عبدالله بن زايد يترأس اجتماع اللجنة المشتركة بين الإمارات وروسيا
بحث سبل توطيد علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري خلال الاجتماع السادس للجنة المشتركة بين الإمارات وروسيا.
ترأس الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، أمس الأربعاء، أعمال الاجتماع السادس للجنة المشتركة بين دولة الإمارات وروسيا الاتحادية في العاصمة موسكو، وتم خلالها بحث سبل توطيد علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الجانبين.
وأكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، أن هذا الاجتماع يؤكد الحرص والاهتمام في السعي نحو تحقيق طموحات وتطلعات قيادة وشعبي البلدين لبلوغ آفاق جديدة على مستوى التعاون بما يخدم المصالح والأهداف المشتركة.
وأعرب عن شكره وتقديره لـ دينس مانتوروف، وزير الصناعة والتجارة والحكومة الروسية على استضافة أعمال الاجتماع، مشيرا إلى أنه تم إنجاز الكثير من الأهداف في العلاقات الثنائية بين البلدين.
أضاف أن دولة الإمارات وروسيا الاتحادية ترتبطان بعلاقات تاريخية متميزة، حيث بدأت العلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي عام 1971، وفي عام 1991 استكملتها روسيا الاتحادية، ونحن نحتفل اليوم بمرور 45 عاما على هذه العلاقة التي اتسمت بطابع الصداقة والودية والاستقرار، مبنية على روح التفاهم والاحترام المتبادل، لذلك شهدت تطورا هائلا في مختلف المجالات.
وأشاد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، بالزيارات عالية المستوى بين البلدين، مشيرا إلى أن هذا العام شهد عددا من الزيارات رفيعة المستوى من كلا الجانبين، ومن أهمها زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين، خلال مارس 2016، إضافة إلى الزيارة التي قامت بها الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، إلى روسيا الاتحادية خلال يونيو، حزيران من العام الجاري.
وأوضح الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات شهدت عددا من الزيارات من الجانب الروسي وأهمها، زيارة دينيس مانتروف، وزير الصناعة والتجارة الروسي، في إبريل، نيسان الماضي، وزيارة سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، لدولة الإمارات في فبراير، شباط من العام الجاري، داعيا -في هذا السياق- لتبادل الزيارات على الأصعدة كافة لبحث سبل التعاون المشترك وتعزيز العلاقات في مختلف المجالات.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أهمية الدبلوماسية الاقتصادية في رسم خريطة السياسة الخارجية في دولة الإمارات، مشيدا بدور اجتماع اللجنة المشتركة في مد جسور التواصل الاقتصادي بين البلدين وتعزيز العلاقات في مختلف المجالات.
وأضاف، أنه على الرغم مما تشير إليه الإحصاءات الأوّلية من ارتفاع حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي بنحو 16.6%، إلا أن هذا الارتفاع ما يزال غير كاف لتعويض التراجع الملحوظ الذي شهده التبادل التجاري غير النفطي ما بين العامين 2014 و2015، حيث انخفض من 2.73 مليار دولار، عام 2014 إلى 1.76 مليار دولارعام 2015، وبما لا يتناسب مع المستوى المتقدم للعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات لديها البنية التحتية الجاهزة القادرة على المنافسة العالمية باعتبارها مركزا عالميا للنقل الجوي والموانئ البحرية للتصدير ولإعادة التصدير، داعيا الجانب الروسي للاستفادة من خبرة دولة الإمارات في هذا المجال وجميع رجال الأعمال والمؤسسات الموجودة من الجانبين في هذا الاجتماع لاستغلال هذه الفرصة للتعرف على الفرص المتاحة والإمكانات في كلا البلدين وبحث سبل التعاون المشترك التي ستساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية.
وأثنى على تعاطي الجانب الروسي بشكل إيجابي لحل مشكلة "شركة ليميتلس" التي يأمل الانتهاء منها في القريب العاجل وذلك ترجمة لمدى سعي الجانبين لتذليل العقبات أمام المستثمرين من البلدين، مشيدا بالشراكة بين شركة "مبادلة" والصندوق السيادي الروسي "RDIF" والتي نشأت عام 2013 وتهدف إلى التعاون الاستثماري بين الجانبين على المدى الطويل.
