«سكروندا-1».. «مدينة الأشباح» السوفياتية المهجورة منذ 30 عاما
في قلب غابات لاتفيا الكثيفة تقف أطلال مدينة الأشباح السوفياتية المهجورة، التي كانت ذات يوم بمثابة حارس خفي في حقبة الحرب الباردة.
ووفقا لصحيفة ذا صن البريطانية، جرى تصميم سكروندا-1 في أجواء متوترة في الستينيات لإقامة مشغلي نظام رادار للإنذار المبكر، المصمم لاكتشاف الصواريخ القادمة من الغرب.
ظلت هذه المدنية المجهولة محاطة بغلاف قوي من السرية لعقود من الزمن خلال حقبة الحرب الباردة، حيث أنكرت السلطات السوفياتية وجودها.
لكن سكروندا كانت مجتمعا صاخبا ومكتفيا بذاته، يحتوي على كل ما قد تحتاج إليه مدينة صغيرة من المدارس والمتاجر والمستشفى والمباني السكنية، لكن هذه المدينة لم تكن مدينة للمدنيين، بل كان جميع سكانها من العسكريين وعائلاتهم، ويعيشون تحت مراقبة مستمرة وأنظمة صارمة على الطريقة السوفياتية الحقيقية.
كانت الحياة في سكروندا-1 تدور حول أبراج الرادار العملاقة التي تلوح في الأفق فوق المدينة، وتمسح هوائياتها السماء الروسية في بحث لا ينتهي عن التهديدات المحتملة.
كان قلب سكروندا-1 هو أنظمة الرادار الخاصة به، أبرزها رادار دنيبر، وهو هيكل ضخم سيطر على الأفق.
بيد أنه مع عام 1991، وانهيار الاتحاد السوفياتي كان بمثابة بداية النهاية لسكروندا-1، الواقعة على بعد نحو 150 كيلومترًا من ريغا عاصمة لاتفيا.
عندما استعادت لاتفيا استقلالها بدأت أسرار المدينة التي كانت تخضع لسيطرة مشددة في الكشف عن أسرارها.
واصل الجيش الروسي تشغيل محطة الرادار حتى عام 1998، لكن مع تغير الحقائق الجيوسياسية، تضاءلت أهمية سكروندا-1، وأخيرا وفي عمل رمزي يمثل نهاية حقبة تم هدم أبراج الرادار.
وتقف المباني الخاوية، التي كانت تغص بعشرات العائلات، الآن صامتة، بنوافذها المكسورة تحدق في الغابة اللامتناهية.
وعلى الرغم من هجرانها، لم تذهب سكروندا-1 في غياهب النسيان بالكامل. وأحيانًا ما يغامر المستكشفون وعشاق التاريخ بالدخول إلى البقايا المتداعية، حيث يجذبهم السكون المخيف والإحساس الملموس بالتاريخ.
تمتلئ المباني الفارغة بآثار الماضي: ألعاب الأطفال، والزي الرسمي القديم، والملصقات الدعائية السوفياتية الباهتة.
تحكي كل قطعة أثرية قصة حياة كانت متشابكة ذات يوم في هذه الزاوية المنعزلة من العالم.
لا تزال سكروندا-1 نصبا تذكاريا مؤرقا لعصر مضى، وهو مكان يبدو أن الزمن قد توقف فيه، ويحتفظ بذكريات أولئك الذين عاشوا وعملوا في ظلاله ذات يوم.
وفي الوقت نفسه تقع مدينة المنتجعات الفاخرة المهجورة التي أنشأها جوزيف ستالين، التي تشتهر بينابيعها الطبيعية ذات "قوى الشفاء"، مختبئة في وسط الغابة.
aXA6IDE4LjIxNi4xNDUuMzcg جزيرة ام اند امز