ماكرون وزوجته في حضرة رمسيس الثاني ونفرتاري
معبد أبوسمبل يمثل النقطة المركزية في مشروع إنقاذ آثار النوبة، حيث استغرق مشروع إنقاذه 4 سنوات خلال الفترة ما بين 1964 و1968
استهل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته إلى مصر، الأحد، التي تستغرق 3 أيام، بجولة في معبد أبوسمبل الذي يبعد 290 كيلومترا جنوب محافظة أسوان، بصحبة زوجته برجيت ماكرون، في إطار الاحتفال بمرور 50 عاما على نقل المعبد إلى مقره الجديد.
وتأتي زيارة ماكرون لمصر، والتي تعد الأولى من نوعها منذ توليه الرئاسة عام 2017، وسط انطلاق فعاليات العام الثقافي الفرنسي المصري المقرر في 2019، بمناسبة مرور 150 عاما على افتتاح قناة السويس، لتعكس عمق الروابط الثقافية والحضارية المشتركة بين البلدين.
وبدأ العمل في معبد أبوسمبل عام 1244 ق.م، واستمر العمل به 21 عاما، حتى عام 1223 ق.م، وقام ببنائه الملك رمسيس الثاني لزوجته ومحبوبته الملكة نفرتاري، وكان مخصصا لعبادة الإله "آمون"، وقد تم اكتشاف المعبد عام 1813م، على يد المستشرق السويسري "جي أل بورخاردت" الذي أبلغ العالم الأثري الإيطالي "جيوفاني بيلونزي" باكتشافه المعبد، وكان حينذاك مدفونا تحت مئات من أطنان الرمال، فعادوا مرة أخرى عام 1817م، واستطاعوا دخوله بعد إزالة الرمال.
وكان المعبد يمثل النقطة المركزية في مشروع إنقاذ آثار النوبة، حيث استغرق مشروع إنقاذه 4 سنوات خلال الفترة ما بين 1964و1968، بعد البدء في بناء السد العالي عام 1960.
وفي أبريل/نيسان عام 1959 أرسل وزير الثقافة المصري الأسبق ثروت عكاشة رسالة رسمية يطلب اشتراك اليونسكو في عملية إنقاذ آثار النوبة، وفي أبريل/نيسان 1960 وجهت اليونسكو نداء دوليا تحث فيه الهيئات العلمية والثقافية والحكومية في دول العالم على المساهمة في تنفيذ المشروع.
وتضمن مشروع إنقاذ أبوسمبل إقامة سد مؤقت عازل بين ماء بحيرة ناصر والمعبد، طوله 375 مترا، وارتفاعه 27 مترا، وشيد من الحديد، ودعم بالصخور والرمال، وكان يهدف إلى حماية المعبد من المياه.
واشتركت 50 دولة إلى جانب مصرفي المشروع، وقدمت عدة مشروعات لإنقاذ المعبد كان أفضلها المشروع السويدي الذي يقضي بنشر أجزاء المعبد إلى قطع يمكن نقلها إلى مكان يبعد عن البحيرة بمقدار 210 أمتار، ويرتفع عن مكانها الأصلي 65 مترا، وبتكلفة 40 مليون جنيه، وتم الاحتفال الرسمي بنقل المعبد في سبتمبر/أيلول 1968.
ولعبت باحثة المصريات الفرنسية "كريستيان ديروش نوبلكو"، بالإضافة إلى وزير الثقافة المصري الأسبق الدكتور ثروت عكاشة، دورا كبيرا في حشد العالم لإنقاذ آثار النوبة، حيث نجحت في إقناع اليونسكو بالمساهمة العلمية والفنية، وفي الوقت نفسه قامت بتأسيس صندوق لتلقي المساهمات الدولية تحت اسم "صندوق إنقاذ آثار النوبة".