من جانبه، أعرب وزير الصناعة والتجارة الروسي عن أمله فى أن تسهم اجتماعات اللجنة المشتركة في دفع العلاقات الثنائية بين البلدين قدما، مؤكدا التعاون القائم مع دولة الإمارات في عدد من المجالات الحيوية، معربا عن تطلعه لزيادة مجالات العمل الثنائي والتبادل التجاري ليشمل مجالات أخرى كالزراعة والتكنولوجيا الحديثة.
وعلى صعيد متصل، بحث الشيخ عـبدالله بن زايد آل نهيان، ودينيس مانتروف، خلال لقاء جمعهما، العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، إلى جانب بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأشاد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال اللقاء بالعلاقات التي تربط الشعبين الصديقين، خاصة في المجالات التجارية والصناعية والاقتصادية والاستثمارية والطاقة.
من جانبه أكد الوزير الروسي حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع دولة الإمارات وتطلعها نحو دفع آليات التعاون المشترك بينهما في شتى المجالات، انطلاقا من العلاقات المتميزة التي تربط البلدين والسمعة الطيبة التي تحظى بها دولة الإمارات على الصعيد الدولي ولما تلعبه من دور حيوي على الصعيد الاقتصادي والتجاري والسياحي في المنطقة.
ووقّع الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ودينس مانتروف على محضر الاجتماع السادس للجنة المشتركة الإماراتية – الروسية، كما شهدا التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال إضفاء الصبغة القانونية على متحصلات جريمة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بين وحدة مواجهة غسيل الأموال والحالات المشبوهة في دولة الإمارات، والمصرف المركزي الروسي، واتفاقية التعاون الفني في مجالات التقييس والمترولوجيا وتقييم المطابقة، بين هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، والوكالة الاتحادية للتنظيم والمقاييس الروسية.
وكانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي قد نظمت بالتنسيق مع وزارة التجارة والصناعة الروسية اجتماعات لأعضاء الوفد الإماراتي المشارك في اللجنة مع نظرائهم في القطاعات المختلفة، كما شاركت وزارة الاقتصاد واتحاد غرف التجارة الإماراتية في اجتماعات مع وزارة الصناعة والتجارة الروسية، فيما تم عقد اجتماع بين مصرف الإمارات المركزي، والمصرف المركزي الروسي جرى خلاله توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال مكافحة الجرائم المرتبطة بغسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
وفي مجال السياحة، عقد اجتماع بين وزارة الاقتصاد وممثلين عن القطاع السياحي بروسيا، كما بحث المجلس التنفيذي لحكومة الشارقة فرص التعاون مع الشركات السياحية الروسية لجذب السياح الروسيين للإمارة، فيما بحثت وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية ووزارة الزراعة الروسية التعاون في مجالات الصحة النباتية والأمن الغذائي، كما بحثت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية الإماراتية فرص التعاون في مجالات البحث والتطوير والتدريب في قطاعات الطاقة النووية السلمية وتطوير البنية التحتية وتشغيل وصيانة المحطات النووية السلمية.
وعقد اجتماع بين هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس والوكالة الاتحادية للتنظيم والمقاييس الروسية تم خلاله التوقيع على مشروع اتفاقية التعاون الفني في مجالات التقييس والمترولوجيا وتقييم المطابقة، وبحث ممثلو وزارة الطاقة وشركات "مبادلة" للتنمية والاستثمارات البترولية الدولية "آيبيك" وبترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" والظفرة العالمية للزيوت "ادلوف" ونفط الهلال في دولة الإمارات مع وزارة الطاقة الروسية فرص التعاون في مجالات الطاقة والنفط، كما شاركت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية وشركة Towfour54 ومؤسسة الإمارات للفضاء وشركة العربية للطيران ومجلس أبوظبي للتعليم، في اجتماعات مختلفة لمناقشة وبحث فرص التعاون في مجالات الثقافة والفضاء والنقل الجوي والتعليم.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTE1IA== جزيرة ام اند امز