال فترة ما بين الحربين، استمر تطوير واختبار الطائرات بدون طيار. وفي عام 1935 أنتج البريطانيون عددًا من الطائرات التي يتم التحكم فيها عن بُعد لاستخدامها كأهداف لأغراض التدريب.
يُعتقد أن مصطلح "طائرة بدون طيار" بدأ استخدامه في هذا الوقت. كما تم تصنيع الطائرات بدون طيار التي يتم التحكم فيها عن طريق الراديو في الولايات المتحدة واستخدامها للتدريب على الاستهداف والتدريب.
بدأ استخدام الطائرات المسيرة على نطاق واسع في حرب فيتنام. ولعبت أيضا مجموعة من الأدوار الجديدة، مثل العمل كشراك خداعية في القتال، وإطلاق الصواريخ على أهداف ثابتة وإلقاء المنشورات للتأثير النفسي.
في أعقاب حرب فيتنام، بدأت دول أخرى خارج بريطانيا والولايات المتحدة في استكشاف تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، ودخلت روسيا على الخط لتكون أبرز منافس للولايات المتحدة في هذا المجال.
وأصبحت النماذج الجديدة أكثر تطورا، مع تحسين القدرة على التحمل والقدرة على الحفاظ على ارتفاع أكبر. وخلال السنوات الأخيرة تم تطوير مسيرات تستخدم تقنية مثل الطاقة الشمسية لمعالجة مشكلة تزويد الرحلات الطويلة بالوقود.
وإثر هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الإرهابية، كثفت الولايات المتحدة من استخدامها للطائرات بدون طيار.
وتتميز الطائرات المسيرة بأن تكلفة تشغيلها أقل من الطائرات الحربية التقليدية، ويمكنها تنفيذ هجمات ضد أهداف حيوية في مهام انتحارية، أو حتى ضرب العدو والعودة إلى قواعدها، لكنها تتفاوت في قوتها وفقا لعدة معايير.
وتعتمد قوة الـ"درونز" على عدة معايير أبرزها مدى الطائرة وزمن التحليق المتواصل والتسليح، إضافة إلى تقنيات الرصد والاستطلاع.
ورغم امتلاك بعض المسيرات القدرة على التحليق على ارتفاعات شاهقة لأكثر من 20 ساعة في الجو، يتم تصميم أخرى للتحليق على ارتفاعات منخفضة للإفلات من رادارات العدو.
ووفق موقع "سبوتنيك" الروسي: كانت الطائرات المسيرة الأمريكية مثل "إم كيو 1 بي" براديتور، والمسيرة "إم كيو 9" ريبر، و"آر كيو 4" جلوبال هوك، من أشهر الـ "درونز" المستخدمة في المنطقة، لكن طائرات أخرى متطورة بدأت تظهر بقوة حول العالم وأبرزها "درونز" أخوتنيك الروسية، و"بيراقدار" التركية و"هيرون تي بي" الإسرائيلية و"سي إتش-5" الصينية،
وتاليا أبرز المسيرات الأمريكية والروسية وقدراتها:
أبرز المسيرات الأمريكية:
- إم كيو-1 بريداتور
هذا النوع من البريداتور يمكن استعماله لمهام مراقبة فحسب كما يمكن استعماله في مهام قتالية، يبلغ طول الطائرة 8.22 م.
ويصل وزنها فارغة إلى 512 كيلوجراما، وقادرة على حمل 500 كيلوجرام من الأسلحة. طول الأجنحة 14.8 مترا، ويصل مداها إلى 1100 كلم وقادرة على ارتفاع 7620 مترا.
- براديتور سي "أفنجر"
قامت بأول رحلة لها عام 2009، ويصل وزنها عند الإقلاع إلى 8.2 طن. وقادرة على حمل 3 أطنان من الأسلحة المختلفة، التي تضم صواريخ وقنابل موجهة.
ويمكن لها التحليق بسرعة تصل إلى 745 كم/الساعة، ومدة طيران متصل تصل إلى 20 ساعة، ويمكنها التحليق على ارتفاعات تصل إلى 17 ألف متر.
-براديتور بي "إم كيو ريبر"
طائرة أمريكية قادرة على البقاء في الجو لمدة 27 ساعة متواصلة، بسرعة تصل إلى 444 كم/الساعة، والتحليق على ارتفاعات تتجاوز 17 ألف متر.
