مقتل ضابط يمني في أول هجوم بحضرموت منذ 6 سنوات
قُتل ضابط عسكري يمني رفيع، مساء الأحد، في هجوم نفذه مسلحون ملثمون في محافظة حضرموت في أول هجوم منذ طرد تنظيم القاعدة الإرهابي 2016.
ووقع الهجوم المسلح في بلدة "فوة" إلى الجهة الغربية من مدينة المكلا، حاضرة محافظة حضرموت (شرق) على بحر العرب.
وقال مصدر أمني لـ"العين الإخبارية"، إن "عناصر مسلحة كانت ترتدي الأقنعة وتستقل دراجة نارية قامت بإطلاق النار على أركان التوجيه المعنوي في لواء الدفاع الساحلي التابعة للمنطقة العسكرية الثانية العقيد بلخير حسن بانصيب".
وأضاف أن "الهجوم المسلح أسفر عن إصابة العقيد بانصيب بجروح نقل على أثرها إلى أحد مستشفيات المدينة فيما لاذت العناصر الإجرامية بالفرار".
وبحسب المصدر فإن العقيد "بلخير بانصيب" توفي، فجر الإثنين، متأثرا بإصابته وذلك بعد ساعات تعرضه لهجوم مسلح وغادر ونقله إلى المستشفى في المكلا.
وتدخلت قوة أمنية على الفور، حيث باشرت الأجهزة الأمنية في تعقب العناصر وجمع الاستدلالات من موقع الجريمة التي وقعت في "حي الشافعي" في "فوة" غرب المكلا، وفقا للمصدر.
وهذه أول عملية إرهابية مسلحة تستهدف قياديا عسكريا في المنطقة العسكرية الثانية والنخبة الحضرمية التي يقودها نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج البحسني وذلك منذ تحرير المكلا 2016 من تنظيم القاعدة الإرهابي.
في السياق ذاته، شهدت مديرية شبام في وادي حضرموت الخاضعة ضمن مسرح عمليات المنطقة العسكرية الأولى في الجيش اليمني عملية اغتيال طالت أحد لاعبي كرة القدم.
وذكرت مصادر يمنية أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على لاعب كرة قدم "سالم باحكم" يوم السبت، وذلك أثناء عودته إلى منزله في شبام بحضرموت.
وأشارت إلى أن باحكام سقط على الفور مضرجا بالدماء، قبل أن تفر العناصر الإجرامية، فيما شرعت أجهزة الأمن في فتح تحقيق في واقعة اغتياله.
وتعليقا على العمليتين، اعتبر الباحث السياسي، سعيد بكران، أن اغتيال المسؤول العسكري بلخير بانصيب "مؤشر خطير" في عاصمة محافظة حضرموت التي شهدت حالة استقرار منذ طرد تنظيم القاعدة.
وقال بكران، وهو مدير دار المعارف للبحوث والإحصاء في اليمن، إن "جريمة قتل سالم باحكم وقعت في شبام بوادي حضرموت وهي مديرية شهدت الكثير من عمليات الاغتيال المقيدة ضد مجهول خلال السنوات الماضية وتقع ضمن مسرح عمليات المنطقة العسكرية الأولى".
وأوضح لـ"العين الإخبارية" أن "المتغير الجديد هي العملية التي وقعت في مدينة المكلا التي عاشت منذ تحريرها من تنظيم القاعدة الإرهابي في أبريل 2016 حالة أمنية غير مسبوقة خلت منها أي عمليات اغتيال".
ويشكل عودة هذه العمليات "مؤشرا بالغ الخطورة وناقوس خطر يشير إلى أن الميزة المهمة للمكلا وهي الأمن والانضباط الأمني تعرضت لأول اختراق منذ تحريرها من القاعدة"، وفقا للباحث السياسي.
وتستدعي عملية الاغتيال في حضرموت، وفق بكران، التحرك الأمني الحازم من قبل مجلس القيادة الرئاسي وقوات التحالف العربي وتفعيل جهود مكافحة الإرهاب لتحصين المحافظة النفطية من أي ثغرات أمنية.
وحضرموت هي أكبر المحافظات اليمنية مساحة، حيث سيطر تنظيم القاعدة على عاصمتها المكلا في أبريل/نيسان عام 2015 بالتنسيق مع مليشيات الحوثي قبل أن يفتح التحالف العربي ثاني جبهة حرب بجانب المعركة الرئيسية لوأد تمدد المشروع الإيراني باليمن وإنهاء الانقلاب.
آنذاك، أنهت العملية العسكرية 2016 نحو 387 يوما من سيطرة كابوس إرهاب القاعدة على ساحل حضرموت لتتخطى أهمية المعركة حدود البلاد وتحرم التنظيم من تشييد إمارة لإدارة وانطلاق عملياته الإرهابية نحو العالم.
aXA6IDMuMTQ5LjIzMi44NyA= جزيرة ام اند امز