إخوان ليبيا والغرياني.. حراب الإرهاب تحمي مفتي الدم
واصلت جماعة الإخوان في ليبيا دفاعها عن المفتي المعزول بقرار من البرلمان، الصادق الغرياني، صاحب فتاوى الدم المثيرة للجدل.
والغرياني الذي طالما أشعل الحرب والنيران عبر فتاويه المتطرفة، باتت مواقفه بوصلة لتنظيم الإخوان الإرهابي خاصة في ظل كونه المحرك الأول لجناح الجماعة العسكري المتمثل في المليشيات الراديكالية المنتشرة في غرب البلاد.
وفي ظل سخط الليبيين من المفتي وفتاويه التي كانت سببا في تناحرهم لسنوات والتي كانت أيضا سببا لإقدام مجلس النواب بعزله في 9 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2014 يستمر تنظيم الإخوان في الدفاع عنه بلا هوادة.
وأمس الأحد، وفي منشور عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك" دافع عبد الرزاق العرادي القيادي في حزب العدالة والبناء الإسلامي الليبي عن المفتي المعزول الصادق الغرياني معتبرا التعرض له "فسق".
العرادي العضو البارز في تنظيم الإخوان بليبيا قال في منشوره: "أن تسخر أو تلمز أو تنبذ فضيلة المفتي فذلك فسق وسوء خلق"، وهي الطبعة الإخوانية على ما يبدو لفهم حرية التعبير.
وأضاف العرادي "عندما تختلف مع فضيلة المفتي الشيخ الصادق الغرياني في قضايا سياسية في العادة يختلف عليها الناس، فهذا مما لا بأس به، وقد اختلفت مع فضيلته مرارًا في بعض القضايا كالاتفاق السياسي وجنيف موقفه من الأمم المتحدة".
ولكن بحسب منشور العرادي "أن تسخر منه أو تلمزه أو تنبذه فذلك فسق وسوء خلق ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون".
فمن دعمه للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها أنصار الشريعة وداعش مرورا بتحريضه على برلمان البلاد وإباحته لدم قائد ومنتسبي الجيش الوطني الليبي وتخوينه للمشاركين في الحوارات الهادفة لحل أزمة البلاد وانتهاء باعتبار دعم الحكومة الجديدة الشرعية المكلفة من البرلمان المنتخب أنه "يغضب الله" كان مفتي ليبيا المعزول سببا أول في عدم استقرار البلاد على مدار العقد الماضي.
ورغم ذلك يواصل تنظيم الإخوان دعم الغرياني والدفاع عنه بكل الطرق حتى أن جميع الحكومات المتعاقبة على سدة الحكم في طرابلس لم تجرأ على الاقتراب من قناته (التناصح) التي يبث سمومه عبرها كل يوم.
وعن ذلك يري الخبير الليبي في الجماعات الإرهابية عبد الله المشيطي أن "سبب دفاع الإخوان عن المفتي هو بلا شك أنهم وجدوا فيه ضالتهم في غياب مرجعية لهم أي غياب المراقب العام للتنظيم".
لكن الأمر يختلف بحسب ما أوضح المشيطي لـ"العين الإخبارية" مؤكدا أن "المراقب هو من يقود الإخوان أما في حالة المفتي المعزول فالإخوان هم من يقودونه ويقومون بتسخيره لخدمة أجنداتهم ".
ورغم ذلك فإنه بحسب عبد الله المشيطي فإن "الجماعة والمفتي يعبرون عن التحالف غير المعلن وذلك بالتقاء مصالحهم.. المفتي يوفر للإخوان الفتاوى التي تخدم أهدافهم وبالمقابل يوفر الإخوان الدعم الأدبي للمفتي ما يبقيه في القمة كأب روحي وهو ما يريده المفتي بعد عزله وعزلته".
وتابع أن "مشروع الإخوان منذ تأسيس الجماعة وحتى اليوم لم يتغير فهو يعتمد كل الاعتماد على استخدام الدين وبالتالي لن يجد التنظيم أفضل من رجل بموقع مفتي الديار لاستخدامه".
ويرى المشيطي أن "وجود المفتي يخدم الإخوان على طول الخط"، مؤكدا أن بلاده "مرت بفترات شهدت صحوة من قبل المليشيات التي تحركها الجماعة وقد تراجعت تلك المليشيات وخاصة غير المؤدلجة منها والتي لا يهمها إلا المال عن تنفيذ تعليمات التنظيم الذي كان يستخدمها إلا أن فتاوى المفتي أعادت تلك المليشيات من جديد تحت سيطرة الإخوان".
ويروي الخبير الليبي قصة كان شاهدا عليها قبل سنوات قائلا إنه "في عام 2014 وقبل انطلاق حرب الجيش الليبي ضد الجماعات المتطرفة التي كان يقودها آنذاك تنظيم أنصار الشريعة في بنغازي جلسنا مع المفتي في طرابلس قبل عزله".
وأضاف "وقتها تحدثنا معه وبينا خطورة فكر أنصار الشريعة وتحالفهم مع داعش وتكفيرهم لليبيين "، مؤكدا أن "الصادق الغرياني وقتها اقتنع وقال إنه مغيب عن كل تلك المعلومات وما يفعله تنظيم أنصار الشريعة".
وتابع: "وقتها وعدنا الصادق الغرياني بإصدار بيان يدين فيه تنظيم أنصار الشريعة ويبين الحكم الشرعي في التكفير".
ومضي قائلا "إلا أنه بعد خمس ساعات فقط وبعد أن اجتمع معه قيادات من الإسلام السياسي وجماعة الإخوان تفاجأنا بإصداره بيانا يدعو فيه لنصرة تنظيم أنصار الشريعة بدعوى أنهم يريدون تطبيق حكم الشرع وإقامة دولة الإسلام وأنهم من الثوار الذين قاتلوا نظام الطاغية القذافي وحرروا الليبيين".
ومضي المشيطي بالقول إن تلك الواقعة "كانت مفاجأة كبرى لكل من حضر الاجتماع مع الغرياني وقد تبين لنا حينها أنه رجل مغيب ويسير بحسب أهواء من يستخدمه".
aXA6IDE4LjIyMy4yMDkuMTI5IA== جزيرة ام اند امز