حصاد "أبوظبي للاستدامة".. الإمارات ترشد العالم نحو "التعافي الأخضر"
رغم تحديات الموجة الثانية لكورونا، فإن أسبوع أبوظبي للاستدامة منح آمالا لقطاع الطاقة العالمي وسط الكثير من التخوفات.
وانطلقت يوم الإثنين (18 يناير/كانون الثاني الجاري)، فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة (المنصة العالمية المعنية بتسريع وتيرة التنمية المستدامة)، والذي تستضيفه شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، حتى الخميس (21 يناير/كانون الثاني) الجاري.
وتضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة 2021، سلسلة من الفعاليات الافتراضية رفيعة المستوى، أبرزها قمة أسبوع أبوظبي لطاقة المستقبل والتي ضمت أكثر من 70 متحدثا رفيع المستوى من مختلف أنحاء العالم، وملتقي أبوظبي للتمويل المستدام.
وركَز أسبوع أبوظبي للاستدامة على استكشاف الفرص المتاحة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والتكنولوجي من أجل تحقيق "التعافي الأخضر" في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد-19.
وإلى جانب تأثيرها المباشر على القطاع الصحي، فإن جائحة كوفيد-19 ألحقت خسائر فادحة بالاقتصاد العالمي، حيث يقدر صندوق النقد الدولي الخسائر المتوقعة جراء فيروس كورونا بـ28 تريليون دولار من الناتج الإجمالي.
كما كشف تقرير للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) أن الحكومات يمكنها مواءمة جهودها لتحقيق التعافي مع متطلبات التنمية المستدامة. وقدّرت الوكالة أن مضاعفة استثمارات التحول العالمي للطاقة السنوية إلى 2 تريليون دولار أمريكي على مدى السنوات الثلاث المقبلة سيعزز الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 1%.
اليوم الأول: العالم يدعو لـ"الطاقة الخضراء"
في مستهل فعاليات الأسبوع، قال الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي، إن تحقيق التعافي الأخضر يعتمد على تضافر جهود المجتمع وفئاته.
وأكد في كلمته خلال مشاركته في منتدى شباب من أجل الاستدامة المقام – افتراضياً - على هامش فعاليات اليوم الأول من أسبوع أبوظبي للاستدامة أن تحقيق التعافي الأخضر الذي يضمن النمو الاقتصادي بآلية صديقة للبيئة يعتمد على تضافر جهود كافة مكونات المجتمع وفئاته، وبالأخص فئة الشباب التي تمثل المحور والدافع الأهم لتحقيق الاستدامة.
شراكة بين "مصدر" و"طاقة"
وعلى صعيد الاتفاقات، أعلنت شركة "مصدر"، يوم الإثنين الماضي، توقيع اتفاقية مع شركة "طاقة" لتكون "شريكا عن قطاع الطاقة" لأسبوع أبوظبي للاستدامة.
والتزمت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة" بموجب الاتفاق توفير وسائل الدعم لفعاليات ومبادرات أسبوع أبوظبي للاستدامة.
وشمل اليوم الأول انطلاق أعمال الجمعية العامة الـ11 للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" والتي عقدت افتراضيا عبر تقنية الاتصال المرئي، بهدف رسم مسار عام كامل من الالتزامات الدولية للتنمية منخفضة الكربون.
وأكد المشاركون في فعاليات اليوم الأول لأسبوع أبوظبي للاستدامة، أن الاعتماد على الطاقة المتجددة أصبح أمرًا ضروريًا للحد من الانبعاثات.
كما أكدت الإمارات ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق الدولي لدعم تحول الطاقة وزيادة حصص الطاقة المتجددة عالميا للمساهمة في تعزيز حماية البيئة.
كما طالب مشاركون المجتمع الدولي بالتركيز أكثر على الطاقة الخضراء، والسعي لتقليل انبعاثات الكربون.
وقال عبدالحسين ميرزا، رئيس هيئة الطاقة المستدامة البحريني، إن قيادة مملكة البحرين تنظر بأهمية للطاقة النظيفة ولدينا استراتيجية للطاقة المتجددة.
وأضاف، في جلسة ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، أن بلادنا تدرك أن الاعتماد على الطاقة المتجددة أصبح أمرًا ضروريًا للقضاء على الانبعاثات الكربونية.
مبادرة "مصدر"
كما أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، مشاركتها بمبادرة تهدف للمساهمة بتطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر بأبوظبي.
وبذلك تنضم شركة مصدر، التي تعد إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، إلى دائرة الطاقة في أبوظبي، وشركة الاتحاد للطيران، ومجموعة "لوفتهانزا"، وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، وشركة "سيمنز" للطاقة، وشركة "ماروبيني".
وتهدف المبادرة إلى تأسيس مشروع محطة تجريبية في مدينة مصدر، المدينة المستدامة الرائدة في أبوظبي، لاستكشاف فرص تطوير الهيدروجين الأخضر والوقود المستدام وإنتاج الكيروسين من الكهرباء لأغراض النقل والشحن والطيران.
