أبوظبي ترعى منصة "بيت الحكمة" للتبادل الثقافي مع الصين
المؤسسة تعد واحدة من المنصات الرئيسية التي تعمل في مجال التبادل الثقافي بين الصين والدول العربية خاصة مع وجود مدرسة للغة العربية بالصين
السياسة وحدها لا تساعد في بناء الجسور، والرهان على الثقافة دائما يمثل حلا سحريا في تنمية صور التعاون والتبادل، وهذا ما أدركته مؤسسة "بيت الحكمة" في القاهرة، التي تأسست عام 2011، لتصبح منصة رئيسية للأدب الصيني، برعاية أبوظبي.
وكان حضور المؤسسة كمنصة رئيسية للأدب الصيني في معرض أبوظبي للكتاب 2017، دليلاً على صحة رهانها، لتعزيز التعاون الثقافي مع الصين، في محاولة من مؤسسها الدكتور أحمد السعيد، لأن تصبح منصة للتعاون الثقافي الصيني العربي في مجالات النشر والترجمة وتبادل الحقوق بين الصين والدول العربية، وإنتاج أفلام الرسوم المتحركة والبرامج الوثائقية وإنشاء بنوك المعلومات الرقمية العربية، وتجارة الكتب الإلكترونية، وتحويل المحتوى المطبوع لمحتوى رقمي.
وتعد المؤسسة اليوم واحدة من المنصات الرئيسية التي تعمل في مجال التبادل الثقافي بين الصين والدول العربية، والتي تمتلك إضافة لـ"بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية" بمصر، مدرسة للغة العربية بالصين، وشركة للتبادل الثقافي عبر الإنترنت، وفرعي بيت الحكمة بالإمارات والمغرب.
ومنذ نشأة "بيت الحكمة"، وحتى الآن تم تصدير أكثر من 500 كتاب صيني للدول العربية، وأكثر من 50 كتابا عربيا ترجم ونشر بالصين، وتنظم كل سنتين مؤتمرا دوليا للناشرين الصينيين والعرب يعقد في بكين، كما تمثل الجانب العربي في معرض بكين سنويا، وتشارك في أكبر المعارض العربية بشكل فعال وعبر سلسلة من الفعاليات التي تصاحب مشاركتها مثل معارض: القاهرة، الدار البيضاء، أبوظبي، والشارقة.
وتنظم المؤسسة سلسلة من الفعاليات الثقافية الكبرى سنويا في معرض القاهرة الدولي للكتاب بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، وكذلك في الدار البيضاء بالتعاون مع وزارة الثقافة المغربية، فضلا عن نشاطاتها في أبوظبي، وكذلك تصدر العديد من المطبوعات المترجمة بين الجانبين، أكثرها نجاحا هي مجلة أدب الشعب الصينية باللغة العربية، وسلسلة العبقريات الأربعة المترجمة من العربية.
وتصدر "بيت الحكمة" جريدة حكومية صينية في إصدار خاص بالعربية والصينية يصدر أسبوعيا في الصين.
أبوظبي تحتضن "بيت الحكمة"
وتسعى المؤسسة مؤخرا لتوقيع اتفاقية مع متحف المخطوطات في مكتبة الإسكندرية، لنقل ما لديهم من كنوز معرفية، بعد أن قاموا برقمنة كل ما لديهم، لإتاحة المادة لكل الباحثين المهتمين بالشأن العربي في العالم وبتقنيات صينية.
وعبر مشروع تبادل الترجمة والنشر بين الدول العربية والصين، الذي تشرف عليه مؤسسة "بيت الحكمة"، تم إنجاز وتقديم 25 كتابا، على وشك الانتهاء منها جميعا، والقائمة بها أسماء لامعة مثل: يحيى الطاهر عبدالله "الطوق والأسورة"، وصبري موسى "فساد الأمكنة"، وبهاء طاهر "واحة الغروب"، فضلا عن أعمال لعدد من الكتاب مثل فاطمة المزروعي من الإمارات، والدكتورة سهير المصادفة، والتونسي كمال العيادي، وعزت القمحاوي، وعبدالحكيم قاسم، وأمير تاج السر، ومحمد المنسي قنديل، وقائمة الكتب هذه تم انتقاؤها عن طريق خبراء صينيين بترشيحات من "بيت الحكمة".
تسعى مؤسسة "بيت الحكمة" لإثراء الحياة الثقافية العربية من خلال تقديم الأدب والفكر الصيني والتراث الشعبي هناك إلى الدول العربية، وفي المقابل تضطلع بمهمة نشر الثقافة العربية وأدبها ومؤلفيها داخل الصين، ما يمكن أن ينتج عنه حركة تبادلية ثقافية واسعة من شأنها إثراء الواقع الثقافي، ومنح كل من الأدبين دخول مناطق جديدة، واكتشاف قراء جدد، واكتساب واكتشاف المزيد من المناطق غير المكتشفة بعد، ثقافيًا وأدبيًا، وعلى المستويات كافة.