حضارات منسية.. قصة ٩٠ مملكة مفقودة في كتاب واحد
الكاتب كيرون كونولي يعرفنا في كتابه "حضارات منسية" على قصص ممالك ومدن نسيت لقرون طويلة حتى إعادة اكتشافها منذ مدة قصيرة.
من أفريقيا والمكسيك إلى إندونيسيا والهند، يأخذنا كتاب ”حضارات منسية“ للكاتب والمؤلف الأيرلندي كيرون كونولي في رحلة عبر التاريخ، ليروي لنا قصصا مذهلة عن 90 حضارة منسية خلفت وراءها قلاعا ومعابد شيدت وسط الغابات، وتماثيل دفن معظمها تحت الرمال ومنحوتات عملاقة حفرت في الصخور، هجرها ساكنوها عقب كوارث طبيعية وصراعات دينية أو تغيرات اقتصادية وتجارية.
ويستعرض الكاتب قصص تلك الحضارات مرفقة بصور عن مواقع الآثار التي تركوها وراءهم وتفاصيل عن اكتشافها والشعوب التي سكنتها وروايات عن الأيام الأخيرة من عمر كل حضارة وعن كيفية انهيارها.
وأوضح كونولي في كتابه كيف يمكن للطبيعة أن تقضي أحيانا على بعض أعظم الحضارات وتدمر معظم صروحها تاركة الهياكل الأقوى، وكيف يمكن للطبيعة نفسها أن تحمي آثار تلك الحضارات أحيانا، ليس من التغيرات البيئية والجوية فحسب، بل من البشر أنفسهم.
تعرف معنا على 10 من هذه الحضارات المنسية:
1- باغان - ميانمار
بني في باغان عاصمة مملكة باغان التي تعرف اليوم بميانمار أكثر من 10 آلاف معبد ودير ما بين القرن التاسع والقرن الـ13، حيث كانت الديانة البوذية هي السائدة فيها، وتعايش السكان مع أقليات دينية أخرى كالهندوس.
وانهارت مملكة باغان عقب الاجتياح المغولي المدمر أواخر القرن الـ13، حيث نجت آثارها وتحولت إلى وجهة للحجاج البوذيين.
2- كالانيش - اسكتلندا
يقع في جزيرة لويس في اسكتلندا، وهو عبارة عن تجمع صخري شيد ما بين 2900 و2600 قبل الميلاد، ويحيط بالحجر الأساسي دائرة من الصخور وخمسة صفوف من الأحجار الثابتة، وأضيف له لاحقا مقبرة للدفن.
وتشير بعض الأدلة إلى أنه كان مأهولا ومستخدما حتى 1500 أو 1000 عام قبل الميلاد. يذكر أن الهدف من هذا الصرح الصخري غير معروف حتى الآن.
3- موراي - بيرو
تقع في البيرو وتحديدا بمنطقة كوزكو، حيث بنيت التراسات الدائرة من الحجار والتربة المضغوطة، ويبلغ عمق الدائرة الأكبر 30 مترا، وتشتمل على نظام ري متطور كما هو الحال مع بقية حضارات الإنكا.
وحتى اليوم لم يكتشف علماء الآثار الهدف من هذه المنخفضات الدائرية أو الأهمية الروحية لها في الديانات القديمة.
4- بوروبودور - إندونيسيا
يقع معبد بوروبودور على مرتفع بين بركانين اثنين، حيث تتوزع 72 قبة مثقبة على ثلاث طبقات، تحت كل قبة منها تمثال لبوذا، حيث طمر هذا المعبد لفترة طويلة تحت الرماد البركاني والأدغال حتى اكتشفه سكان جاوة عام 1814 ووجهوا اهتمام الجنرال الحاكم وقتها توماس ستامفورد لهذا المعلم الأثري الفريد.
5- كهوف آجانتا - الهند
حفرت كهوف آجانتا في صخور البازلت عند منخفض نهر واغر في الهند، وتضم لوحات ومنحوتات لتماثيل بوذية تعود لحقبتين تاريخيتين منفصلتين: الأولى في القرن الثاني قبل الميلاد والثانية بين عامي 460 و480 ميلادي.
حُجبت مداخل الكهوف خلال القرون الوسطى بأشجار الغابات والنباتات المتسلقة. وعلى الرغم من أن السكان المحليين كانوا على علم بوجودها إلا أنها لم تشتهر إلا بعد أن التفتت أنظار إدارة الاستعمار البريطاني لهذه الكهوف الأثرية في القرن الـ19وتحديدا عام 1819.
داخل الكهوف عدة قاعات عبادة استخدمها الكهنة البوذيون للعبادة، تزينها تماثيل ونقوش ملونة ولوحات تعتبر من روائع الفن الهندي. ولا يُعلم بالتحديد لماذا وكيف تم ترك هذه الكهوف لتنزل بهذا الشكل بعدما كانت قِبلة لآلاف البوذيين عبر مئات السنين.
