دعوة إماراتية للسلام في ليبيا.. إشادات محلية ومطالبات بدور عربي أكبر
دعوة إماراتية لتجنب أعمال العنف في ليبيا، انطلقت من مجلس الأمن، لتؤكد على رسالة البلد الخليجي، الهادفة لإنهاء الصراعات ونشر السلام.
تلك الدعوة أكدت خلالها دولة الإمارات عبر جلسة مجلس الأمن حول ليبيا، والتي عقدت مساء الإثنين، أن التوصل إلى السلام المستدام في ليبيا يحتم على كافة الأطراف الانضمام لمبادرة المصالحة الوطنية والعمل على لم الشمل، مشددة على ضرورة انسحاب المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا.
ولاقت تلك الرسالة، إشادات داخل ليبيا وخارجها، لأهمية دولة الإمارات في محيطها العربي والإقليمي، وكونها إحدى البلدان الراعية لعملية برلين ولعضويتها بمجلس الأمن.
رسالة قال عنها خبراء استطلعت "العين الإخبارية" آراءهم، إنها تؤكد أهمية الضغط العربي والدولي على المليشيات والأطراف السياسية، لنزع فتيل الاشتباكات والصراعات المتتالية على السلطة والنفوذ، في منطقة غرب البلاد.
ضغط عربي
وإلى ذلك، ثمن المحلل السياسي الليبي محمد سالم، في حديث لـ"العين الإخبارية"، دعوة الإمارات إلى ضرورة تجنب أعمال العنف والتخريب، مؤكدًا أن الضغط العربي والدولي يجب أن يتزايد في هذا الاتجاه الذي يبني السلام وينتظره الليبيون.
وأكد المحلل السياسي الليبي أهمية دفع جميع الدول للضغط في اتجاه استمرار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وكافة بنوده، والبناء على اجتماعات اللجنة العسكرية ورئيسي أركان شرق وغرب ليبيا، من أجل توحيد المؤسسة العسكرية والقضاء على المليشيات غير النظامية التي تهدد استقرار البلد الأفريقي.
وفيما شدد سالم على أن الليبيين "ملوا" من الصراعات المتتالية على السلطة والمال والنفوذ ويحتاجون لفترة من السلام والبناء، أكد أنه لا حل للأزمة الليبية سوى ببناء السلام النهائي طويل الأمد والمتمثل في انتخابات وطنية عامة، يجب أن تمر بقاعدة دستورية توافقية.
المصالحة الوطنية
وحول أهمية الدعوة الإماراتية، قال المحلل السياسي الليبي محمد صالح، في حديث لـ"العين الإخبارية" إن دولة الإمارات هي إحدى بلدان المتابعة لمؤتمر برلين، مشيرًا إلى أن التصريحات الواردة منها في غاية الأهمية كونها صوتًا عربيًا في مجلس الأمن الدولي، سيساهم في الدفع قدما باتجاه هدف الليبيين الأسمى وهو الانتخابات.
وأشار إلى أهمية الضغط العربي والدولي على المليشيات والأطراف السياسية للتداول على السلطة والمرور بالقاعدة الدستورية المتعثرة والتي يجب الدفع بها قدما ونزع فتيل الاشتباكات والصراع المتتالي على السلطة والنفوذ.
وفي سبيل تحقق دعوة الإمارات، أكد المحلل السياسي الليبي، ضرورة بدء عملية مصالحة وطنية مع الأطراف المتصارعة غير المؤدلجة وتقاسم السلطة بشكل قانوني وعادل، وعدم استئثار طرف واحد بالثروة والنفوذ، وبناء الثقة التي ستكون عاملا أساسيا لنجاح الحوار، وأن تكون القاعدة الدستورية جامعة وليس محاولة خلق قانون عزل سياسي في صورة قاعدة دستورية.
كما شدد على ضرورة الدفع باتجاه المصالحة الوطنية ودعم جهود المجلس الرئاسي الليبي في هذا الاتجاه، خاصة المجتمع العربي والإقليمي.
الحفاظ على السلام
رؤية أيدها رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة درنة الليبية، الدكتور يوسف الفارسي، والذي أكد أن خطوات الليبيين تحتاج إلى الدعم، وخاصة الدعم العربي والإقليمي، مشيرا إلى أن دولة الإمارات سبق وأن رعت اجتماعات أبوظبي ولقاءات أخرى كان لها الأثر في بناء السلام والثقة.
وأضاف الفارسي، في حديث لـ"العين الإخبارية" أن أغلبية دول العالم منشغلة بالأزمة الأوكرانية وآثارها، وهو ما استغله بعض الأطراف في محاولة لكسب المزيد من نقاط السيطرة أو الاستئثار بالموارد، في وضع اعتبره غاية في الخطورة، مما يهدد عملية السلام.
وفيما أشار إلى أن الليبيين حققوا نجاحات في عملية السلام في الفترة الأخيرة، بينها لقاءات العسكريين في طرابلس والتوافق على مبادئ توحيد المؤسسة العسكرية، أكد أن الصراع على الأرض، وتواجد مراكز قوى خارج سلطة المؤسسة العسكرية، سيواجهان بناء السلام.