توسعات "مصدر" في بولندا
استحوذت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، وصندوق "تاليري سولار ويند"، الذي يستثمر في أصول مشاريع الرياح والطاقة الشمسية، على حصص بنسبة 50 % لكل منهما في محطتي طاقة رياح في بولندا.
وتقع محطة "ملاوا" لطاقة الرياح التي تبلغ قدرتها 37.4 ميجاوات في محافظة "مازوفيتسكي" شمال بولندا، فيما تقع محطة "كراجيو" لطاقة الرياح بقدرة 14 ميجاوات في محافظة "بودلاسكي" في الشمال الشرقي. وقد بدأت أعمال تشييد كلتا المحطتين في الربع الثاني من هذا العام ومن المتوقع أن يكتمل المشروعان بنهاية عام 2021.
إعلان أبوظبي للتمويل المستدام
وقعت 41 جهة حكومية ومؤسسة رائدة "إعلان أبوظبي للتمويل المستدام" منذ إطلاقه في 2019، ضمن الجهود المستمرة لإرساء أسس التمويل المستدام.
ويعكس تزايد الجهات المنضمة للإعلان، جهود دولة الإمارات في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وذلك بحسب سوق أبوظبي العالمي.
اليوم الثاني: محمد بن زايد يستعرض رؤية الإمارات
أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، أن أسبوع أبوظبي للاستدامة يرسخ رؤية الإمارات بشأن التعاون مع المجتمع الدولي.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، إن استضافة أسبوع أبوظبي للاستدامة - في أول حدث نفتتح به عام 2021 - ترسخ رؤية الإمارات بشأن التعاون مع المجتمع الدولي لمواجهة التحديات العالمية الملحة كقضية التغير المناخي والعمل على تحقيق التعافي الشامل لمرحلة ما بعد "كورونا" ودفع أجندة التنمية المستدامة لخير الإنسانية وتقدمها.
وأكد أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة أن اعتماد تقنيات الطاقة المتجددة هو الخيار الأمثل لتطبيق استراتيجيات إزالة الكربون كما أنه يشكل أيضا خيار منطقي من الناحية الاقتصادية فضلا عن كونه يوفر الكثير من فرص العمل.
وقال: إننا بحاجة إلى ضمان الوصول الشامل إلى الطاقة المستدامة بحلول عام 2030 وبناء تحالف عالمي لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وأشار إلى الدور الرائد الذي تقوم به الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، وأننا نعتمد على قدرات الوكالة في إجراء الأبحاث والتحاليل ونطاقها العالمي الواسع للمساعدة في تسريع وتيرة التحول العادل لقطاع الطاقة حول العالم.
الإمارات وجهود التنمية المستدامة
وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، إن جائحة "كوفيد-19" كانت بمثابة جرس إنذار للإنسانية ككل، كما أنها كرّست أهمية الاستدامة بمفهومها الأوسع.
وأكد الدكتور سلطان الجابر رئيس مجلس إدارة شركة "مصدر" ، التزام دولة الإمارات بجهود التنمية المستدامة العالمية بعد جائحة "كوفيد-19"، وذلك خلال كلمة ألقاها في افتتاح فعاليات قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة التي أقيمت افتراضياً هذا العام.
وقال أظهرت الجائحة مدى الترابط الوثيق بين الصحة والغذاء وأمن الموارد في العالم، فقد واجهت سلاسل التوريد العالمية صعوبات غير مسبوقة، وأظهرت مواطن ضعف لم نكن على دراية بها .
وأضاف: "كانت تلك المرحلة مليئة بالتحديات، ودفعتنا إلى التركيز على الأمور الأساسية والمهمة حقاً، وساهمت هذه الظروف في إظهار المرونة التي يمكن أن تتحلى بها البشرية".
وأكد المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي "أن قيادتنا الرشيدة واجهت "كوفيد - 19" بالتركيز على تعزيز أمن الموارد ودعم سلاسل التوريد الحيوية، وأتاح لنا هذا التوجه، إجراء اختبارات "كوفيد" متكررة لكل شخص في الدولة".
الإمارات ثاني أكبر منتج للمياه المحلاة عالميا
أكد المهندس عويضة مرشد علي المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، أن الإمارات هي ثاني أكبر منتج للمياه المحلاة على مستوى العالم بعد السعودية، حيث تنتج نحو 14% من إجمالي المياه المحلاة في العالم تمثل تقريباً جميع المياه الصالحة للشرب فيها.
جائزة زايد للاستدامة
جددت جائزة زايد للاستدامة التزامها بتعزيز سجل إنجازاتها في مجال الاستدامة والعمل الإنساني مستلهمة من القيم والمبادئ النبيلة التي أرساها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه".
وخلال مسيرتها الحافلة بدعم التميز على مدى أكثر من 10 سنوات، كرمت الجائزة 86 من رواد الاستدامة الذين ساهمت حلولهم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في إحداث تأثير ملموس في حياة أكثر من 352 شخصا حول العالم.