6- سيجيريا - سيريلانكا
لا توجد رواية تؤكد تاريخ سيجيريا، لكن إحدى الروايات تقول إن كاسيابا الابن غير الشرعي للملك داتوسينا قام بانقلاب على والده واستولى على الحكم من أخيه الأكبر موجالانا، ونقل عاصمة سيريلانكا من أنورادهابورا إلى سيجيريا، حيث بنى قصره على صخرة جرانيت عملاقة يبلغ ارتفاعها 180 مترا.
لم يبقَ اليوم سوى بوابة الأسد المنحوتة في الصخر نفسه، والتي سميت نسبة لتمثال رأس أسد كان يعتلي البوابة في السابق. ومن أهم معالم القصر المميزة لوحات جدارية لـ500 امرأة لا يعرف من هن.
وفي عام 495 ميلادي عاد الأخ الأكبر موجالانا مع جيوش كبيرة لاسترداد الحكم من أخيه، ونجح بذلك، حيث تشير بعض الروايات إلى أن كاسيابا انتحر بعد أن هجرته جيوشه ليتمكن موجالانا من استلام الحكم مجددا وإعادة العاصمة إلى أنورادهابورا، مما أدى إلى تراجع دور سيجيريا كدير بوذي.
7- نقوش نازكا - بيرو
تمتد نقوش نازكا على مساحة 190ميلا مربعا في منطقة نازكا في البيرو حيث نُقش قرابة الـ300 رسم تشكل أكبرها شكل بجعة بطول 285 مترا. تصور 90 من الأشكال رسومات من عالم الطبيعة كالنباتات والزهور والأشجار وبعض أنواع الحيوانات كالقرود والكلاب والحوت.
8- تماثل جزيرة أيستر (جزيرة القيامة)
واجه الأوروبيون لغزا محيرا عندما تعرفوا على الجزيرة وآثارها لأول مرة عام 1722 خاصة التماثيل المهيبة، والتي يبلغ عددها 887، حيث لم يكن المجتمع الذي عاصرها يمتلك الوسائل المطلوبة لبناء هياكل بتلك الضخامة.
ويعتقد أن عدد سكان جزيرة القيامة بلغ 15 ألفا أوائل القرن الـ17 لينحدر بعدها إلى أقل من 3000 نتيجة التدهور البيئي، فبحلول القرن الـ18 الميلادي اختفت الأشجار الطويلة التي ميزت الجزيرة سابقا ولم تعد التربة صالحة للزراعة ومع نقص الأشجار اختفت المواطن الطبيعية للطيور وأعشاشها وشيئا فشيئا نفقت كل أنواع الحيوانات وذبلت النباتات لتصبح الجزيرة غير صالحة للعيش فيها.
9- البتراء - الأردن
تمكن الأنباط الذين سكنوا البتراء في القرن الرابع قبل الميلاد من جمع وتوصيل المياه من الينابيع البعيدة ومياه الأمطار إلى مدينتهم التي حفروها في الصخور لينعشوا الحياة في مملكتهم الواقعة في منطقة صحراوية.
وبلغ عدد سكان البتراء 30 ألفا خلال ازدهار المدينة، وألحقت البتراء بمستعمراتها لتجعلها تابعة لها خلال القرن الأول الميلادي، لكن بعد اكتشاف طرق تجارية جديدة وصعود مدينة تدمر السورية كمركز تجاري مهم على طريق الحرير، تراجع دور البتراء وتناقصت ثرواتها. وتفاقم الأمر بعد أن ضرب المدينة زلزال عام 363، ودمر عدة مبانٍ من المدينة بالإضافة إلى قنوات المياه فيها.
لعل أشهر معالم البتراء اليوم هي ”الخزنة“ والتي نجت من الزلزال وحافظت على وجودها حتى اليوم، حيث تتميز بواجهة مهيبة حفرت في الصخر تقود إلى قاعة صغيرة نسبيا خلف بوابتها.
10- أنغكور وات - كمبوديا
يمتد معبد أنغكور وات في كمبوديا على مساحة 402 فدان، ويعد الصرح الديني الأكبر في العالم بناه الملك خمير سوريافارمان الثاني في النصف الأول من القرن الثاني عشر، حيث كرّسه ليكون معبدا للإله الهندوسي ”فيشنو“، لكن بحلول نهاية القرن الـ12 تم تعديل المعبد ليتكيف مع العبادة البوذية. وقد ألحق بالمعبد شبكة متطورة من القنوات المائية لتجميع وتخزين وتوجيه الأمطار الموسمية اللازمة لزراعة الأرز.
وتشير بعض الروايات إلى أن سبب انهيار المدينة هو تراجع الغابات وقلة الأشجار الذي تسبب بانزياح التربة مع انهمار الأمطار الغزيرة، مما أدى لانسداد القنوات المائية.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjE3NCA=
جزيرة ام اند امز