بالصور.. متحف قصر عابدين.. جولة "ملكية" في قلب القاهرة
بوابة العين الإخبارية تجولت في متحف قصر عابدين الرئاسي حيث يمكن للزائر أن يتنسم أجواء الملكية
يقف قصر عابدين الرئاسي شامخا وسط العاصمة المصرية القاهرة شاهدا على حقبة مهمة من تاريخ مصر على مدار نحو 150 عاما، إلا أن المتحف الذي أقيم بداخل القصر، في التسعينيات من القرن الماضي، يلخص تلك الحقبة عبر معروضاته.
وما أن يخطو الزائر داخل بوابة المتحف حتى يشعر أن الزمن عاد به إلى الوراء ليعيش في أجواء ملكية بحتة، فدخول المتحف يستلزم دخول القصر المنيف، من "باب باريس" أحد أشهر أبواب قصر عابدين، المصنع من الخشب الفاخر والنقوش الغائرة، وأمر الخديو إسماعيل مؤسس القصر بتصنيعه في باريس خصيصا لتدخل منه محبوبته الإمبراطورة أوجيني خلال زيارتها لمصر بمناسبة افتتاح قناة السويس.
وتعد ساحة المدافع هي أول ما يطالعه الزائر بعد دخوله إلى قصر عابدين، وتقع في حديقة القصر الغناء المليئة بالأشجار التي يتجاوز عمرها 100 عام، وبها عدد من المدافع من عصر محمد علي.
ثم ينتقل الزائر إلى ساحة النافورة، وهي ساحة حوائطها من لوحات الفسيسفاء وبها تماثيل لبعض حكام مصر من أسرة محمد علي، كما يقع بها "ضريح سيدي بدران" وهو ضريح رجل تقي فضل الخديو إسماعيل عدم إزالته عند بناء القصر، ويخضع حاليا للترميم.
قاعة الأسلحة هي المحطة التالية لزائر متحف قصر عابدين، ويضم كافة الأسلحة منذ العصر الحجري كما يضم مجموعة من أندر السيوف والأسلحة القيمة المهداة لحكام مصر منذ عام 1805 من دول العالم المختلفة.
ويتوسط قاعة الأسلحة عدة تماثيل لمحمد علي وعدد من أبنائه الذي تعاقبوا على حكم مصر حتى عام 1952، كما تضم من الأسلحة الشخصية الخاصة بالملك فاروق الأول، الذي أطاحت به ثورة يوليو/تموز 1952، التي طبع على أغلبها شعار الملكية المصرية أو أول حرف من اسمه باللغة الإنجليزية.
وينتقل الزائر بعد ذلك إلى قاعة الأوسمة والنياشين سواء المصرية أو المهداة للعائلة المالكة في مصر، وتتميز هذه القاعة بطرافة بعض المعروضات بها، فهي تضم "شيشة" الملك فاروق المصنوعة من الكريستال، وخزينة مجوهرات مزودة بأربعة مدافع صغيرة تطلق النار عند محاولة فتحها عنوة.
القاعة التالية هي قاعة السينما التي يمكن للزائر أن يشاهد فيها فيلما تسجيليا عن القصر وقاعاته وغرفه الملكية، غير المسموح بدخولها، وأهم الأحداث التي وقعت به، وكذلك أبرز ضيوفه منذ إنشائه.
ويجاور قاعة السينما قاعة الهدايا التذكارية المهداة للرؤساء المصريين، وتضم هدايا من دول العالم كلها.
وتعد قاعة الفضيات هي آخر قاعة في المتحف، وتضم الأواني والمقتنيات الفضية المملوكة لعدد من أفراد الأسرة المالكة وكذلك المستخدمة في الاحتفالات الرسمية .
وبمكن لزائر المتحف تناول الغداء وسط حديقة القصر الغنّاء، وهو الأمر الذي يحتاج لحجز مسبق.
ويعد قصر عابدين هو البداية الحقيقية لظهور القاهرة الحديثة في القرن التاسع عشر، حيث رافق بناءه نهضة معمارية واسعة في القاهرة قادها الخديو اسماعيل الذي أمر بتخطيط القاهرة على النمط الأوروبي من حيث الميادين الفسيحة والشوارع الواسعة التي تربط بينها الكباري والجسور وتنيرها المصابيح وتنتشر وسطها الحدائق.
وقد أمر ببناء القصر الخديوي إسماعيل فور توليه حكم مصر عام 1863، على أنقاض قصر صغير كان مملوكا لضابط كبير في الجيش المصري يدعى "عابدين بك" كان قد شيده على مجموعة من البرك التي كانت منتشرة في تلك المنطقة بعد ردمها.
جاء الخديوي اسماعيل ليردم بقيتها فهدمه وضم إليه العديد من الأراضي المحيطة به، ليشيد هذا القصر المنيف على مساحة تسعة أفدنة وليصبح مقرا لحكم مصر عقب انتقال الخديوي إسماعيل للإقامة فيه بعد الانتهاء من تشييده عام 1872،
وكان الخديوي اسماعيل يأمل في الانتهاء من إنشاء هذا القصر عام 1869 قبل افتتاح قناة السويس ليستقبل فيه ضيوفه من ملوك وأمراء دول العالم إلا أن ذلك لم يحدث بسبب مساحة القصر الكبيرة والاهتمام بتفاصيل بنائه الدقيقة التي كلفت خزانة الدولة وقتها مبلغ 665 ألفا و570 جنيها. وعلى الرغم من سكن الخديوي في القصر ونقل مقر الحكم إليه الا أن القصر ظل محتفظا باسم صاحبه القديم عابدين بك لدى العامة الذين أطلقوا ذات الاسم على الميدان والحي بأكمله وعلى الرغم من قيام حكومة ثورة يوليو بتغيير اسم القصر والميدان إلى قصر وميدان الجمهورية الا أن الناس ظلت تردد اسمه الأول.