الفنان الكويتي الذي تُوفي الجمعة بإحدى مستشفيات العاصمة البريطانية لندن، يعتبر من أشهر وأبرز الفنانين الخليجيين والعرب
أيام مسرح الفنون، أو فنون المسرح حين كانت أسماء الممثلين تعرض حسب الظهور، وحين كان الوقت لا يعني شيئا ويعني الكثير ظل ساعات يضحكنا بها على أنفسنا، ليخرج الممثل (شارد بن جمعة) ثم يعود لنا باسم المبدع (عبد الحسين عبد الرضا) ليتحفنا بعشرات الأعمال الكوميدية قبل أن يخرج من باب الحياة مرة أخرى.
والفنان الكويتي الذي توفي الجمعة بإحدى مستشفيات العاصمة البريطانية لندن، يعتبر من أشهر وأبرز الفنانين الخليجيين والعرب، وتم اعتباره من رواد فن التمثيل في منطقة الخليج العربي وأحد قلائل الممثلين في الخليج الذين تجاوزوا الخمسين عامًا في التمثيل منذ بداياته به، كما يعتبر من مؤسسي الحركة الفنية في الخليج مع مجموعة من الفنانين منهم خالد النفيسي وعلي المفيدي وسعد الفرج وإبراهيم الصلال وغانم الصالح وغيرهم.
كانت بداياته في أوائل ستينيات القرن العشرين، وتحديدًا في عام 1961 وذلك من خلال مسرحية صقر قريش بالفصحى، حيث كان بديلاً للممثل «عدنان حسين»، وأثبت نجاحه أمام أنظار المخرج زكي طليمات، وتوالت بعدها الأعمال من مسلسلات تليفزيونية ومسرحيات لتنطلق معها الإنجازات والشهرة والجوائز وغيرها.
كما قدم أشهر المسلسلات الخليجية على الإطلاق ومنها المسلسل الأول بالخليج (درب الزلق) مع سعد الفرج وخالد النفيسي وعبد العزيز النمش وعلي المفيدي، كذلك مسلسل (الأقدار) الذي كتبه بنفسه.
وفي المسرح له مسرحيات كثيرة أشهرها: باي باي لندن وبني صامت وعزوبي السالمية وعلى هامان يا فرعون.. وغيرها الكثير، كما أنه قام بكتابة بعض أعماله المسرحية والتلفزيونية بنفسه منها سيف العرب وفرسان المناخ وعزوبي السالمية و30 يوم حب وقاصد خير.. وغيرها.
اشتهر بالشخصية الساخرة المرحة التي تنتقد وتسخر من الأوضاع العربية بقالب كوميدي، وهو أحد مؤسسي «فرقة المسرح العربي» عام 1961 و«فرقة المسرح الوطني» عام 1976، كما قام بعام 1979 بتأسيس «مسرح الفنون» كفرقة خاصة، وفي عام 1989 أسس «شركة مركز الفنون للإنتاج الفني والتوزيع». وكان قد قام في عام 1971 بتأسيس «شركة مطابع الأهرام».
وقد اشتهر الراحل بجمال صوته، وهذا ما أعطاه تميزًا عن بقية الفنانين في جيله، مما جعله يخوض تجربة «الأوبريتات» والتي لاقت نجاحًا كبيرًا، بالإضافة إلى أنه قام بالغناء ضمن أعماله التلفزيونية والمسرحية.
الهمّ الوطني والسياسي والاجتماعي كان أيضا شاغله الشاغل، حيث تطرق في عام 2014 إلى قضية البدون من خلال أحد المشاهد في مسلسل العافور، كما أن لديه عددا من الأعمال التي تتناول الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية بأسلوب كوميدي نقدي، ومنها مسرحية (فرسان المناخ) والتي تناولت أحداث أزمة سوق المناخ في الكويت، وأيضًا مسرحية (باي باي عرب) والتي تناولت قضية الوحدة العربية، ومسرحية سيف العرب والتي تحدثت عن فترة الغزو العراقي للكويت والتي تعرض على إثرها لمحاولة اغتيال وذلك بإطلاق الرصاص على سيارته أثناء توجهه إلى المسرح لعرض المسرحية.
رحم الله الفنان الراحل التي ستظل أعماله أفضل من تتحدث عنه باعتباره مبدعا من الطراز الرفيع.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة