قامت دولة الإمارات على ثقافة التسامح واحترام الديانات الأخرى دون التمييز بين لون أو عرق.. فالتسامح يعتبر منهج حياة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
قامت دولة الإمارات على ثقافة التسامح واحترام الديانات الأخرى دون التمييز بين لون أو عرق.. فالتسامح يعتبر منهج حياة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
لقد أيقن الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" أن الدول المتحضرة والمتقدمة لابد وأن تتخذ من التسامح منهجا لها، فبالتسامح نحافظ على التواصل والمحبة والسلام.
وعلى هذا النهج انبثقت لقيادتنا الحكيمة رؤية إنشاء أول وزارة للتسامح في العالم، ليس للوجاهة أو التفاخر الصوري بل كان هدفا أساسيا وجوهريا للتأكيد على تبني الإمارات وقيادتها الرشيدة لمبدأ التعايش والتسامح، لأن هذه الثقافة تشكل أساسا قويا ومتينا في قيمنا الدينية والإنسانية والاجتماعية، كما أن نشر ثقافة احترام الاختلاف يسهم في إشاعة حالة من الاستقرار والسلام والتعايش والمحافظة على المكتسبات في المجتمع.
آمل أن تحذو دوائر القضاء في الإمارات الأخرى حذو دائرة قضاء أبوظبي في إنشاء محاكم مختصة بالأحوال الشخصية لغير المسلمين
من هذا المنطلق أمر سمو الشيخ منصور بن زايد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس دائرة قضاء أبو ظبي انشاء محكمة لأحوال الشخصيه لغير المسلمين من مبدأ تحقيق العدالة وقبول الآخر، وهي رسالة مفادها أن سماحة الإسلام تتجاوز كل الاختلافات وأن كل الديانات تحث على ثقافة التسامح وقبول الآخر ونبذ التعصب والكراهية.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في قبول واحترام الآخر، حيث قَبِل النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم هديةً من المقوقس في مصر، وهي الجارية مارية القبطية التي أنجبت إبراهيمَ ولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ثمَّ وقف فقال: "استوصوا بالقبط خيراً، فإنَّ لي فيهم نسباً وصهرا"، فتصور عزيزي القارئ هذا الموقف في تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم وقبوله الآخر.
لو عدنا إلى التاريخ الاسلامي لرأينا سماحة الإسلام مع الديانات الأخرى في حرية العبادة وسائر شؤون الحياة
لو عدنا إلى التاريخ الاسلامي لرأينا سماحة الإسلام مع الديانات الأخرى في حرية العبادة وسائر شؤون الحياة، ونستذكر العصر الذهبي في تاريخنا الإسلامي، عصر الازدهار للامة الاسلامية لوجدناها أمه متسامحة مع غيرها من الديانات الأخرى بشكل يفوق ما نحن عليه في عصرنا الحالي.
وعندما ولّي خير بن نعيم الحضرمي قضاء مصر في عام 120هـ - 738م كان يقضي في المسجد بين المسلمين، ثم يجلس على باب المسجد بعد العصر على المعارج فيقضي بين النصارى.
إن نشر ثقافة احترام الاختلاف يسهم في إشاعة حالة من الاستقرار والسلام والتعايش والمحافظة على المكتسبات في المجتمع
إن هذه المبادرة السامية لقضاء اأوظبي ستدعم ترسيخ مفهوم الانفتاح على الآخر وتعزز من ثقافة الحوار وتبادل الخبرات والتجارب مع الأفراد والجماعات من الديانات والثقافات الأخرى، كما أنها تؤكد من جديد على أن سيادة القانون في دولة الإمارات سبب أساسي في نشر ثقافة التسامح وأنها عامل رئيسي في تحقيق السلم والتعايش المجتمعي، كما أن القبول بثقافة الآخر ليست بالضرورة إجبار على الاقتناع بها لكنها تأكيد على وجود الاختلاف.
وكلي أمل أن تحذو دوائر القضاء في الإمارات الأخرى حذو دائرة قضاء أبوظبي في إنشاء محاكم مختصة بالأحوال الشخصية لغير المسلمين، فهذه الخطوة المباركه لدائرة القضاء في أبوظبي ترسخ لدينا كأفراد ومؤسسات وكمجتمع ثقافة احترام الاختلاف.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة