كاشف ألاعيب الإخوان.. 9 سنوات على اغتيال الليبي عبدالسلام المسماري
رغم مرور قرابة 12 عاما على أزمة ليبيا إلا أن السفينة التي تبحر وسط أمواج متلاطمة لم تجد بعد ميناء لترسو وسط محاولات إخوانية لاستمرارها.
تلك المحاولات الإخوانية والتي لم تنطفئ جذوتها منذ أن اشتعلت الأزمة الليبية في 2011، حاول خلالها التنظيم "الإرهابي" ومليشياته التي تأتمر بأمره، القضاء على كل صوت يفضح ألاعيبه، وينشر مخططاته "الخبيثة" للرأي العام في ليبيا.
أحد هؤلاء والذين نجح "الإخوان" في إسكات صوتهم، كان المحامي الليبي عبد السلام المسماري، الذي كان غصة بحلق التنظيم الإرهابي في ليبيا.
الذكرى التاسعة
وتحل اليوم الثلاثاء، الذكرى السنوية التاسعة لاغتيال المسماري (26 يوليو/تموز 2013)، على يد أحد التنظيمات المتطرفة التابعة لـ"الإخوان"، بعد أن أمطرته بوابل من الرصاص فور خروجه من مسجد بوغولة بمنطقة البركة في مدينة بنغازي شرقي ليبيا، والذي أدى فيه آخر صلاة جمعة له.
ورغم تمكن التنظيم الإرهابي وأعوانه من قتل المسماري، إلا أن الأخير والذي يُعد أحد أيقونات أحداث 2011 التي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي، استطاع مبكرًا كشف ألاعيب "الإخوان"، بشكل جعل منه "عدوهم الأول".
ففي 2011 كان الليبيون حديثي عهد بالسياسة، وخاصة بعد أن ودعوا نظامًا شموليًا، إلا أن عبد السلام المسماري كان على قدر من الفطنة والحنكة والخبرة السياسية مكنته مبكرا من كشف خطورة تنظيم الإخوان على أمن ووحدة واستقرار بلاده.
ورغم أن ذلك الوقت (2011) كانت أغلب المؤسسات الإعلامية تتبع للتنظيم "الإرهابي"، إلا أن المسماري سخر جل وقته للكتابة والظهور على الشاشات، فاضحا "الإخوان"، وجناحهم المسلح الإرهابي دون خوف، حتى أطلق عليه اسم "المناضل".
فضح الإخوان
"نضال" المسماري لم يكن في ذلك الوقت عبر الشاشات فقط بل إنه استخدم علاقاته أحيانًا في منع تنظيم الإخوان من تحقيق أجنداته السياسية عبر السلطة، كونه كان يترأس ائتلاف "ثورة 17 فبراير"، وهي المؤسسة "الثورية" الأبرز آنذاك والمكونة من محامين وحقوقيين ونشطاء سياسيين جميعهم من قيادات الثورة.
مقولته الشهيرة التي كانت تنص على: "لابد من ليبيا وإن طال النضال"، حققها المسماري، على أرض الواقع، فبات "يناضل"، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، أثناء خروجه من صلاة جمعة يوم 26 يوليو/تموز 2013، بعد أن أمطرته التنظيمات المتطرفة بوابل من الرصاص، على مرأى من المجتمع، في محاولة على ما يبدو لـ"إرهاب" أي صوت معارض.
إلا أن التنظيم الإرهابي لم يفلح في إسكات الأصوات المناوئة له؛ فالمسماري ترك منهجا لجيل كامل سار على خطاه في مقارعة الإرهاب ومحاربة الإخوان مهتدين بمواقفه.
فمن هو عبدالسلام المسماري؟
ولد عبد السلام المسماري في مدينة بنغازي شرقي ليبيا عام 1959، وتخرج في كلية القانون بجامعة قاريونس العام 1989
ويعد المسماري من الشخصيات الأولى التي خرجت في 15 فبراير/ شباط 2011، في المظاهرات المناوئة لحكم العقيد معمر القذافي، ليتولى مهام المنسق العام لائتلاف "ثورة 17 فبراير".
عُرف عبد السلام المسماري بتطلعاته ودعوته لبناء دولة مدنية ديمقراطية ودعم حقوق وحريات الإنسان، ومعارضته لسيطرة جماعة الإخوان على السلطة في البلاد بعد أحداث فبراير/شباط 2011، كما اشتهر بمعارضته للجماعات المتطرفة في ليبيا.
وإلى جانب عمله كمحامٍ وناشط حقوقي وسياسي، كان عبد السلام المسماري شاعرا أيضا، حيث صدر له ديوان شعري واحد حمل اسم "مدن الخوف"، وبعد اغتياله لقب المسماري بعدة ألقاب؛ منها "شهيد الوطن" و"صوت الحق".