أسبوع أبوظبي للاستدامة وانتشال الفقراء من أنياب الفيروس.. أجندة طموحة
سيكون ملف الفقر حاضرا بقوة في أسبوع أبوظبي للاستدامة المنعقد اعتبارا من 18 يناير/ كانون ثاني، مع ظهور مؤشرات سلبية خلال جائحة كورونا
وبحسب مجموعة البنك الدولي، فإن العالم الآن ولأول مرة خلال جيل واحد، تواجه جهود إنهاء الفقر أسوأ انتكاسة لها على الإطلاق، بسبب التبعات السلبية لتفشي جائحة كورونا في مختلف دول العالم.
ومن المتوقع أن ترتفع معدلات الفقر المدقع خلال الجائحة لأول مرة منذ أكثر من 20 عاماً، حيث أدت الاضطرابات الناشئة عن (كوفيد-19) إلى تفاقم قوى الصراع وتغير المناخ، التي كانت تُبطئ من وتيرة التقدم المحرز في جهود الحد من الفقر.
- "أبوظبي للاستدامة" 2021.. خطوات عملية لتنمية مستقرة
- أسبوع أبوظبي للاستدامة.. منصة عالمية لصياغة عالم آمن
وانخفض معدل الفقر المدقع في العالم من 10.1% في عام 2015 إلى 9.2% في عام 2017؛ ويعادل ذلك نحو 689 مليون شخص يعيشون على أقل من 1.90 دولار للفرد في اليوم.
وباستخدام خطوط الفقر الأعلى، كان 24.1% من سكان العالم يعيشون على أقل من 3.20 دولارات للفرد في اليوم و43.6% على أقل من 5.50 دولارات للفرد في اليوم في عام 2017.
وفي عام 2018، كان أربعة من كل خمسة أشخاص دون خط الفقر الدولي يعيشون في مناطق ريفية.
الأطفال والنساء
ويشكل الأطفال نصف الفقراء، أما النساء فيمثلن أغلبية الفقراء في معظم المناطق وفي بعض الفئات العمري؛ فيما لم يحصل 70% من فقراء العالم في سن 15 عاما وأكبر، على أي تعليم مدرسي، أو حصلوا فقط على قدر محدود من التعليم الأساسي.
في المقابل، يعيش ما يقرب من نصف الفقراء في أفريقيا جنوب الصحراء في خمسة بلدان فقط، هي: نيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وتنزانيا وإثيوبيا ومدغشقر.
ويعيش أكثر من 40% من فقراء العالم في اقتصادات متأثرة بالهشاشة والصراع والعنف، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 67% في العقد المقبل؛ وتضم هذه الاقتصادات 10% فقط من سكان العالم.
وبحسب البنك الدولي، يعيش نحو 123 مليونا من فقراء العالم في مناطق شديدة التعرض لخطر الفيضانات. ولكن العديد من الناس الذين بالكاد نجوا من الفقر المدقع قد يسقطون في براثنه مرة أخرى نتيجة لاقتران تفشي فيروس كورونا بالصراع وتغير المناخ.
عام الفيروس
ووفق "توقعات 2020 "عام الفيروس" تتضمن تأثيرات جائحة كورونا، إلى أن ما يتراوح بين 88 مليونا و115 مليون شخص سيسقطون في براثن الفقر المدقع، ليصل مجموعهم إلى ما بين 703 ملايين و 729 مليون شخص.
وتذهب التقديرات الجديدة إلى أن تغير المناخ سيدفع ما بين 68 مليونا و135 مليون شخص إلى براثن الفقر بحلول عام 2030؛ ويمثل تغير المناخ تهديدا خطيرا بشكل خاص في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا - حيث يتركز معظم فقراء العالم.
وفي عدد من البلدان، تعيش نسبة كبيرة من الفقراء في مناطق متأثرة بالصراعات وتواجه خطر الفيضانات - مثل نيبال والكاميرون وليبريا وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وقد تسببت جائحة كورونا، وهي أحدث المخاطر المباشرة التي تهدد جهود الحد من الفقر، في كارثة اقتصادية عالمية لا تزال تأثيراتها السلبية آخذة في الانتشار.
وما لم تتخذ بلدان العالم تدابير مناسبة للتصدي لها، فإن التأثيرات التراكمية لهذه الجائحة وتداعياتها الاقتصادية، والصراعات المسلحة، وتغير المناخ، ستتمخَّض عنها تكاليف بشرية واقتصادية هائلة لفترة طويلة في المستقبل.
وتشير أحدث البحوث إلى أن نيران تأثيرات الأزمة الحالية ستطال بالتأكيد معظم البلدان حتى عام 2030. وفي ظل هذه الظروف، أصبح هدف خفض معدل الفقر المطلق العالمي إلى أقل من 3% بحلول عام 2030، والذي كان بالفعل في خطر قبل الأزمة، أمرا بعيد المنال الآن.
aXA6IDMuMTUuMTQ1LjUwIA==
جزيرة ام اند امز