المستقبل الأخضر.. المناخ يضع بصمته على سوق العمل

تُظهر بيانات منصة لينكد إن أن التوظيف للوظائف الخضراء يفوق باستمرار التوظيف الإجمالي، حيث تواجه الشركات ضغوطا لتسريع تحولها للأخضر.

ويرصد تقرير مستقبل الوظائف لعام 2023 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في 30 أبريل/نيسان 2023، وظائف ومهارات المستقبل، ويحلل كيف من المرجح أن تعيد الاتجاهات الكلية وكذلك تبني التكنولوجيا تشكيل أسواق العمل والطلب على الوظائف والمهارات الخضراء خلال الفترة (2023-2027).

 الوظائف الخضراء

تعمل الثورة الرقمية، والدافع نحو "التحول إلى الأخضر" وعوامل أخرى على إعادة تشكيل "عالم العمل العالمي" بمعدل غير مسبوق، هذا، ووضعت البلدان في جميع أنحاء العالم أهدافًا طموحة للوصول إلى انبعاثات صفرية الكربون بحلول عام 2050 - مما يتطلب تحولًا زلزاليًا عبر الاقتصادات والصناعات العالمية لتغيير الطريقة التي تقوم بها بالأشياء. هذا، وتبحث كل من الحكومات والشركات بجدية في كيفية دفع هذا التحول الأخضر بشكل أسرع وأسرع.

وفقًا للتقرير، أدت الجهود العالمية لإزالة الكربون استجابة لأزمة تغير المناخ إلى ظهور ثروة من الوظائف الخضراء عبر القطاعات والصناعات، والتي فاقت معدل التوظيف الإجمالي على مستوى العالم لأربع سنوات متتالية؛ حيث يتصدر متخصصو المركبات الكهربائية قائمة الوظائف الأسرع نموًا في عام 2023، فضلًا عن أنه من المتوقع أن يولد سيناريو التحول للأخضر، حوالي 3.5٪ من نمو إجمالي الناتج المحلي العالمي، وزيادة في معدلات التوظيف بمقدار 30 مليون وظيفة على مستوى العالم في مجالات الطاقة النظيفة والكفاءة وتقنيات منخفضة الانبعاثات بحلول عام 2030.

• وظائف المستقبل "خضراء".. كيف يعصف "تغير المناخ" بملامح أسواق العمل؟
• إكسبو 2020 دبي.. "الوظائف الخضراء" تسهم في إنقاذ الكوكب

المهارات الخضراء

يوفر الاستثمار في المهارات الخضراء للمهنيين فرصة لإثبات حياتهم المهنية في المستقبل وإيجاد أدوار جديدة في مناخ اقتصادي أكثر صعوبة. فرغم النمو المستمر في الوظائف الخضراء على مدى السنوات الأربع الماضية، إلا أن المهارات الخضراء المتاحة لا تتواكب مع ذلك النمو؛ حيث 13% فقط من القوى العاملة تمتلك بالفعل مهارات خضراء.

طبقًا للتقرير، ارتفعت المهارات الخضراء في الصناعات الملوثة؛ حيث تُظهر بيانات LinkedIn أن المهارات الخضراء تساعد بالفعل في تحويل قطاعات الوقود الأحفوري الثقيلة في البلدان عالية الانبعاثات. على عكس المتوقع، يتمتع قطاعا التصنيع والنفط والغاز بأعلى مستويات 'كثافة المهارات الخضراء' - وهو مؤشر على مدى استخدام الوظيفة للمهارات الخضراء.

ففي حين أن الهند والولايات المتحدة وألمانيا من أكبر الدول المسببة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فإن هذه البلدان تشهد أيضًا نموا في المهارات الخضراء في الصناعات كثيفة الكربون. تتبنى ألمانيا مهارات خضراء في صناعتها التحويلية أكثر من المتوسط العالمي، بينما تقود الهند والولايات المتحدة الطريق في قطاعي النفط والغاز والتعدين، حيث أبلغ العمال عن مهارات خضراء أعلى مقارنة بتلك القطاعات في البلدان الأخرى.

تعزيز المهارات الخضراء

هناك الآن رغبة قوية ومتنامية من الباحثين عن الوظائف للعمل في شركات تقدر البيئة ولها تأثير إيجابي على قضية تغير المناخ. وهذا يعني أن الشركات التي تساعد في تنمية مهارات القوى العاملة بشكل أسرع وتكييف أعمالها لتكون أكثر اخضرارا ستتمتع بميزة تنافسية عند توظيف أفضل المواهب، وذلك من خلال:

- التزام صانعي السياسات بالمهارات الخضراء.

-استثمار قادة الأعمال في تطوير مهارات المواهب الخضراء الحالية والمستقبلية.

- اتجاه القوى العاملة العالمية لبناء المهارات الخضراء لقوة التغيير والتنافس على أفضل الوظائف.

النموذج الإماراتي في التحول للوظائف الخضراء

ضمن استراتيجيتها لدعم وتعزيز التحول نحو الاقتصاد الأخضر، أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة تقرير وظائف ومهارات التحول في الاقتصاد الأخضر لدولة الإمارات العربية المتحدة "الممارسات العالمية والسياسات الوطنية" في عام 2017، والذي يُمثل النتاج الأول لبرنامج الوظائف الخضراء للدولة، كجزء من تنفيذ أجندة الإمارات الخضراء لعام 2030.

وقدّر التقرير عدد الوظائف الخضراء المتاحة في الدولة بحلول عام 2030 بما يقارب 86 ألف وظيفة، ومن جانبها أكدت المهندسة "عائشة محمد العبدولي" مدير إدارة التنمية الخضراء، أن الوظائف الخضراء تُمثل أحد الأعمدة الهامة لجهود الدولة في التحول نحو الاقتصاد الأخضر، والتي تستهدف تنويع الاقتصاد الوطني.

وأضافت: "ولوزارة التغير المناخي والبيئة دور مهم في تسهيل نمو الوظائف الخضراء والمساعدة في ضمان اتباع نهج ناجح في التحول إلى الاقتصاد الأخضر عبر رفع الوعي العام بالمتطلبات المستقبلية للحفاظ على البيئة وضمان استدامة مواردها الطبيعية وتنوعها البيولوجي اعتمادًا على الابتكار وتوظيف أحدث التكنولوجيات المتاحة وتحقيق نمو اقتصادي جيد في الوقت نفسه."

وأشارت إلى أنه مع توجه الدولة للتحول نحو اقتصاد أخضر، والذي يتمثل في استراتيجيات متعددة القطاعات مثل الأجندة الخضراء 2030 والخطة الوطنية لتغير المناخ 2050، ستلعب الصناعات والخدمات الخضراء دورا أكبر في سوق العمل الإماراتي.