وزيرة الثقافة الإماراتية: بصمات الشيخ زايد خالدة في الصين
وزيرة الثقافة الإماراتية ترى أن زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى الصين تفتح آفاق التعاون وتعزز الشراكة بين البلدين الصديقين في كل المجالات.
أكدت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، أن العلاقات الثقافية الإماراتية–الصينية تشهد تقدما وتطورا متناميا في ظل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين.
واعتبرت أن الثقافة الصينية جزء رئيسي من مكونات الثقافة الإنسانية بعمق زمنها وتأثيرها الحضاري؛ كونها ترسخ قيم التسامح والسلام والتآخي والتواصل مع الآخر، وهي مبادئ وقيم مشتركة بين الإمارات والصين.
وقالت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية إن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، إلى الصين تفتح آفاق التعاون وتعزز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين الصديقين في المجالات كافة، لا سيما الثقافي منها.
عن المبادرات المشتركة التي تهدف إلى احتضان أنشطة تعرّف بالثقافة الإماراتية والصينية بصفة منتظمة في إطار برامج سنوية، قالت الكعبي إن الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، وقّع العام الماضي على هامش زيارة الرئيس الصيني إلى أبوظبي اتفاقية لتبادل المراكز الثقافية في البلدين.
وتابعت: كما نظمت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية العام الماضي (الأسبوع الإماراتي الصيني)، وتضمن كثيرا من الأنشطة والفعاليات الثقافية والتراثية وحفلا موسيقيا بمشاركة فنانين من البلدين".
وأوضحت الكعبي أن "الأسبوع الإماراتي الصيني أسهم في ربط ثقافات وحضارات البلدين، وشكّل منصة لتعريف مجتمعاتنا بتراث بلدينا بما يقوي أواصر التعاون ويرسخ المشتركات الإنسانية".
وأكملت: "استلهمنا هذه المبادرة من الإرث التاريخي لطريق الحرير، الذي أسهم في نقل العلوم والمعارف والثقافات من الصين إلى العرب والعكس، وأسهم الأسبوع في اكتشاف مجتمعاتنا من منظور جديد، بحيث يكون للثقافة والفن نصيب وافر من علاقاتنا، ونبرز للشعبين جانباً مهماً من الموروث الحضاري والثقافي، ونوفر تفاعلاً مثمراً في مختلف الأنشطة الثقافية والفنية والأدبية والاجتماعية".
وأكدت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية أن الثقافة الصينية تعد جزءا رئيسا من مكونات الثقافة الإنسانية بعمق زمنها وتأثيرها الحضاري، مضيفة: "لذا فإن الأسبوع الإماراتي الصيني هو احتفاء بقيم عليا في الثقافة والتاريخ الإنساني، والإمارات جديرة بأن ترفع هذه الراية الاحتفالية بعظمة الحضارة والثقافة الصينية، وتحيي الروابط القديمة مع هذه الأمة الصينية وتبعث قيم التسامح والتواصل مع الآخر والسلام والتآخي".
ونوهت بأن الإمارات والصين تعملان على تعميق الشراكة الاستراتيجية في المجال الثقافي؛ إذ اتفق البلدان العام الماضي على تشجيع التواصل الثقافي على المستويين الرسمي والشعبي وإنشاء المشاريع الثقافية المشتركة بينهما، والمشاركة في مختلف الفعاليات الثقافية التي يقيمها الجانب الآخر.
وتابعت: "إضافة إلى تطوير الحوار بشأن سياسات القوة الناعمة والسياسات الثقافية وتعزيز التعاون المشترك في مجالات الصناعات الثقافية، والحفاظ على التراث والفن المعاصر وتعزيز التبادلات الفكرية بين الجانبين بأشكالها كافة وفي جميع المحافل، فضلا عن تعزيز التعاون طويل الأجل والمستقر بين المؤسسات الثقافية الكبرى وبين المهرجانات الفنية المهمة".