اليوم الثالث: مستقبل "الهيدروجين"
قال سهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، خلال فعاليات اليوم الثالث من أسبوع أبوظبي للاستدامة، إن جميع توقعات الطاقة العالمية المستقبلية تستشرف نمواً في الطلب على النفط والغاز.
وأضاف المزروعي: لذلك نستهدف السعي نحو طاقة نظيفة ومتجددة، بالاعتماد على الابتكارات والتكنولوجيا المرتبطة بهذا القطاع الحيوي، وأن الهدف الأساسي يتمثل في زيادة خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري خلال الفترة الانتقالية.
وقال "إننا في الإمارات نسعى لتخفيض البصمة الكربونية من خلال تنفيذ استراتيجية الطاقة 2050 والتي تستهدف خفض ثاني أكسيد الكربون في الإمارات بواقع 70%، ولذلك من الضروري أن يضمن هذا التحول أيضًا الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية المستمرة والمتنامية لكل سكان العالم، ونحن ندعم بقوة هذا التوجه".
شراكة تدعم أول صندوق عقاري أخضر بالإمارات
وقعت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، في اليوم الثالث لأسبوع أبوظبي للاستدامة الموافق الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني، اتفاقية شراكة مع شركة الإمارات دبي الوطني لإدارة الأصول.
وتهدف اتفاقية الشراكة إلى توفير خدمات إدارة الاستثمارات لصندوق "مصدر" للاستثمار العقاري الأخضر الأول من نوعه في الإمارات.
كما تهدف هذه الشراكة إلى الاستفادة المتبادلة من الخبرات الواسعة لكل من "مصدر لإدارة رؤوس الأموال"، وهي شركة إدارة صناديق مالية تم تأسيسها مؤخرا وحاصلة على موافقة سلطة تنظيم الخدمات المالية، وشركة الإمارات دبي الوطني لإدارة الأصول في مجال العقارات المستدامة وإدارة الصناديق.
ومن شأن صندوق مصدر للاستثمار العقاري الأخضر المساهمة في استقطاب المزيد من الأصول العقارية المستدامة إلى السوق، وذلك من خلال توفير تمويل مؤسسي لدعم خطط التوسع المستقبلية في مدينة مصدر وما تتضمنه من تطوير عقارات مستدامة جديدة.
9 مليارات درهم
وخلال فعاليات اليوم الثالث كشف المهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، أن استثمارات أبوظبي في الطاقة المتجددة بلغت أكثر من 9 مليارات درهم.
فرص واعدة بين الإمارات وأمريكا
أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبو ظبي الوطنية "أدنوك" ومجموعة شركاتها، على قوة العلاقات الثنائية الاستراتيجية التي تربط بين الإمارات وأمريكا.
وقال الجابر، خلال جلسة تفاعلية مع آموس هوشتاين، المبعوث الأمريكي الخاص والمنسق السابق لشؤون الطاقة الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية، إن دولة الإمارات والولايات المتحدة تربطهما علاقات متينة تقوم على المبادئ والقيم المشتركة والمصالح الاستراتيجية، معرباً عن تفاؤله بشأن تعزيز العلاقات التجارية في مختلف القطاعات.
وأشار إلى تطلع الإمارات للعمل عن قرب مع الولايات المتحدة الأمريكية بهدف توحيد الجهود العالمية للتصدي لتداعيات تغير المناخ وتسريع التعافي الاقتصادي في مرحلة ما بعد كوفيد.
اليوم الأخير: مهمات استكشافية
أعلنت شركة "مصدر" الإماراتية ومجموعة "جيزوبا تشاينا" عن توقيعهما مذكرة تفاهم لبحث فرص التعاون في مشاريع طاقة متجددة حول العالم.
وقد جرى توقيع الاتفاقية ضمن مراسم افتراضية أقيمت اليوم على هامش فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2021، الذي يعقد افتراضياً في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وخلال فعاليات اليوم الرابع والأخير، وقعت شركة "مصدر" الإماراتية و"أي دي اف رينوبلز"، اتفاقية استراتيجية لاستكشاف الفرص المتاحة ضمن قطاع الطاقة المتجددة في إسرائيل.
وتهدف الاتفاقية بين "مصدر" و "أي دي اف رينوبلز" إلى المساهمة في دعم تحقيق الأهداف المتعلقة بالطاقة النظيفة.
وبموجب الاتفاقية، سوف تتعاون "مصدر" و"أي دي اف رينوبلز-إسرائيل" التي تأسست عام 2010، في مشاريع طاقة متجددة قائمة أو قيد التطوير، إلى جانب العمل على استكشاف إمكانية المشاركة معاً في برامج جديدة كانت قد أعلنت عنها الحكومة الإسرائيلية.
وتستهدف إسرائيل توليد 30% من حاجتها من الطاقة عبر مصادر متجددة بحلول عام 2030، بزيادة ملحوظة عن هدفها السابق البالغ 17%، حيث تتطلع إلى التخلص من استخدام الفحم. ويتطلب تحقيق الهدف الجديد توليد 15 جيجاوات إضافية من الطاقة الشمسية خلال المدة المحددة.
aXA6IDE4LjE5MS4yNy43OCA= جزيرة ام اند امز