جدارية صامتة على الحائط تحكي المأساة، صورة واحدة تلخص ثالوث الخيانة والكذب والدم.. ولم لا وجينات الغدر والإرهاب تسري في دماء العثمانيين منذ قديم الأزل..
جدارية صامتة على الحائط تحكي المأساة، صورة واحدة تلخص ثالوث الخيانة والكذب والدم.. ولم لا وجينات الغدر والإرهاب تسري في دماء العثمانيين منذ قديم الأزل..
خلال لقاءهما الثاني في أنقرة، استقبل السلطان العثماني رجب أردوغان تلميذه العابث في ثروات الليبيين فايز السراج داخل المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية وثالثهما صورة السفاح مصطفى كمال أتاتورك تشهد على جرائم العثمانيين القدامى بحق الشعب الليبي!
ومن ناحية أخرى كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يستقبل الرفقاء الليبيين خليفة حفتر وعقيلة صالح داخل القصر الجمهوري بالقاهرة، ورابعهما صورة مجاهدي ليبيا المقاتلين الأحرار الذين أخرجوا الطليان والعثمانيين من أرضهم قبل أكثر من 100 عام من خيانة السراج ومليشياته الإرهابية للدم الليبي.
تحت أوهام الزعامة الإسلامية الواهية يسعى أردوغان للنبش في تاريخ السلطنة العثمانية عن أحداث تاريخية تبرّر له تدخّله الراهن في ليبيا ليبرر للجميع بأنّ ما يفعله اليوم حقّ تاريخيّ، للسير على درب أجداده الأولين لتوسعة ممتلكات السلطنة العثمانية ولو على جثث الأبرياء!
تارة باستعادة إصابة جده أتاتورك بعينه في ليبيا، تلك الحادثة التي ترجع وقائعها إلى عام 1911 في معركة طبرق إحدى المعارك الفاصلة في تاريخ ليبيا والدولة العثمانية التي وقعت بين الليبيين والعثمانيين من جهة والاحتلال الإيطالي من جهة ثانية، وانتصر فيها الليبيون والعثمانيون على الإيطاليين.
صفحات التاريخ لا تكذب أو تتجمل، فكما يسعى أردوغان لاحتلال ليبيا اليوم بالخيانة والمال، فقد سبقه أتاتورك الذي تنازل عن ليبيا لإيطاليا بتوقيع معاهدة أوشي عام 1912، رغم انتفاضة الشعب الليبي الحر ورفضه لإجرام هذا الغاصب المحتل، وهذا ما تجاهله حفيده أردوغان في استذكاره لحادثة إصابة عين جده في ليبيا، لأنّ من شأنها أن تعيد إلى الأذهان تخلّي العثمانيين عن الليبيين وتنازلهم عن ولاية طرابلس، وتسليمها إلى محتلّ آخر.. طبع الخيانة في دمائهم!
شتان بين خائن يقبل أيادي المحتل العثماني ويهيل التراب على تاريخ أجداده الأبطال، وبين دولة أخرى عاصمتها القاهرة تجمع الفرقاء الليبيين تحت كلمة واحدة، وراية خفاقة لا تقبل الهزيمة أو الاستسلام لغاصب عثماني محتل ينهب ثروات ومقدرات الشعب الليبي.. الذين لن يسمحوا لحفيد أتاتورك أن يحتل ديارهم مرة أخرى..