صحف غربية: المدن الحدودية التركية تتكبد ثمنا باهظا لغزو سوريا
رغم إصرار حكومة أنقرة على أن العملية لمكافحة الإرهاب وحماية الأتراك؛ فإن حملة الرئيس رجب طيب أردوغان أصابت مجتمعات بلاده.
نالت المدن الحدودية التركية نصيبا كبيرا من الخسائر التي تسبب فيها العدوان شمال شرقي سوريا والذي بدأ يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري قبل أن تتخلله هدنة لم تدخل حيز التنفيذ بشكل جاد.
- بومبيو: ترامب مستعد لعمل عسكري ضد تركيا حال الضرورة
- "سوريا الديمقراطية": تركيا انتهكت وقف إطلاق النار 37 مرة
ضربة قاتلة استهدفت مدينة نصيبين الهادئة في تركيا، التي تقع على بُعد بنايتين من الحدود السورية، طالت الجميع بالتساوي؛ الأتراك والأكراد والسوريين.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، كان هذا القصف واحدا من بين عشرات الضربات التي ألقت بظلالها على المدن الحدودية في الجنوب الشرقي لتركيا خلال الأيام الـ10 الماضية.
وبعد أول ضربتين على المدينة الأسبوع الماضي، هرع أصحاب المحال التجارية وغيرهم إلى مسرح الأحداث، لكن كان هذا حين وقعت ضربة ثالثة أسفرت عن مقتل 8 على الأقل، بينهم لاجئون سوريون، وإصابة 35 آخرين.
ونقلت الصحيفة عن صاحب محل كردي يدعى آدم ديلجز أكتوج (44 عاما) قوله إن معظم الناس الذين فقدوا أرواحهم كانوا ممن جاءوا لتقديم يد المساعدة، "جميعهم كانت لديهم محال هنا".
المدن الحدودية مثل نصيبين تكبدت ثمنا باهظا منذ بدء العملية العسكرية التركية في شمالي سوريا والرد الكردي عليها، لكن هذا لم يخلق توترات عرقية بل حزن الجميع معا، على الرغم من دعمهم أطرافا مختلفة في الصراع.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه على الرغم من إصرار الحكومة حول مكافحتها للإرهاب لحماية الأتراك، أصابت حملة الرئيس رجب طيب أردوغان مجتمعات بلاده، مع مقتل 20 وإصابة 80 آخرين هناك.
كما تسببت تلك العملية في إعادة فتح جراح ومخاوف السكان، جنوب شرق تركيا، فضلا عن مرور السوريين ثانية بأهوال الحرب، أما بالنسبة للأكراد، الذين لا يثق عدد كبير منهم بحكومة أنقرة؛ فهي بمثابة دعم للسخط طويل الأمد.
تجمع الشباب في مكان وقوع الضربة على مدينة نصيبين، وكانوا يتساءلون حول ما إن كانت القذائف مصدرها القوات التركية، على الرغم من الروايات الرسمية بأنها جاءت من سوريا، مشيرين إلى أنه خلال فترة الحرب السورية الطويلة لم يلق الأكراد السوريون حتى بحجارة واحدة عبر الحدود؛ ما يتعارض مع رواية الحكومة التركية بشأن تهديدهم الإرهابي.
من جانبها، ذكرت صحيفة "تايمز" البريطانية أن القرار الأمريكي المفاجئ بالخروج من شمالي سوريا، تخالطه الشكوك حول حجم "المنطقة الآمنة" التي يتصور تحديدها داخل سوريا –التي يخطط أن يجعلها مأوى للاجئين العرب السوريين– تسبب بالفعل شكلا من أشكال التطهير العرقي للأكراد الموجودين هناك.
وأوضحت الصحيفة أن آلافا آخرين من الأكراد، خوفا من هجمة تركية جديدة، يغادرون منازلهم للانضمام إلى الـ300 ألف النازحين بفعل القتال خلال الأسبوعين الماضيين.
وتساءلت عما إن كانت تلك المنطقة الآمنة ستمتد فقط لمساحة الـ20 ميلا بين مدينتي تل أبيض ورأس العين التي سيطرت عليها بالفعل القوات التي تقودها تركيا أم أنها ستكون انعكاسا لطموح أردوغان وستمتد لـ300 ميل على طول الحدود؟
ونقلت عن الكردي عبدالرحمن هاسو (63 عاما): "لا أعلم الجواب، لكنني لن أخون المقاتلين الذين بقوا من أجل الدفاع عن مدينتي بالمغادرة. أيا كان الحال، حال جاء الأتراك (وعصاباتهم المسلحة) هنا سنكون مستعدين لهم".
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول، بدأت تركيا هجوما عسكريا شمال شرقي سوريا ذات الأغلبية الكردية، في خطوة اعتبرها المجتمع الدولي "عدوانا سافرا وانتهاكا لسيادة دولة"، ووصفته جامعة الدول العربية بـ"الغزو"، ودعت إلى ضرورة تحرك أممي لإيقافه.
والخميس الماضي، توصلت واشنطن وأنقرة إلى قرار وقف إطلاق نار مؤقت في شمالي سوريا، وإيقاف العملية العسكرية التركية لمدة 120 ساعة لضمان انسحاب آمن لوحدات الشعب الكردية، غير أنه على الأرض لم تطبق الهدنة بشكل جاد.
aXA6IDMuMTcuNzkuMTg4IA== جزيرة ام اند امز