4 روايات تكشف أسرار الأدب الصيني المعاصر.. بالعربية
من الصعب تحديد أهم الأعمال الأدبية المعاصرة في الأدب الصيني بسبب غزارة الإنتاج التي تجعل من المستحيل اختصاره في أسماء معينة
الأدب الصيني من أشهر وأعرق الآداب في العالم، فقد قدّم الكُتّاب الصينيون أعمالاً مهمة على مدى 3000 عام تقريبًا.
وكان من حظ قراء العربية أن عددا من المترجمين العرب انتبهوا إلى أهمية هذه الساحة الثرية، فراحوا ينقلونها من اللغة الصينية إلى العربية، كي يكشفوا أسرار الأدب الصيني.
وكان الدكتور أحمد ظريف القاضي، مدرس اللغة الصينية وآدابها بكلية الألسن جامعة المنيا في مصر، من بين هؤلاء المترجمين الذين عملوا على نقل أيقونات الأدب الصيني المعاصر إلى اللغة العربية، حتى أنه يرشح 4 أعمال ترجمها إلى العربية تساعد على فهم الصين وتاريخها.
ورأى القاضي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن من الصعب تحديد أهم الأعمال الأدبية المعاصرة في الأدب الصيني بسبب غزارة الإنتاج التي تجعل من المستحيل اختصاره في أسماء معينة.
وترجم ظريف من الصينية إلى العربية عدة أعمال منها رواية "الربع الأخير من القمر"، وهي للكاتبة تشيه تزيه جيان، الحاصلة على جائزة ماو دوين الأدبية، وهي أعلى جائزة أدبية في الصين.
وحسب رأيه، فإن هذه الرواية توصف بكونها تعادل تأثير رواية جارسيا ماركيز الشهيرة "مائة عام من العزلة"، لأنها تنتمي للواقعية السحرية، إذ يختلط الواقع بالخيال في تسلسل زمني يمتد لعشرات السنين.
وتحكي بسلاسة قصة إحدى القبائل المنعزلة داخل الغابات وما مر بها من أفراح ومصائب، وهذا كله بأسلوب ساحر يكاد يجعلك تشعر كأنك جالس على ظهر واحدة من الغزلان المدربة التي يتنقل بها أفراد القبيلة، لتشم رائحة الصنوبر وتسمع خرير الماء في نهر أرجون، الذي يعد في الرواية حدا فاصلا بين عالمين، حتى أن الاسم الأصلي للرواية في اللغة الصينية هو "الضفة اليمنى لنهر أرجون" ولكن ارتأينا تغيير الاسم في النسخة العربية ليكون أكثر وضوحا وجاذبية.
أما الرواية الثانية فهي أيضا رواية طويلة تحمل اسما غريبا ألا وهو "إنجليش"، (إنجليزي)، وهي للكاتب وانغ جانغ، الذي تعمد أن يكتب كلمة English برموز صينية كترجمة صوتية، بالضبط كما نكتب نحن اللغة العربية بحروف إنجليزية فيما يعرف بـ"الفرانكو"، فاللغة الإنجليزية هي بطل الرواية الخفي، هي التي تتحكم في مصائر الأبطال الآخرين.
وتدور أحداث الرواية في فترة زمنية مهمة بالتاريخ الصيني الحديث، فترة "الثورة الثقافية الكبرى"، وتحكي كيف تعلق بطل الرواية باللغة الإنجليزية وارتبط مصيره بها، لكنه في بداية تعرفه عليها كان يكتبها باستخدام الرموز الصينية، لتصير "إنجليش" رمزا لما هو غربي في فترة معاداة الغرب، ورمزا لمحاولة التعلم من الغرب على استحياء، ومحاولة أبطال الرواية الهروب من واقعهم إلى ما هو أفضل.
وتكمن أهمية الرواية كما يقول مترجمها في أنها ترسل للقارئ إشارات غير مباشرة عن الوضع السياسي والاجتماعي والتعليمي في تلك الفترة من تاريخ الصين، وأعتقد أن معرفة فترة الثورة الثقافية الكبرى في الصين هي واحدة من المفاتيح التي تتيح لنا فهم حاضر الصين، فهي الفترة التي سبقت مرحلة الإصلاح والانفتاح، بل وربما تكون واحدة من أسبابه، ولا يخفى على أحد أن تلك السياسة هي سبب نهضة الصين ومعجزتها الاقتصادية الحالية.
ويشير ظريف إلى أن هذه الرواية مفتاحية تنير للقارئ جزءا من تاريخ الصين الحديث، وهي ليست رواية تاريخية.
أما العمل الثالث الذي يرشحه ظريف فهو "مشانق من فضة" وهو قصة متوسطة الحجم، ورغم حجمها المتوسط إلا أنها مفعمة بالمفاجآت، وهي من أعمال الكاتب تشو دا شينغ، وهذا الكاتب ترجم له إلى اللغة العربية عملين من قبل، الأول هو "ترانيم الموت"، والثاني هو "رحلة الانتقام"، وقصة "مشانق من فضة" رغم كونها من الأدب المعاصر إلا أن أحداثها تدور في عصر قديم لم يحدده الكاتب بدقة، وتروي لنا عن الحب الذي كان ابتلاء لأبطال العمل، حتى يترك القارئ في النهاية وفي عقله أسئلة كثيرة: من الجاني، ومن الضحية؟ وهل استحق أبطال العمل مصائرهم حقا؟ فالعمل يحكي لنا عن البطلة الجميلة بيلان زوجة ابن الحاكم التي تعاني من طبائع زوجها الغريبة، ويحكي لنا عن علاقتها بالصائغ الشاب صانع الفضة، الذي وقع في حبائل جمالها حتى أحبته هي أيضا في النهاية وصار الحب لعنة عليهما، ويحكي لنا كذلك عن ابن الحاكم ذي الطباع الغريبة الذي يتعذب كل يوم برغباته ورغبات زوجته الشابة الجميلة.
وإجمالا هي من نوعية القصص التي ما أن تبدأها حتى تعجز عن التوقف عن القراءة دون أن تنهيها.
وأخيرا يرشح المدرس بكلية الالسن جامعة المنيا متتالية قصصية للكاتبة الصينية المعاصرة تانغ يينغ. وهي متتالية قصصية مكونة من 18 فصل أحداثها متصلة ومنفصلة في نفس الوقت. تدور أحداثها حول يانغ يانغ التي تخرجت في جامعة المعلمين، وتخلت عن فرصة العمل في المدينة، واختارت العمل كمعلمة في قرية جبلية بعيدة نائية لم تتصل بالطرق السريعة حتى يومنا هذا تقع في الجنوب؛ وذلك من أجل البحث عن "بولوتو" تلك الشخصية الأسطورية التي أثرت فيها منذ أن كانت تلميذة في المرحلة الابتدائية. وفي طريقها إلى القرية الجبلية تعرفت على وي شيانغ، الذي اصطحبها كي تبقى في منزله مع عمته وابنتها، ونشأت فيما بعد قصة حب بينه وبين يانغ يانغ. ومن خلال المتتالية تسرد الكاتبة عادات وتقاليد القرى الجنوبية، وتعكس صورة كاملة عن الحياة في الجنوب. ولقد ترجمت هذه المتتالية إلى اللغة العربية تحت اسم " أساطير شرقية".