أسعار الطماطم في مصر تتراجع لأول مرة منذ أسابيع.. ما علاقة «الكنة»؟

شهدت الأسواق المصرية خلال الساعات الماضية تراجعا مفاجئا في أسعار الطماطم بعد أسابيع من الارتفاعات القياسية التي أثارت جدلا واسعا بين المستهلكين، في وقت يؤكد فيه خبراء الزراعة أن هذا الانخفاض طبيعي ومؤقت، مرتبط بدورة إنتاج المحصول وتبدل العروات الزراعية.
قال عصمت أبو ضيف، أحد تجار الجملة في سوق العبور، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن أسعار الطماطم في مصر بدأت في التراجع مساء الأربعاء 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بسبب ما يعرف في لغة الأسواق باسم "الكنة"، وهي فترة تتراجع فيها معدلات السحب من السوق نتيجة انخفاض الطلب، مما يؤدي إلى هبوط الأسعار مؤقتا.
وأوضح أبو ضيف أن سعر عداية الطماطم الكبيرة انخفض من 350 إلى 300 جنيه، بينما تراجعت العداية الصغيرة إلى نحو 200 جنيه، مشيرا إلى أن سعر الكيلو في التجزئة يتراوح حاليا بين 10 و20 جنيها حسب الجودة والمنشأ.
أسباب ارتفاع أسعار الطماطم خلال الأسابيع الماضية
وفي تفسيره لأسباب الارتفاع الكبير الذي شهدته الأسعار خلال الأسابيع الماضية، قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين في مصر، إن تلك الزيادة كانت ظاهرة موسمية طبيعية وليست أزمة حقيقية في السوق.
وأوضح في تصريحاته أن السبب الرئيسي وراء الارتفاع هو ما يعرف بفاصل العروات الزراعية، أي الفترة الفاصلة بين نهاية العروة الصيفية وبداية العروة الشتوية، وهي مرحلة تشهد نقصا في كميات المعروض مقابل استمرار الطلب المرتفع.
وأضاف نقيب الفلاحين: “العروة الحالية تعد من أضعف العروات التي تزرع فيها الطماطم، والمساحات المزروعة محدودة جدا، ما أدى إلى نقص المعروض وارتفاع الأسعار مؤقتا، وهي ظاهرة تتكرر سنويا في نفس التوقيت تقريبا”.
وأشار أبو صدام إلى أن الظروف المناخية الحارة خلال شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول أثرت على إنتاجية المحصول في بعض المناطق، إلى جانب ارتفاع تكاليف النقل والأسمدة، ما انعكس بدوره على الأسعار النهائية للمستهلكين.
ما أسباب انخفاض أسعار الطماطم في مصر؟
أما عن الانخفاض المفاجئ في الأسعار، فأوضح التاجر عصمت أبو ضيف أن السبب الرئيسي هو انخفاض معدلات الطلب في الأسواق خلال الأيام الأخيرة، مشيرا إلى أن فترة “الكنة” عادة ما تشهد ركودا نسبيا في حركة البيع قبل طرح كميات جديدة من المحصول.
وأضاف أن دخول كميات من العروة النيلية المتأخرة من محافظات المنيا وبني سويف والبحيرة أسهم في زيادة المعروض داخل سوق العبور، مما تسبب في تراجع الأسعار مؤقتا.
كما أشار إلى أن الرقابة الحكومية المشددة من وزارتي الزراعة والتموين ساعدت في ضبط الأسواق ومنع التلاعب بالأسعار، خاصة في أسواق الجملة الكبرى.
توقعات بانخفاض مستقر
من جانبه، توقع نقيب الفلاحين حسين أبو صدام أن تبدأ الأسعار في الانخفاض التدريجي والمستقر مع نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول، بالتزامن مع بدء حصاد العروة الشتوية الجديدة التي تمت زراعتها خلال شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول.
وقال: “نتوقع أن تشهد الأسواق وفرة في المعروض مع بداية نوفمبر/تشرين الثاني، ومعها ستتراجع الأسعار إلى مستويات تتراوح بين 5 و10 جنيهات للكيلو، لتعود إلى معدلاتها الطبيعية قبل نهاية العام".
وأوضح أن التوسع في الزراعات المحمية والبيوت الزجاجية سيساهم في توفير المحصول بشكل مستمر على مدار العام، ويحد من موجات الغلاء الموسمية الناتجة عن تغير العروات الزراعية.
مصر بين أكبر منتجي الطماطم عالميا
أكد الدكتور محمد القرش، المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن مصر تعد من أكبر 6 دول في العالم إنتاجا للطماطم، إذ تزرع سنويا نحو 500 ألف فدان بإجمالي إنتاج يبلغ نحو 8 ملايين طن.
وأوضح القرش في تصريحاته لـ"العين الإخبارية" أن السوق المحلي يستهلك تقريبا كل الإنتاج، حيث لا تتجاوز نسبة التصدير 3% فقط من الإجمالي، أي ما يعادل نحو 140 ألف طن سنويا، ما يعني أن مصر تعتمد بالكامل على إنتاجها المحلي لتلبية احتياجات السوق من هذا المحصول الاستراتيجي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg جزيرة ام اند امز