قالت الكعبي إن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية تشارك وعدد من المؤسسات الحكومية الثقافية في فعاليات معرض الحضارات الآسيوية 2019، المقام برعاية الرئيس الصيني شي جين بينغ، وانطلقت فعالياته 10 مايو/أيار الماضي، ويستمر إلى 20 أغسطس/آب في العاصمة الصينية بكين.
وأضافت: "تعكس المشاركة الإماراتية في المعرض عبر مجموعة من القطع الأثرية تبرز تاريخ الإمارات العريق وحضارتها القديمة، التي مثلت نقطة لقاء إنساني عبر طرق التجارة البرية والبحرية قديما، وكانت صورة مشرقة لمجتمع منفتح على العالم منذ نشأته الأولى".
وذكرت أن العام الماضي أسست مبادرة "هلا الصين" في الإمارات، بهدف تعزيز العلاقات التجارية والثقافية بين البلدين، واستطاعت المبادرة خلال عام واحدة تنفيذ العديد من الفعاليات الثقافية والتراثية، التي أسهمت في تعريف شعبي البلدين على الثقافتين، من خلال المسرح والمأكولات والعديد من الفعاليات التراثية والسياحية.
عن الدور الذي تؤديه الثقافة في التقريب بين شعبي الإمارات والصين وتوثيق العلاقات بينهما، قالت الكعبي إن الثقافة والفن خير سفير للدول فهما يتجاوزان الحدود التقليدية، ويعززان من التفاهم والتقارب بين الشعوب، ويقدمان رسالة سامية تحظى بتقدير واحترام الجميع، "فالثقافة وسيلة مهمة لإبراز ما وصل إليه المجتمع من تطور ونمو، كما أن الثقافة هي اللغة التي تتواصل بها الحضارات بمختلف أنواعها في الشرق والغرب".
وأضافت أن الثقافة تسهم في تقريب المسافات ومد جسور التواصل بين الشعوب وتعزيز الحضور الثقافي على الساحة العالمية على مختلف المستويات، بما يبرز تاريخ الدول وتراثها الحضاري ومساهمتها في إثراء الحضارة الإنسانية، إضافة إلى الارتقاء بالحوار بين الشعوب مع الاهتمام بالهوية الثقافية المتفردة لكل مجتمع.
وقالت: "نؤمن أن مسيرة التكامل في الخطط الاقتصادية بين البلدين لا يمكن أن تحقق نتائجها دون الاهتمام بالجانب الثقافي، باعتباره رافداً من روافد التنمية المستدامة وأداة بناء في تأسيس رؤية مشتركة تخلق عصراً جديداً من التبادل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي مع الصين".
عن الاستفادة من مركز الشيخ زايد في بكين في بناء أواصر التلاقي بين الثقافة العربية والصينية، قالت نورة الكعبي إن فكرة تأسيس مركز الشيخ زايد للدراسات العربية والإسلامية في بكين سابقة لعصرها، فقد آمن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بتعزيز العلاقات مع الشعوب الأخرى على اختلاف ثقافاتها ولغاتها.
وأضافت: "يؤدي المركز دوراً حيوياً في التعريف بالثقافة العربية والإسلامية وتعليم اللغة العربية، وأسهم في تخريج كفاءات مهنية من دارسي اللغة العربية الذين يمارسون الآن أدواراً مهمة في المجالات الاقتصادية والتجارية والدبلوماسية، ويشاركون بعلمهم وتعلمهم في توطيد العلاقات العربية الصينية".
وتابعت: "حقق المركز أهدافه بنشر المعارف والثقافة العربية والإسلامية في الصين، من خلال ترك أثر ذي طابع مستقبلي مستدام كونه مرتبطا بأجيال من الطلبة يحصلون على تعليم موثق ودقيق حول مكونات الثقافة العربية والإسلامية"، مشيرة إلى أن الدور هنا لا يتوقف عند تعلم اللغة العربية بل يتجاوزها إلى الإبحار في معارف هذه اللغة وثقافتها التاريخية.