وتصل حمولة الطائرة إلى 1.7 طن من وسائل الاستطلاع العسكري والأسلحة، التي تضم صواريخ وأنظمة رادار، وقنابل موجهة.
-إم كيو - 1 سي "غراي إيغل"
طائرة مسيرة قتالية، تتمتع بقدرة أداء مهام الاستطلاع العسكري والمراقبة.
ويصل وزن الطائرة عند الإقلاع إلى 1.6 طن، ويمكنها التحليق على ارتفاعات تصل إلى أكثر من 10 آلاف متر، وسرعة تتجاوز 300 كم/ الساعة.
ويمكن للطائرة أن تبقى في الجو لمدة 25 ساعة متصلة، كما تستطيع النسخ المطورة منها البقاء لمدة تصل إلى 40 ساعة.
-إم كيو-9
طائرة "إم كيو-9" تعد من بين أحدث الطائرات الأمريكية بدون طيار وتضم مواصفات تكنولوجية عالية، منها نظام رادار متطور وكاميرات ومستشعرات عالية الدقة تستطيع مسح منطقة قطرها 360 درجة.
وبحسب شركة "جنرال أتوميكس"، يبلغ وزن الطائرة نحو 5 أطنان كما تستطيع حمل كمية كبيرة من الصواريخ والقنابل الموجهة بالليزر.
وفي حين يبلغ طولها 11 مترا يصل عرضها مع الأجنحة إلى 20 متراً.
ويبلغ مدى التحليق للطائرة نحو 3 آلاف كيلومتر، ويصل أقصى ارتفاع لها 45 ألف قدم، بينما تبلغ سرعتها القصوى نحو 240 كيلومتراً.
وبالإضافة إلى قدرتها على العمل في الظروف الجوية القاسية، صممت هذه الطائرة للتحليق لفترة زمنية طويلة تصل إلى 40 ساعة.
أبرز المسيرات الروسية:
- كرونشتات أوريون
تصل حمولة كرونشتات أوريون إلى 440 رطلاً من الأسلحة في مخادع داخلية ونقاط خارجية، إضافة إلى حمولات الاستخبارات والرادار والحرب الإلكترونية.
وهي قادرة على التحليق على ارتفاع 24600 قدم فوق الدفاعات الجوية قصيرة المدى، والتحليق فوقها لساعات وساعات. ويقول خبراء إن الطائرة الروسية هذه هي أقرب إلى الطائرة التركية تي بي2 بيرقدار.
- أليتوس
يبلغ مداها 5,400-6,200 ميل، في نصف قطر قتالي يبلغ 2174 ميلاً مع حمولة كاملة تصل إلى 4400 رطل.
تعتبر ألتيوس- RU الروسية قيد التطوير أيضاً منذ عام 2011، حيث واجهت صعوبات عديدة، لكنها تستطيع التحليق على ارتفاع 39000 قدم لمدة تصل إلى 48 ساعة.
يتكون نظام مسيرة ألتيوس الكامل من جناحين مجهزين بروابط أقمار صناعية للتحكم لمسافات طويلة، رغم أنهما يمكنهما أيضاً العمل بشكل مستقل لفترات طويلة.
يمكن للطائرة القيام بأدوار استطلاعية في وقت السلم، بالإضافة إلى مهام الهجوم والاستطلاع بعيدة المدى والتحمل، في غياب الدفاعات الجوية على ارتفاعات عالية.
- كرونشتات جروم
طائرة شبحية قادرة على حمل 2200 إلى 4400 رطل، بينها القنابل الموجهة بالليزر
وتقول شركة كرونشتات المصنعة للطائرة إن مقاتلة واحدة من طراز Su-35 أو Su-57 يمكنها التحكم في ثلاث طائرات جروم تحلق بسرعة تصل إلى 660 ميلاً في الساعة على ارتفاعات تصل إلى 40000 قدم.
- سوخوي-70
مقاتلة شبحية يبلغ مداها 2500 ميل، و3700 ميل كحد أقصى، وقادرة على 4400 رطل من الأسلحة.
يبلغ وزن الطائرة 22 طناً وجرى إنتاجها بهدف تنفيذ ضربات حاسمة بأسلحة نووية أو صواريخ دقيقة، ويمكن أيضاً أن تتعاون مسيّرة S-70 مع مقاتلة الشبح Su-5، وقد تم اختبارها حتى على حمل صواريخ جو-جو.
aXA6IDMuMTQ5LjI5Ljk4IA== جزيرة ام اند امز