أمين عام الجامعة العربية يقول إن تلك المليشيات ستظل تمثل تهديدا لديمومة مسار وقف إطلاق النار، مجددا استنكاره لاستقدام العناصر الإرهابية من الخارج.
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط إنه لا جدوى لوقف إطلاق النار في ليبيا، دون التوصل لحل جذري لمشكلة المليشيات المسلحة والتنظيمات المتطرفة.
وقال أبوالغيط، خلال كلمته بمؤتمر برلين حول ليبيا: "لا يمكن لأي وقف لإطلاق النار أن ينجح ويبقى نافذاً، بغض النظر عن ترتيباته ومهما كانت آليات مراقبته، دون أن يتم التوصل إلى معالجة مبكرة وموازية وجذرية لمشكلة المليشيات المسلحة والتنظيمات المتطرفة التي تعمل كلها خارج سلطة الدولة".
وأفاد أبوالغيط بأن وجود تلك المليشيات سيظل يمثل تهديداً لديمومة مسار وقف إطلاق النار وللعملية السياسية، مجدداً رفض كل مظاهر استقدام العناصر الإرهابية من الخارج والاستعانة بالمرتزقة الأجانب، موضحاً أن ذلك يؤدي إلى إذكاء الصراع وتعقيد المشهد العسكري والأمني على الأرض.
ووجّه أمين عام الجامعة العربية الشكر للحكومة الألمانية والمستشارة أنجيلا ميركل، لجهودهما في التحضير لمؤتمر برلين.
وقال: "نحن جميعاً نقف أمام منعطف خطير في الوضع الليبي بسبب التطورات المتلاحقة التي أصابت هذا البلد العربي المهم، التي أحدثت شرخاً كبيراً في نسيجه الاجتماعي ولحمته الوطنية، وأضرت بالجهد الذي بذلته البعثة الأممية لاستئناف المسار السياسي بين الأشقاء الليبيين".
وشدد أبوالغيط، على عدد الثوابت والالتزامات، داعياً الأطراف الليبية والأطراف الخارجية المعنية بالشأن الليبي لأخذها في الاعتبار.
وحول أول تلك الثوابت، قال أبوالغيط: "لا يمكن لأحد أن يدعو إلى التوصل لتسوية سياسية شاملة ووطنية خالصة للوضع الليبي في الوقت الذي تستمر فيه التدخلات العسكرية الخارجية المفضوحة والمكشوفة في الأراضي الليبية، التي جعلت من ليبيا ساحة أخرى للمنافسات والتجاذبات الخارجية في الشؤون الداخلية لواحدة من دولنا العربية، ومن ثم فإن الأمر يستلزم احتراماً صادقاً من الجميع بما سنقره في البيان الختامي الذي سيصدر عن قمتنا اليوم، والتزاماً كاملاً بجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بحظر السلاح وسيادة وسلامة الدولة الليبية".
وثانيها: التوقف عن هذه التدخلات الخارجية والتصرفات غير المشروعة شرط أساسي لإفساح المجال أمام الأطراف الليبية، لخفض كل مظاهر التصعيد في الميدان والالتزام بوقف إطلاق النار المعلن منذ يوم 12 يناير/كانون الثاني الجاري، والانخراط بحسن نية في الجهود التي ستبذل للتوصل إلى ترتيبات دائمة وذات مصداقية لإيقاف العمليات القتالية.
وشدد على أن الجامعة العربية ستبقى داعمة بالكامل للجهد الذي يقوم به المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، لرعاية مثل هذه الترتيبات والتفاهمات بين حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي، داعياً لتنفيذها تحت إشراف الأمم المتحدة ومرجعية بعثتها للدعم في ليبيا.
وثالث تلك الثوابت، قال أبوالغيط إنه لا يمكن لأي وقف لإطلاق النار أن ينجح ويبقى نافذاً - بغض النظر عن ترتيباته ومهما كانت آليات مراقبته - دون أن يتم التوصل إلى معالجة مبكرة وموازية وجذرية لمشكلة المليشيات المسلحة والتنظيمات المتطرفة التي تعمل كلها خارج سلطة الدولة.
رابعها: تظل الجامعة العربية ملتزمة بمرافقة جميع أهل ليبيا في التوافق على تنفيذ مختلف الاستحقاقات السياسية والدستورية والقانونية والاقتصادية التي ستكون مطلوبة عبر توحيد مؤسسات الدولة المنقسمة ووضع خارطة طريق متكاملة لاستكمال المرحلة الانتقالية، والاتفاق على القاعدة المنضبطة اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي يتطلع إليها الشعب الليبي.
وجدد أبوالغيط دعم جهد المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، في تشكيل وعقد منتدى الحوار السياسي الليبي، وإنشاء لجنة الخبراء الاقتصاديين الليبيين، وإطلاق الحوار الاقتصادي الليبي.
وحول خامس تلك الثوابت، لفت أبوالغيط إلى كثرة التحديات التي ستواجه مسار تثبيت وقف إطلاق النار وإطلاق واستكمال أي عملية سياسية في ليبيا، لافتاً إلى أن هذه الجهود ستواجه بمعارضة شديدة سواء من أطراف مخربة داخل ليبيا أو من قوى معرقلة من خارجها، لافتاً إلى أن ذلك الأمر سيتطلب حسماً وحزماً من المجتمع الدولي، وعلى الأخص من مجلس الأمن، لمواجهته والتصدي له.
وسادسها: وجودنا في برلين يأتي في سياق مسيرة مستمرة لمرافقة الأشقاء الليبيين إلى أن يخرجوا من هذه الأزمة، وليس لمجرد الالتئام على مستوى القمة لينفض عملنا بعد انعقادها؛ ومن ثم فإننا نؤكد أهمية آليات المتابعة التي سنتوافق عليها عبر استحداث لجنة المتابعة الدولية التي ستجتمع لهذا الغرض على مستوى كبار المسؤولين والخبراء، التي ستجد كامل الدعم من الجامعة العربية، بل استعداداً منا لاستضافة أي من اجتماعاتها في المراحل الأولى من عملها.
وجدد أبوالغيط حرص الجامعة العربية على دعم عملية برلين ومخرجاتها والتزامها بمرافقة الأشقاء في ليبيا في أي جهد يفضي إلى حلحلة الأزمة.
وتستضيف العاصمة الألمانية، اليوم، مؤتمراً دولياً حول الأزمة الليبية.
ويحضر المؤتمر بمشاركة عدد من قادة الدول والحكومات، في مقدمتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فضلاً عن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ومنظمات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي.
aXA6IDE4LjE4OC4xODMuMjEg
جزيرة ام اند امز