عبدالرزاق جرنة.. تنزاني أعاد نوبل الأدب لحضن أفريقيا
فاز الكاتب والروائي التنزاني المقيم في بريطانيا عبدالرزاق جرنة، بجائزة نوبل في الأدب لعام 2021.
وبهذا الفوز تعود الجائزة إلى أفريقيا بعد حوالي عقدين من الخصام.
وقالت الأكاديمية السويدية المانحة لجوائز نوبل، إن المؤلف الذي تشكل رواية "باراديس" (الجنة) أشهر مؤلفاته، مُنح الجائزة نظراً إلى سرده "المتعاطف الذي يخلو من أي مساومة لآثار الاستعمار ومصير اللاجئين العالقين بين الثقافات والقارات".
وأضافت في بيان: "عبد الرزاق جرنة يكسر بوعي التقاليد، ويقلب المنظور الاستعماري لتسليط الضوء على منظور السكان الأصليين. هكذا روايته الهجر (2005) حول علاقة حب تصبح تناقضاً صارخاً مع ما سمّاه الرومانسية الإمبراطورية.
وتابعت: "تفانيه في الحقيقة ونفوره من التبسيط مذهلان. تنحرف رواياته عن الأوصاف النمطية وتفتح أنظارنا على شرق أفريقيا المتنوع ثقافياً غير المألوف للكثيرين في أجزاء أخرى من العالم".
وأضافت: "في عالم جرنة الأدبي، كل شيء يتغير – الذكريات والأسماء والهويات- يوجد استكشاف لا نهاية له مدفوع بشغف فكري في جميع كتبه".
وتابع البيان: "في معالجة عبدالرزاق جرنة لتجربة اللاجئين، يتم التركيز على الهوية والصورة الذاتية. تجد الشخصيات نفسها في فجوة بين الثقافات والقارات، بين حياة كانت وحياة ناشئة؛ إنها حالة غير آمنة ولا يمكن حلها أبداً".
النشأة
وُلد جرنة في زنجبار عام 1948، ووصل إلى إنجلترا كلاجئ في أواخر ستينيات القرن الماضي.
بدأ جرنة الكتابة عندما كان يبلغ من العمر 21 عاما في بلد اللجوء، إنجلترا، لكنه في النهاية حول اللغة الإنجليزية إلى أداته الأدبية.
وقام جرنة بتأليف 10 روايات وعدد من القصص القصيرة، وكان أستاذاً للغة الإنجليزية وآداب ما بعد الاستعمار في جامعة كنت، كانتربري، حتى تقاعده مؤخراً.
ورواياته هي: ذاكرة المغادرة (1987)، طريق الحج (1988)، دوتي (1990)، الجنة (1994)، الإعجاب بالصمت (1996)، عن طريق البحر (2001)، الهجر (2005)، الهدية الأخيرة (2011)، القلب الحصى (2017)، والحياة بعد الموت (2020).
نوبل في الأدب تعود لأفريقيا
وعادت جائزة نوبل للأدب إلى حصن قارة أفريقيا بعد غياب 18 عاما.
وكان آخر الأفارقة الذين حصلوا على جائزة نوبل في الأدب هو جون ماكسويل كويتزي، المولود في جنوب أفريقيا.
وحصل كويتزي على نوبل في الأدب عام 2003، "لتصوريه أشكال لا حصر لها، ومفاجئات في رواياته من خارج الأسلوب".
ومن بين الفائزين الـ117 في فئة الأدب منذ بدء منح جوائز نوبل، بلغ عدد الأوروبيين أو الأمريكيين الشماليين 95، أي أكثر من 80%، وحصلت فرنسا وحدها على 13% من الجوائز. أما عدد الرجال من هذه اللائحة فيبلغ 101، في مقابل 16 امرأة فحسب.
وتعتبر جائزة نوبل في الأدب الأرقى بين الجوائز الأدبية.
ويهتم عشاق الأدب والناشرون في كل أنحاء العالم بمعرفة هوية الفائز بهذه الجائزة المرموقة التي يُكشَف النقاب عنها في القصر الذي تتخذه الأكاديمية السويدية مقراً.
ويتواصل موسم نوبل، الجمعة، إذ يُعلن في أوسلو اسم الفائز بجائزة السلام، في حين يُختتم الإثنين بالإعلان عن نوبل الاقتصاد.
وتبلغ قيمة الجائزة 10 ملايين كرونة سويدي (1.14 مليون دولار).
aXA6IDE4LjE5MS4xNzguMTYg جزيرة ام اند امز