صورتان بينهما 8 سنوات.. أوباما وترامب ينتظران رأسي بن لادن والبغدادي
مايو 2011 تابع الرئيس الأمريكي السابق بارك أوباما تنفيذ عملية قتل بن لادن داخل البيت الأبيض، وهو أمرٌ فعله ترامب مع عملية البغدادي.
8 سنوات تفصل بين مقتل أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي، وأسامة بن لادن، زعيم القاعدة، لكن مشهد متابعة مقتلهما واحد بالنسبة للإدارة الأمريكية السابقة والحالية.
ففي مايو/أيار 2011 مرت الدقائق كالأيام على الرئيس الأمريكي السابق بارك أوباما وفريقه خلال متابعة تنفيذ عملية قتل بن لادن من قاعة الأزمات داخل البيت الأبيض.
تلك الصورة تماثلت مع أخرى نشرها البيت الأبيض، اليوم الأحد، وفيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه يتابعان مقتل البغدادي في مشهد وصف بـ"السينمائي".
فأثناء تنفيذ عملية قتل بن لادن على يد قوات خاصة أمريكية هاجمت منزله في أبوت أباد بباكستان، مكث أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون وفريقهما يتابعون بشغف وخوف تنفيذ العملية.
وكان مسؤولون أمريكيون وصفوا قتل بن لادن بـ"أحد أصعب القرارات التي اتخذها باراك أوباما" بسبب شن غارة على مجمع تواجد فيه بن لادن بصحبة مدنيين، فضلاً عن مدى مشاركة باكستان في العملية على أراضيها.
وحينها قال جون برينان، مستشار أوباما لشؤون الإرهاب، إن تلك اللحظات كانت بلا شك الأشد إثارة للقلق في حياة من تجمعوا هنا لمشاهدة تنفيذ العملية.
وأضاف: "مرت الدقائق خلال تنفيذ عملية قتل بن لادن طويلة كأنها أيام على الرئيس باراك أوباما وفريقه الذي كان يتابع بشكل مباشر العملية من البيت الأبيض".
وتابع برينان: "الوضع كان بالغ التوتر، وكان الكثيرون يحبسون أنفاسهم وأخذ الصمت يخيم مع تقدم عملية الكومندوز الأمريكية"، مشيرا إلى أن "التوتر بلغ أشده حين أصاب عطل إحدى المروحيات أثناء العملية".
أما أوباما نفسه فوصف، خلال تصريحات سابقة، عملية قتل أسامة بن لادن بـ"اليوم الأهم في فترة رئاسته".
وقال أوباما، الذي غادر الرئاسة في يناير/كانون الثاني 2017، "إنه يأمل أن مؤسس القاعدة أدرك في لحظاته الأخيرة أن الأمريكيين لم ينسوا اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001".
وتحدث أوباما في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية في 2016 عن يوم العملية قائلا: "دخلنا القاعة حين كانت المروحيات على وشك الهبوط. ورأينا أن إحدى المروحيات هوت أثناء الهبوط. والنبأ الجيد هو أنها لم تتحطم وتمكن الرجال من الخروج منها، والخبر السيئ أن المروحية أصيبت بأضرار".
وبقيت صورة شهيرة من ذلك اليوم، حيث جمعت أوباما وهو يتابع التطورات مع باقي كبار المسؤولين، وقد نشر البيت الأبيض صورا عديدة عن متابعة أوباما.
مقتل البغدادي
صورة أوباما تتماثل مع أخرى نشرتها الإدارة الأمريكية، اليوم الأحد، لترامب بصحبة معاونيه يشاهدون عملية استهداف البغدادي في إدلب السورية.
وكان ترامب، بالإضافة إلى إسبر ونائب الرئيس مايك بينس، والجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة، شاهدوا الغارة من غرفة الأزمات بالبيت الأبيض، من خلال طائرة مراقبة تدور حول ساحة المعركة.
ودخلت قوات الكوماندوز التابعة لقوة دلتا، التي تعرضت للنيران، المجمع، وأطلقوا النار وقتلوا عددًا من الأشخاص، كما نقلوا 11 طفلاً إلى مكان آمن.
