"أبوظبي الاستراتيجي".. أدبيات ملهمة للسياسة الإماراتية
إشراقات تميز الإمارات عن محيطها، لكن يبقى أكثرها إلهاما للمنطقة أن أدبياتها السياسية لا تعترف بالصدفة.. "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي" أحد الشواهد.
كثيرة هي الإشراقات التي تميز الإمارات عن محيطها، لكن يبقى أكثرها إلهاما للمنطقة أن أدبياتها السياسية لا تعترف بالصدفة، ولا ترتهن لردود الأفعال بفضل حسها الاستراتيجي، الذي طبع إعلان اتحادها قبل أكثر من 4 عقود، ولا يزال يصونها من المزالق الإقليمية والدولية.
ومن شواهد هذا الحس "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي"، الذي سيفتتح نسخته الـ4 اليوم السبت، بمشاركة خبراء وصناع سياسات ومدراء مراكز تفكير من نحو 20 دولة، لاقتراح حلول لأزمات على وشك أن تزدرد المنطقة.
وترى إدارة الملتقى أنه"يسهم في تقديم أبوظبي عاصمة للملتقيات الاستراتيجية التي تستشرف المستقبل، وليس فقط عاصمة للمؤتمرات ذات الطبيعة الاستثمارية فقط".
وبناء على إرثه المتجسد في النسخ الثلاث الماضية -التي استضافت خبراء وصناع سياسات ورؤساء دول سابقين ومستشاري أمن قومي من أكثر من 40 دولة- سيتيح الملتقى فرصة لصانع القرار الإماراتي، وحتى العربي والدولي، لصد المخاطر.
وبالنسبة إلى د.ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، التي يعود لها تنظيم الملتقى، فإن مؤسستها حريصة على "تطوير قدراتها في مجال تحليل المخاطر السياسية، وبناء السيناريوهات، واقتراح الاستراتيجيات المُثلى، وتقديم التوقعات على المديات المختلفة، لخدمة صانع القرار في الدولة".
وبتتبع النسخ الثلاث الماضية نجد كيف استفاد صانع القرار الوطني من مداولاتها التي أفردت حيزا معتبرا، لما يصطلح عليه بجماعات الإسلام السياسي، على المستويين، السني والشيعي، كمهدد جدي للأمن القومي العربي.
ومن طهران إلى الدوحة.. نجد كيف استطاعت "القوة الناعمة" للإمارات -التي يهدف الملتقى إلى "تطويرها وتعميقها"- التصدي للخطط التوسعية الفارسية، و"أوهام القوة لدى قطر"، المرتبطتين عضويا، وستجدان حظهما من النقاش مجددا في الدورة الحالية.
وتفيد ديباجة الملتقى بأن "الخلاصات التي خرجت بها مداولات ونقاشات الأعوام الثلاثة الماضية تحولت إلى أوراق سياسات وتقدير موقف وتنبيه سياسي، خدمت أجندة دولة الإمارات وصناع القرار في أبوظبي".
ومن أهداف الدورة الـ4 "مأسسة نجاحات" الدورات الماضية، فضلا عن عرض لأحدث منهجيات التنبؤ بالأزمات والمخاطر السياسية، واستشراف التغيرات الإقليمية والدولية، إذ درج مركز الإمارات للسياسات، منذ تأسيسه، على استخدام التحليل الاستراتيجي المستند إلى برامج حاسوبية.
وخلال جلسات الملتقى- التي ستتابعها بوابة العين الإخبارية- سيوقع المركز مذكرة تعاون مع شركة إيسرتاس، وهي شركة أمريكية بارزة مختصة بتطوير برمجيات تحليل المخاطر السياسية وإصدار توقعات بشأنها.
يذكر أن برمجيات التحليل الاستراتيجي تستخدمها مؤسسات صنع السياسات ومراكز التفكير في الدول الكبرى، لا سيما الولايات المتحدة، وسيكون مركز الإمارات للسياسات أول مؤسسة بحثية تطبق مثل هذه المنهجيات والبرمجيات في المنطقة.
وبحضور نخبة من الخبراء والسياسين من مختلف أنحاء العالم ستناقش النسخة الـ4 عناوين مثل "تفكيك شيفرة إيران"، "السياسات الأمريكية في الخليج: قيادة مضطربة"، "آسيا: العودة إلى المستقبل (الصين، اليابان، الهند)"، "روسيا: رؤية متقادمة لعالم متجدد" و"مستقبل الإسلام السياسي".
وعلى الرغم من أن الملتقى أصبح واحدا من أهم المنتديات الاستراتيجية في العالم، إلا أن إدارته تطمح لجعله "علامة مسجلة لأبوظبي، يتنافس كبار الخبراء وصناع السياسات على حضوره".