فيما يخص العلاقات والروابط المتينة التي جمعت بين الإمارات والصين في وقت قياسي، قالت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية: "كانت حكمة وبعد نظر الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان اللاعب الأبرز في وضع اللبنات الأساسية لتطوير العلاقات الثنائية بين الإمارات والصين، حينما زار الصين عام 1990 ومثلت تلك الزيارة التاريخية نقطة الانطلاق نحو تأسيس تلك العلاقة الوطيدة، إلى أن أصبحت الإمارات الشريك الأكبر للصين في جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المنطقة، وما تبعها من زيارات متبادلة واتفاقيات في شتى القطاعات".
وأضافت أن الشيخ زايد ترك بصمات خالدة وشيّد صروحاً ثقافية في الصين لا تزال شاهدة على عِظم إنجازاته، فأسس مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين 1994.
وتابعت: "كما افتتحت الإمارات مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الثقافي بمقاطعة نينجشيا عام 2014، وهذه أمثلة بسيطة على عمق علاقاتنا الثقافية مع الصين"، مشيرة إلى اشتراك الإمارات والصين في تعزيز قيم التسامح والسلام والاستقرار والتنمية الشاملة للشعبين وتحقيق الازدهار.
عن زيارة الرئيس الصيني إلى الإمارات العام الماضي ودورها في تعزيز العلاقات بين الجانبين ولا سيما الثقافية منها، قالت نورة الكعبي إن زيارة الصيني شي جين بينغ إلى الإمارات العام الماضي اكتسبت أهمية خاصة نظراً لعلاقة الصداقة المتينة التي تربط الإمارات بالصين، في ظل وجود كثير من المتغيرات على الساحتين العالمية والإقليمية.
وأضافت: "مع زيادة معدلات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة بين البلدين أصبحت الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية في المجالات كافة، وهو ما تحقق من خلال الاتفاق على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى، وتأسيس علاقات شراكة استراتيجية شاملة تسهم في تعميق وتركيز التعاون وتعزيز التنمية والازدهار المشترك بما يتفق والمصلحة المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين".
وتابعت: "منذ إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في 2012، شهدت العلاقات الثنائية نموا شاملا وسريعا ترسخت خلاله الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وتوسع التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة باطراد".
وأشارت إلى أن زيارة الرئيس الصيني إلى الإمارات العام الماضي قدمت دفعة قوية نحو تنمية العلاقات الإماراتية-الصينية، وتعميق الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية التي تجمع الشعبين الصديقين القائمة على التفاهم والمصالح المشتركة.
وقالت إن الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين الصديقين تتوج مسيرة حافلة بالعلاقات المتميزة التي تربط الشعبين، وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون المثمر على الصعيد الثقافي الذي يشكل قاعدة مهمة لتمتين علاقات الصداقة؛ إذ نتطلع إلى مزيد من الشراكات الفنية والإبداعية والثقافية التي تلبي طموحات قيادات بلدينا، وبما يحقق من تطلعات الشعبين ويخدم مصالحنا المشتركة.
وأكدت أن العلاقات الثقافية بين الإمارات والصين تتمتع بإمكانات ضخمة نعمل على استغلالها بالشكل الأمثل من خلال ترسيخ آليات التعاون الوثيق والإسراع في تنفيذ برامج عمل مشتركة في مجالات متعددة، مثل الموسيقى والمسرح والفن عبر تعزيز حضور المبدعين والفنانين الإماراتيين في أهم التظاهرات الثقافية الصينية، والأمر نفسه بالنسبة للفنانين الصينيين للمشاركة في الأحداث الثقافية الإماراتية المهمة.
aXA6IDMuMTQxLjcuMTY1IA==
جزيرة ام اند امز