تابع ترامب: فر البغدادي إلى نفق تحت الأرض، تلاحقه القوات الخاصة الأمريكية.. وأخذ معه ثلاثة من أطفاله، يعتقد أنه حاول استخدامهم كدروع بشرية.
وبدافع من الخوف كان البغدادي يرتدي سترة ناسفة، لذا أرسل الكوماندوز كلبا عسكريا لإخضاع البغدادي، لكن زعيم "داعش" فجر سترة ناسفه، ما أدى إلى إصابة الكلب وقتل الأطفال الثلاثة.
ويضيف ترامب: "كان الأمر يشبه مشاهدة فيلم سينمائي"، مضيفاً أن زعيم التنظيم الإرهابي كان "تحت المراقبة منذ أسبوعين".
وروى ترامب تفاصيل العملية، قائلاً: "فور تأكيد موقعه، بدأت القوات الخاصة الغارة، وهناك مجموعة كبيرة.. و8 مروحيات شاركت في العملية، وكان لدينا العديد من السفن والطائرات".
وأوضح، خلال جلسة مطولة بالبيت الأبيض: "أولا كان على تلك القوة عبور منطقة خطرة من موقع لم يكشف عنه إلى شمال غرب سوريا، والتحليق لمدة تصل إلى ساعة و10 دقائق".
وتابع: " حلقنا على ارتفاع منخفض جدا جدا وبسرعة كبيرة. ولكن ذلك كان جزءا كبيرا وخطيرا جدا من العملية. الدخول والخروج".
واستطرد أنه عندما هبطت المروحيات على المجمع المستهدف "فُتح باب الجحيم".
وقال الرئيس الأمريكي: "طاقم كبير من المقاتلين الرائعين خرجوا ركضا من مروحياتهم وقاموا بتفجيرات لفتح ثغرات في جانب المبنى؛ لتجنب الأفخاخ التي كان يمكن أن توجد في الأبواب".
وعن تجربته في غرفة العمليات قال: "لقد كانت مشاهدة ذلك أمراً رائعا"، لقد كان برفقتي نائبي مايك بنس وكبار المسؤولين في الجيش والأمن القومي.
وقال ترامب: "لقد كان الأمر قاسيا فقد أرسلت القوات الأمريكية الكلاب إلى النفق، وقام زعيم داعش بتفجير نفسه".
وأضاف أن البغدادي "وصل إلى نهاية النفق بينما كانت كلابنا تطارده، وقام بتفجير سترته ما أدى إلى مقتله وأولاده الثلاثة".
وواصل حديثه: "لم يمت بطلا، بل جباناً، فقد كان يبكي وينتحب ويصرخ، وجلب أولاده الثلاثة معه ليموتوا. لقد كان موتاً محتماً. وكان يعلم أن النفق مسدود".
وأخذ الجنود الأمريكيون عينات من جثة البغدادي لفحص الحمض النووي الريبي (دي إن إيه) والتأكد من هويته.
وفي وقت سابق الأحد، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن أن مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي استغرق ساعتين وشاركت فيه نحو 8 مروحيات.
وقال ترامب، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، إن القوات الأمريكية أجرت تحليل الحمض النووي للبغدادي بعد مقتله مباشرة.
يشار إلى أن البغدادي كان مختبئا منذ 5 سنوات، ومكان وجوده غير معلوم.
وأعلنت الولايات المتحدة منذ سنوات عن مكافأة قدرها 25 مليون دولار مقابل الحصول على معلومات تؤدي للوصول إلى البغدادي.
وفي أبريل/نيسان الماضي، ظهر البغدادي في شريط فيديو، وهو الأول منذ نشر لقطات له في عام 2014 بعد أيام قليلة من إعلان "الخلافة" المزعومة للتنظيم الإرهابي في العراق وسوريا.
وخلال السنوات الماضية، كانت هناك ادعاءات متعددة بمقتل البغدادي.
aXA6IDEzLjU4LjM0LjEzMiA= جزيرة ام اند امز