اليوم الهلال في حاجة إلى الهدوء وتغليب صوت الحكمة على ضجيج العاطفة يجب أن ينسى الجمهور موضوع رحيل المدرب والإدارة يجب ألَّا يرحل أحدٌ.
أتفهَّم صراخ الجماهير الهلالية ومطالبتها برحيل المدرب زوران، أعرف أن خسارة البطولة العربية محبطة، أعرف أن الكأس كانت قريبة من خزينة الهلال، وطارت بطريقة مؤلمة، لكنني لا أتفق مع تلك المطالب العاطفية التي قد تقضي على حظوظ الهلال في البطولات المتبقية. لدى زوران الكثير من الأخطاء التي تبرِّر الهجمة الجماهيرية الشرسة، في المقابل، سيكون الخطأ الأكبر رحيله في هذا التوقيت الحاسم.
اليوم الهلال في حاجة إلى الهدوء وتغليب صوت الحكمة على ضجيج العاطفة يجب أن تنسى الجماهير موضوع رحيل المدرب ورحيل الإدارة يجب ألَّا يرحل أحدٌ
لا يمكن مقارنة جيسوس بزوران بأي حال من الأحوال، مقارنة ظالمة، فالأول لعب 20 مباراة مع الفريق في خمسة أشهر، بينما لعب ماميتش 19 مباراة في شهرين ونصف الشهر فقط، كما أن زوران جاء في مرحلة الحسم التي لا مجال فيها للتعثر أو الزلل، جاء في وقت وصل فيه الإعياء ذروته مع عدد من اللاعبين، فإدواردو لم يعد سوبر، ولا جوميز أسدا، حتى البريك والشهراني قلبا الهلال وروحه واصلا السقوط الحر في أدائهما، الحبسي وسالم وكنو تغيَّروا كثيرا عن بداية الموسم.
اليوم الهلال في حاجة إلى الهدوء وتغليب صوت الحكمة على ضجيج العاطفة، يجب أن تنسى الجماهير موضوع رحيل المدرب ورحيل الإدارة، يجب ألَّا يرحل أحدٌ.
الإدارة مطالبة بالجلوس مع المدرب، ومعها ورقة وقلم لرسم خارطة طريق لتخطي المباريات الـ3 المقبلة في الدوري، أي يجب أن تتم مناقشة الطريقة التي سيدير بها زوران مباراة التعاون أولا، ثم الاتفاق والشباب، وخياراته في كل مباراة، مع توقُّع جميع السيناريوهات، فما سبَّب المشكلات لزوران خلال الفترة الماضية، أنه لم يعرف اللاعبين بعد، لذا اعتمد على المحاولة والخطأ، يجرِّب اللاعبين في مراكز جديدة قد لا تناسبهم في مرحلة لا يُسمح فيها بالتجارب الفاشلة.
إذا ما أراد الهلال الفوز بالدوري فيجب أن ينسى نهائيّا البطولات الأخرى، الصف الثاني بالكامل طريق الهلال للقب الدوري، مشاركتهم في أبطال آسيا وكأس الملك لا مناص منها. الأساسيون يجب أن يتفرَّغوا، ويركزوا على المباريات الـ3 التي يمكن أن تمنح الهلال لقب الدوري حتى لا يتساقط مزيد من نجوم الهلال، ويجد زوران أن اللاعب الوحيد القادر على بدء المباراة هو أحمد أشرف.
عودة عطيف ستكون حاسمة في المباريات المقبلة، فمركز محور الارتكاز كان المشكلة الأولى التي واجهها زوران، ما اضطره إلى الاعتماد على ديجنيك، وجحفلي، وأخيرا الخيبري. مع عطيف ستبدأ هجمة الهلال بشكل منظَّم، وأتوقَّع عودة جوميز وإدواردو إلى التسجيل بغزارة.
* نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة