بمشاركة واسعة.. انطلاق ملتقى أبوظبي الاستراتيجي العاشر
بمشاركة عربية ودولية واسعة، انطلقت، اليوم الإثنين، النسخة العاشرة من ملتقى أبوظبي الاستراتيجي، في تجمع يبحث أجندة حافلة بتحولات جيوسياسية وجيواقتصادية.
واستُهل الملتقى الذي ينعقد على مدار يومين متتاليين، بكلمة ألقتها ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، لفتت فيها إلى أن تركيز الملتقى يتمحور حول اتجاهات المشهد الجيوسياسي العالمي الراهن، وما يكتنفه من تحولات ومتغيرات مؤثرة، سواء على صعيد الأمن، والعسكرة ونشر القوة، والتحالفات الجديدة، والتحديات غير التقليدية، وفي مقدمتها التغير المناخي، وتنامي التنافس بين القوى الكبرى، على المستوى الجيواقتصادي، وموارد الطاقة.
وأكدت الكتبي أن العالم أمام أزمة معقدة تتجاوز المحلي والإقليمي إلى الدولي، مشيرة إلى وجود طيف من القطبية الأحادية في عصر جديد تلعب فيه القوى المتوسطة وقوى ما دون الدولة دورا مؤثرا في تشكيل الوقائع.
تطرقت الكتبي إلى حرب غزة المتواصلة منذ السابع من الشهر الماضي، مؤكدة أن هذه الحرب لا تقل تأثيرا عن حرب أوكرانيا في أهمية طرح تساؤل حول إعادة ضبط الحقائق عن طبيعة التحول في النظام الدولي الناشئ، وخرائط اللاعبين وأولوياتهم الجديدة، والتحديات أمام منظومة القيم والمفاهيم الدولية وحقوق الإنسان، ومعايير الاستجابة للأزمات المفتوحة والمخاطر التي تواجهها مقولة خفض التصعيد.
ويشارك في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات، نخبة من صانعي السياسات والخبراء الاستراتيجيين والباحثين المتخصصين من أنحاء مختلفة من العالم.
وتنعقد النسخة العاشرة من الملتقى هذا العام، تحت عنوان "سياسة قديمة في عصر جديد"، ويتمحور تركيزها حول اتجاهات المشهد الجيوسياسي العالمي الراهن، وما يكتنفه من تحولات ومتغيرات مؤثرة، سواء على صعيد الأمن، والعسكرة ونشر القوة، والتحالفات الجديدة، والتحديات غير التقليدية، وفي مقدمتها التغير المناخي، وتنامي التنافس بين القوى الكبرى، على المستوى الجيواقتصادي، وموارد الطاقة.
يوم أول حافل
فعلى صعيد اليوم الأول، وكما كل عام، سيُخصص الملتقى جلسة لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث سيسلط فيها الضوء على الحدث المهم الذي تستضيفه الدولة، نهاية الشهر الجاري، وهو مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين (كوب 28).
وسيتناول المشاركون في هذه الجلسة، دور دبلوماسية الإمارات المناخية في تسهيل الحوار والتوافق حول القضايا المطروحة على أجندة المؤتمر.
وتحت عنوان "حرب غزة: المآلات الإقليمية والدولية"، تنعقد جلسة تتناول السيناريوهات المحتملة لحرب غزة، وتداعياتها على مستقبل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي ومسار التطبيع العربي-الإسرائيلي وموازين القوة الإقليمية، وتأثيراتها المحتملة أيضا على استراتيجية الولايات المتحدة تجاه المنطقة والاستقطاب بين القوى الكبرى.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشهد غزة حربا بين إسرائيل وحماس، إثر هجوم للأخيرة أوقع نحو 1400 قتيل إسرائيلي، فيما ردت تل أبيب بغارات مكثفة على القطاع المحاصر، أسفرت عن مقتل أكثر من 12 ألف شخص.
ومن غزة إلى الشرق الأوسط، تمتد جلسات اليوم الأول، حيث يبحث المشاركون الديناميات الجيوسياسية في الإقليم، ودورها في صياغة النظام الأمني الإقليمي، وتأثير التنافس الصيني- الأمريكي وصراع الممرات الاقتصادية في المنطقة، ومستقبل الاستقرار في دول الإقليم.
وإلى الحرب الروسية في أوكرانيا، تناقش جلسة أخرى فهم المشهد الاستراتيجي العالمي، وآفاق هذا الصراع وانعكاساته على تشكيل النظام العالمي وعلى التنافس بين الولايات المتحدة والصين، ونتائجه على ما يسمى ”عالم الجنوب“.
جلسات اليوم الثاني
أما اليوم الثاني والختامي، فسيكون المجتمعون على موعد مع ظاهرة العسكرة في السياسات العالمية، التي تشمل تنامي الإنفاق العسكري وقدرات نشر القوة، والعودة إلى التحالفات الأمنية/العسكرية، والتهديدات الناجمة عن توظيف قدرات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وفي جلسة تحت عنوان "مستقبل منطقة الخليج" يناقش المشاركون في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي العاشر دور تنامي أهمية دول الخليج في مجال الطاقة في تعزيز الثقل الجيوسياسي للمنطقة، وتحديات التنافس الصيني- الأمريكي، وآفاق العالقات بين دول الخليج العربية وإيران، واحتمالات نشوء نظام أمني في منطقة الخليج.
وفي ذات الجغرافيا، تفرض الطاقة في الشرق الأوسط نفسها على أجندة الملتقى الذي سيطرح أسئلة حول هذا الموضوع، من قبيل: كيف سيؤدي التحول في مجال الطاقة في الشرق الأوسط إلى إحداث تحول في المشهد الجيوسياسي الإقليمي؟.
اقتصاديا، سيكون للتنافس الجيواقتصادي العالمي، نصيب في مداولات المشاركين الذين سيناقشون ماهية الفاعلين الرئيسيين في تشكيل المشهد الجيواقتصادي العالمي، وتأثير الاتجاهات الناشئة، مثل التكامل الإقليمي والرقمنة وصراع الممرات الاقتصادية واللوجستية، في ديناميات هذا التنافس.
"الهند ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ: إعادة تشكيل البنية الإقليمية".. جلسة مهمة أخرى تتناول تزايد أهمية منطقة المحيطين الهندي والهادئ ضمن السياسات الدولية، وطبيعة الاستقطابات والتحالفات التي تجري في المنطقة، وتموضع الهند ضمن التنافس الصيني-الأمريكي في المنطقة.
القارة السمراء تحضر بقوة على طاولة المناقشات، خاصة في جلسة تستكشف طبيعة التحولات الجيوسياسية وتنافس القوى العالمية في أفريقيا، وتداعيات ظاهرة عودة الانقلابات العسكرية على مساري الديمقراطية والتنمية في القارة.