الفريق أول عبدالفتاح البرهان.. خبرة عسكرية وتوافق يقود الانتقال بالسودان
عدم انتماء البرهان إلى أي تيار سياسي في السودان يجعل منه شخصية توافقية لديها قبول شعبي يبشر باستقرار الأوضاع في السودان.
من ضابط تنقل في صفوف الجيش السوداني إلى رئيس أركان القوات البرية، ومفتش عام الجيش، مرورا بالعديد من المهام العسكرية بالداخل والخارج.. يتمتع الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي بالسودان بخبرات عسكرية وتوافق شعبي وسياسي تجعل منه رجل المرحلة الانتقالية الأول بلا منازع.
برز اسم البرهان عندما ترقى من رتبة الفريق الركن إلى رتبة الفريق أول، وتعيينه مفتشا عاما للقوات المسلحة في شهر فبراير/شباط 2019.
ولكن البرهان الذي كان يعمل في صمت بعيدا عن وسائل الإعلام، رفض بحسب مراقبين العديد من المناصب التنفيذية وفضل البقاء في الجيش.
عبدالفتاح البرهان عبدالرحمن من قرية "قندتو" على الضفة الشرقية لنهر النيل غرب مدينة "شندى" التحق بالقوات المسلحة الدفعة 31، وعمل في رتبة مقدم معتمدا في ولاية بوسط دارفور.
عمل البرهان بعد ذلك مع قوات الحدود لفترة طويلة، قبل أن ينتقل للعمل ملحقا عسكريا في الصين، ثم يعود لقيادة قوات حرس الحدود، ثم يرأس أركان القوات البرية، قبل أن يصبح مفتشا عاما للجيش السوداني.
ومن أبرز المهام العسكرية التي أوكلها الجيش إلى البرهان الإشراف على القوات السودانية في اليمن بالتنسيق مع محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع السودانية.
ومع استمرار الاعتصام في العاصمة السودانية الخرطوم بالرغم من تحقيق المطالب الشعبية وعزل الرئيس السابق عمر البشير ، زار الفريق أول عبدالفتاح البرهان عضو المجلس العسكري الانتقالي، الجمعة، ساحة الاعتصام والتقى بعض المعتصمين أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم.
وخلال لقائه مع المعتصمين، وقف الفريق البرهان على مطالب المحتجين، ووعدهم بالعمل على تلبيتها وتهدئة الأوضاع في البلاد.
وعقب تنحي رئيس المجلس العسكري السابق عوض بن عوف ونائبه كمال عبدالمعروف، وأداء الفريق أول عبدالفتاح البرهان، الجمعة، اليمين رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي في السودان، عمت الأفراح في الشارع السوداني.
ووصف مراقبون هذه الأفراح على أنها انتصار إرادة الجماهير التي كانت تنادي باختيار شخص لا ينتمي إلى أي تيار سياسي ويحظى بتوافق شعبي كبير.
وأكدوا أن عدم انتماء البرهان إلى أي تيار سياسي في السودان هو الذي جعل منه شخصية توافقية لديها قبول شعبي، وأن توليه رئاسة المجلس العسكري الانتقالي سيهدئ الأوضاع في السودان.
ويقول عنه اللواء متقاعد عبدالله صافي النور إنه من الضباط الذين يضعون الوطن والقوات المسلحة نصب أعينهم، ولم يعرف عنه أي انتماء سياسي طيلة فترة عمله في الجيش السوداني.
وأضاف النور، خلال تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الفريق البرهان يتميز بالقوة والصرامة وتجمعه علاقات طيبة مع كافة رفقاء السلاح، ويحظى بقبول واسع داخل المؤسسة العسكرية.
وتابع "البرهان رجل وطني ومرن ولديه القدرة على التواصل مع مكونات الشعب السوداني وقواه السياسية"، متمنيا أن تتعاون معه الفعاليات السودانية من أجل إخراج البلاد من هذه الأزمة وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام.
فيما يقول الفريق المتقاعد بالشرطة السودانية صديق إسماعيل إنه تعرف على عبدالفتاح البرهان عام 1992 في إقليم دارفور غربي السودان، حينها كان البرهان رئيسا لاستخبارات حرس الحدود بمنطقة زالنجي.
وأضاف إسماعيل، خلال تصريحات لـ"العين الإخبارية"، مضى الوقت وتدرج عبدالفتاح البرهان وتم تعيينه ممثلا لرئيس الجمهورية في إقليم دارفور عقب اندلاع أحداث الصراع المسلح عام 1998، وانقطع تواصلي معه من ذلك الحين.
وتابع "ليس لدي أي معلومات أخرى عنه على وجه الدقة، ولكن سيرته داخل المؤسسة العسكرية توصف بأنها شخصية مرنة ومتسامحة".