خبراء بملتقى أبوظبي الاستراتيجي يرسمون خارطة الإنفاق العسكري العالمي
توترات متزايدة في العالم، تأكل مخزون الذخيرة بالدول الكبرى، وتحرك ترسانات تصنيع الأسلحة، لكنها تستنفد خزائن دول عدة بشكل متزايد.
وخلال اليوم الثاني من ملتقى أبوظبي الاستراتيجي العاشر، الثلاثاء، ناقشت إحدى الجلسات البوصلة العسكرية العالمية، وبالتحديد ظاهرة العسكرة في السياسات العالمية التي تشمل زيادة الإنفاق العسكري، والعودة إلى التحالفات الأمنية والعسكرية.
الجلسة التي شارك فيها عدد من الخبراء، ناقشت أيضا التهديدات الناجمة عن توظيف قدرات التكنولوجيا الفائقة والذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، وهو موضوع مرتبط بالتطور الهائل في هذه المجالات في الوقت الراهن.
وقال البروفيسور أنتوني كودزمان، خبير الاستراتيجية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، خلال الجلسة إنه "قياساً بحجم التجارة العالمية الذي بلغ 25 تريليون دولار، بلغ الحجم الإجمالي للإنفاق العسكري والدفاعي لدول العالم حوالي 2.240 تريليون دولار".
وتابع "مع ذلك، فإن البيانات المنشورة والمتداولة حول الإنفاق العسكري في العالم تبدو مذهلة، لكنها غير واقعية ولا تعكس ما يحدث في الواقع".
من جهته، قال العقيد بو زو الباحث في مركز الشؤون الاستراتيجية والأمنية الدولية بجامعة تسينغهوا في الصين إن "الولايات المتحدة تريد التركيز على منطقة المحيط الهادي، وهذا يدل على تقلص القوة الأمريكية، وليس من المصادفة أن هذا الاتجاه يتزامن مع تراجُع الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة".
بينما قال الدكتور تيموثي هيث الباحث في مجال الدفاع الدولي بمؤسسة راند إن معظم الصراعات في العالم اليوم عبارة عن حروب أهلية ذات طبيعة دولية، وهي مدفوعة جزئياً بالانقسام والتنافس في النظام الدولي.
وأضاف أنه "أدى تدخل القوى العظمى في الحروب الأهلية إلى إطالتها، وجعلها أكثر دموية".
وأشار إلى أن هذا النوع من النزاعات بات يتطلب أنواعاً معينة من الأسلحة، بخلاف الصراعات التقليدية بين الدول، وقال "لذلك نشهد مثلاً انتشاراً في استخدام الطائرات المسيرة في مثل هذا النوع من الحروب".
بدوره، رأى روبرت وول محرر تقرير التوازن العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن هناك ارتفاعا ملحوظا في الإنفاق الدفاعي حول العالم.
وقال إنه"غيَّرت الحرب الروسية اتجاهات الإنفاق الدفاعي في أوروبا تحديداً باتجاه مزيد من تخصيص الأموال على الجانب العسكري. كما نرى أيضاً زيادة واضحة في الإنفاق الدفاعي في قارة آسيا".
وأضاف: "من غير المحتمل أن نرى انخفاضاً في الإنفاق العسكري في القارتين خلال المدى القريب".
ويُنظِّم مركز الإمارات للسياسات، يومي الإثنين والثلاثاء، النسخة العاشرة من الملتقى، بمشاركة نخبة من صانعي السياسات والخبراء الاستراتيجيين والباحثين المتخصصين من أنحاء مختلفة من العالم.
ومن المقرر أن تشهد فعاليات الملتقى جلسات ومناقشات عدة، من الديناميات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إلى الحرب في غزة والتوافق العالمي لمواجهة تغير المناخ.
ويعد ملتقى أبوظبي الاستراتيجي أهمَّ منصة للحوار الاستراتيجي في دولة الإمارات والمنطقة، وقد صُنِّف في التقرير السنوي لمراكز التفكير الصادر عن جامعة بنسلفانيا الأمريكية، ضمن قائمة أفضل 10 مؤتمرات استراتيجية على مستوى العالم.