هل يمكن للأراضي الزراعية المهجورة التخفيف من تغير المناخ؟
بينما يكافح العالم للحد من الاحتباس الحراري، أصبحت طرق إزالة ثاني أكسيد الكربون مثل تشجير المناطق المهجورة استراتيجية ذات أهمية.
بينما يكافح العالم لتحقيق الأهداف المتفق عليها دوليا للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، أصبحت طرق إزالة ثاني أكسيد الكربون مثل إعادة تشجير المناطق التي تم تطهيرها استراتيجية ذات أهمية متزايدة.
ولكن لم يتم إيلاء الكثير من الاهتمام لإمكانية إعادة الأراضي الزراعية المهجورة أو الهامشية إلى الغطاء النباتي الطبيعي كبالوعة إضافية للكربون، كما يقول سيزار تيرير، الأستاذ المساعد في الهندسة المدنية والبيئية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأمريكا، والباحث الرئيسي لدراسة نشرتها دورية "نيتشر كومينيكيشن"، تناولت أهمية هذا الحل.
ويوضح تيرير في تقرير نشره الموقع الرسمي لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: " نحن نعرف عن الحالات الضخمة من التخلي عن الأراضي عبر التاريخ، مثل أعقاب انهيار المدن الكبرى من بلاد ما بين النهرين القديمة إلى حضارة المايا، وعندما وصل الأوروبيون إلى الأمريكتين في القرن الخامس عشر، نمت الكثير من الغابات مرة أخرى على الأراضي الزراعية المهجورة، مما ساعد على تبريد الكوكب بأكمله".
وفي التاريخ الحديث، حدث التخلي عن الأراضي الزراعية بجميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط، عندما غادر الشباب المناطق الريفية للمدن طوال القرن العشرين، ولم يتمكن المزارعون من نقل أراضيهم إلى أي شخص، وتحولت الأرض إلى أراضي الشجيرات والغابات، وأكبر مثال حديث على التخلي هو بالتأكيد انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث تسبب في التخلي عما يقدر بنحو 60 مليون هكتار من الغابات، عندما توقف دعم الزراعة الجماعية، مما أدى إلى واحدة من أكبر أحواض الكربون.
ويقول تيرير: "عندما ننظر إلى الماضي، فهذه أحداث ضخمة، ولا أحد يقترح تكرار أي شيء من هذا القبيل، فنحن نحتاج إلى استخدام الأرض لأغراض متعددة، ولكن بالنظر إلى هذه الأمثلة الكبيرة، نعلم أن هناك احتمالية أن تصبح الأراضي الزراعية المهجورة أو المستعادة أحواضا للكربون، وهذا يخبرنا بالبحث بشكل أعمق في هذا الأمر، لتعويض ما يحدث بسب الممارسات الزراعية".
وتم فقد أكثر من 115 مليار طن من الكربون من التربة بسبب الممارسات الزراعية التي تزعج سلامة التربة، مثل الحراثة، والزراعة الأحادية، وإزالة بقايا المحاصيل، والاستخدام المفرط للأسمدة ومبيدات الآفات، والإفراط في الرعي، وتعادل كمية الكربون المفقودة إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تم إنتاجها في الولايات المتحدة.
aXA6IDMuMTQ1LjU2LjE1MCA= جزيرة ام اند امز