معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية يواصل فعالياته بمشاركة الآلاف

اختتمت فعاليات اليوم السادس من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025، باستقطاب الآلاف من الزوار الذين استمتعوا بالأنشطة والعروض والفعاليات التراثية المتميزة.
وجذب المعرض الزوار إلى أنشطته المتنوعة التي جمعت بين الثقافة، والتجارة، والترفيه، في تجربة متكاملة، والمستمر حتى السابع من سبتمبر/ أيلول الجاري، ليشكل وجهة مثالية للعائلات ومحبي التراث، خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ويمتاز المعرض بتنوعه الثقافي الذي يتجاوز حدود الكتب والمطبوعات، ليشمل عروضًا تفاعلية وتجارب بصرية غنية. ففي جناح هيئة أبوظبي للتراث، تعرف الزوار على جوانب من تاريخ الإمارات، فيما قدّم جناح "قصر الحصن" قصائد إماراتية مكتوبة على لوحات كبيرة، من بينها قصائد للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تناولت الصيد والصقارة، إلى جانب أعمال شعراء مثل ربيع بن ياقوت ومانع سعيد العتيبة.
كما شكّل المعرض فرصة ذهبية للتواصل بين المصنعين والموردين المحليين والدوليين، حيث تُعرض مجموعة واسعة من المنتجات، من الاستهلاكية اليومية إلى السيارات ومعدات الصيد.
أما الأطفال، فلهم نصيب كبير من المرح، إذ يتيح جناح "ماجد" التابع لشركة أبوظبي للإعلام فرصة محاكاة شخصيات المجلة الشهيرة، إلى جانب أنشطة الرسم وحمل الصقور، مما يجعل المعرض تجربة ترفيهية وتعليمية في آنٍ واحد.
فيما تضمنت فعاليات اليوم السادس سلسلة من العروض والفعاليات، من بينها ورشة توعوية متخصصة عقدتها شرطة أبوظبي في "منصة المعرفة" حول طب البرية والإسعافات الأولية الميدانية وتطعيمات السفر.
وقدّم المقدم الطبيب هود الشنقيطي من إدارة الخدمات الطبية بشرطة أبوظبي ورشة متخصصة في طب البرية، تناول فيها سبل تقديم الرعاية الصحية في المناطق النائية، مع التركيز على الإسعافات الأولية والوقاية أثناء الرحلات البرية والصيد والمغامرات. واستعرض خلالها أبرز الإصابات البيئية والمرتبطة بالفروسية والصيد، وأهمية تجهيز حقيبة إسعافات متكاملة، والتخطيط المسبق للسفر بما يشمل استشارة الطبيب والحصول على اللقاحات المناسبة. كما قدّم إرشادات عملية للتعامل مع الجروح والحساسية والأمراض التنفسية، مؤكدًا أن الوقاية هي الأساس للحفاظ على الصحة في البيئات القاسية.
وفي إطار جهود شرطة أبوظبي لمكافحة المخدرات وتعزيز الوعي المجتمعي، قدّم العقيد محمد سليم العامري ورشة توعوية تناولت خدمة "فرصة أمل" التي تتيح للمتعاطين أو أقاربهم التقدم بطلب علاج دون مساءلة قانونية، وفق المادة (89) من القانون الاتحادي، وتشمل الخدمة جانبًا توعويًا عبر مواد تثقيفية، وآخر علاجي عبر نموذج إلكتروني يُفعّل خلال ثماني ساعات. واختتمت الورشة بمنح المشاركين فرصة خصم النقاط المرورية السوداء وتوزيع جوائز لتحفيز التفاعل والاستفادة من المعلومات المقدمة.
وفي ختام الورشة، أتاحت شرطة أبوظبي للمشاركين فرصة الاستفادة من تخفيضات نقاط المرور السوداء ووزعت جوائز قيمة على من يجب على الأسئلة التفاعلية المطروحة بعد الجلسة، سعيا لتشجيع مشاركة الجمهور والاستفادة القصوى من المعلومات المقدمة.
كما استعرض أبرز وجهات سياحة الفروسية في نورماندي، مثل مزارع الخيول الراقية، ومراكز التدريب والأبحاث، والمسارات الطبيعية المخصصة لركوب الخيل، التي تجمع بين الجمال والاحترافية.
فيما واصلت منطقة "فعاليات أرينا للأنشطة المبتكرة" في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025 جذب الزوار من مختلف الأعمار، من خلال سلسلة من العروض الحيّة التي تجمع بين التراث الأصيل والتقنيات الحديثة، في مشهد تفاعلي نابض بالحيوية. إذ استمتع الجمهور بعرض محاكاة صيد الصقور والعرض المنغولي للصيد بالنسور، في تجربة تحاكي فنون الصيد التقليدية من مختلف الثقافات. فيما قدّمت فرقة شرطة أبوظبي الموسيقية عرضًا مميزًا وتلاه استعراض لافت لوحدة الهجانة التابعة لقوات البادية الملكية الأردنية، مما عكس عمق الروابط الثقافية بين الإمارات والأردن.
وشهد جدول الأرينا تنوعًا لافتًا، بعرض السلوقي العربي والخيول الفريزيان في استعراض يبرز جمال السلالات وتناسقها.
ومن أبرز الفعاليات التقنية، عُرضت سواري لتحليل صحة الخيل باستخدام الذكاء الاصطناعي، في خطوة تعكس تطور أدوات الرعاية البيطرية في عالم الفروسية، كما شهد المساء عروضًا مثيرة تشمل الطلق الحر، وترويض الخيل العربية، واستعراض الهجانة من شرطة أبوظبي، إلى جانب عرض خاص لوحدة الكلاب البوليسية (K9)، في مشهد يبرز كفاءة فرق الأمن وتفاعلها مع الجمهور.
واختتمت فعاليات اليوم السادس بعرض محاكاة صيد الصقور والعرض المنغولي مرة أخرى، ليكون مسك الختام ليوم حافل بالتشويق والمعرفة.
وتُعد منطقة الأرينا من أبرز محطات المعرض، حيث تتوفر للزوار فرصة فريدة للتفاعل المباشر مع التراث الإماراتي والعروض العالمية، في أجواء تجمع بين الترفيه والتعليم.
ومن خلال عروضه وفعالياته ومسابقاته المختلفة، يهدف معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية إلى الاحتفاء بالموروث الثقافي الإماراتي الأصيل، وتشجيع الأساليب المبتكرة للحفاظ عليه ونقله إلى الأجيال المقبلة، فضلاً عن تعزيز مكانة أبوظبي كمركز رائد لرياضة الصيد والفروسية وبناء الشراكات التجارية الجديدة وتشجيع الاستدامة البيئية.