قيادي بالعدالة والتنمية: الحزب سيصل لمرحلة الانهيار
حزب العدالة والتنمية يشهد منذ فترة حالة من التخبط والارتباك السياسي على خلفية الانشقاقات المتتالية التي تضرب صفوفه بين الحين والآخر
كشف قيادي بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان، الإثنين، عن أن هناك انقساما داخل قيادات الحزب بشأن مستقبله، لا سيما في ظل الدعوات المطالبة بإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
وقال القيادي بالحزب، الذي لم يكشف عن هويته، طبقا لصحيفة "يني جاغ" التركية المعارضة: "الجدل الدائر حول الانتخابات المبكرة أدى إلى انقسام حزب العدالة والتنمية، إلى فريقين؛ أحدهما، معظمه من القياديين، يرى أنه إذا لم يتم التوجه لإجراء انتخابات مبكرة فإن الحزب قد يواجه احتمال التفكك بسبب الكيانات والأحزاب السياسية التي تشكلت".
وأضاف أن الفريق الآخر يعارض التوجه لإجراء انتخابات مبكرة خوفًا من خسارة الحزب للأغلبية في البرلمان.
وأشار القيادي إلى أن الأحزاب الجديدة التي يقودها قياديون سابقون بالعدالة والتنمية "تمثل خسارة كبيرة للحزب سواء على مستوى الموارد البشرية أو الأصوات".
وأوضح أنه إذا لم نتوجه لانتخابات تشريعية مبكرة، فإن الحزب سيصل لمرحلة التفكك، ومن ثم الانهيار، مشيرا إلى أن الكيانات السياسية الجديدة ستكون وسيلة لتداعي الحزب بشكل سريع بعد الانشقاقات التي ستحدث للانضمام إليها، وعليه ستكون الانتخابات المبكرة بمثابة الحملة المنطقية التي ينبغي شنها ضد تلك الكيانات، على حد قوله.
ولفت إلى أن "هناك مجموعة تعارض بقوة فكرة الانتخابات المبكرة، ومعظمهم من أعضاء البرلمان، خشية أن يفقد الحزب الأغلبية بالبرلمان؛ واصفين فكرة الانتخابات المبكرة بأنها بـ"الكارثة".
يذكر أن حزب العدالة والتنمية يشهد منذ فترة حالة من التخبط والارتباك السياسي على خلفية الانشقاقات المتتالية التي تضرب صفوفه بين الحين والآخر، في أعقاب الخسارة الكبيرة التي مني بها أمام أحزاب المعارضة في الانتخابات المحلية الأخيرة، والتي فقد فيها العديد من البلديات الكبرى، على رأسها: أنقرة، وإسطنبول.
ومن أبرز الاستقالات في صفوف الحزب، استقالة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، في 13 سبتمبر/أيلول الماضي، قائلا: إن "الحزب لم يعد قادرا على حل مشاكل تركيا، ولم يعد مسموحا بالحوار الداخلي فيه".
ويوم 13 ديسمبر/كانول الأول الجاري، أعلن داود أوغلو تأسيس حزبه الجديد "المستقبل"، مستعرضًا مبادئه، والسياسات العامة التي سيتبعها، ليضع بذلك نهاية لحالة الجدل والترقب بشأن مساعيه لإعلان الحزب، والتي بدأت منذ انشقاقه عن صفوف العدالة والتنمية، الحاكم.
وشغل داود أوغلو (60 عاما) منصب رئيس الوزراء بين عامي 2014 و2016 قبل أن يختلف مع الرئيس أردوغان. ووجه هذا العام انتقادات حادة للرئيس والإدارة الاقتصادية لحزب العدالة والتنمية، واتهمهما بتقويض الحريات الأساسية وحرية الرأي.
وجاءت استقالة داود أوغلو بعد شهرين من استقالة النائب الأسبق لرئيس الوزراء علي باباجان من حزب العدالة والتنمية، الذي يعتزم تأسيس حزب جديد هو الآخر.
وكشف باباجان خلال لقاء تلفزيوني مؤخرًا أن الإعلان عن حزبه الجديد سيكون في مطلع عام 2020.
تأتي كل هذه التطورات في وقت يفقد فيه العدالة والتنمية كل يوم مؤسسيه وقاعدته الشعبية منذ فشله في الانتخابات البلدية، لا سيما فقدانه أحد رموز سيطرته وهي بلدية إسطنبول.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjIyNyA= جزيرة ام اند امز