ناشطة إيرانية لـ"العين الإخبارية": إضراب الشاحنات يتمدد بوجه الملالي
إضراب الشاحنات يتواصل لليوم السادس على التوالي في إيران وسط قلق حكومي من اتساع رقعة الاحتجاجات.
يتواصل إضراب سائقي الشاحنات في إيران لليوم السادس على التوالي، للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية المتردية جراء سياسات نظام الملالي، واحتجاجا على رفع رسوم عبور الطرق، إضافة إلى تدني قيمة النقل، وغلاء قطع الغيار اللازمة لمركباتهم، وذلك امتداد على نحو 224 مدينة إيرانية، و31 محافظة أبرزها: تبريز، بوشهر، والعاصمة طهران، ومشهد، إضافة إلى زاهدان وكرمانشاه.
وأشار نشطاء إيرانيون على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، أن سائقين غاضبين في إقليم الأحواز الواقع جنوبي البلاد، قد أغلقوا اليوم الأحد، طريقا رئيسيا يربط بين مدن الأحواز والسوس، في الوقت الذي تراصت شاحنات ضخمة على جانبي الطرقات للتعبير عن الاحتجاج.
ولفت كريم الدحيمي الناشط الأحوازي في تغريدة على موقع تويتر، أن سائقين أحوازيين أغلقوا بشاحناتهم الطريق الواصل بين مدن معشور والأحواز العاصمة، لمنع مرور شاحنات أحجمت عن الالتحاق بالإضراب المندلع في شتى أنحاء البلاد، في الوقت الذي تضامن كل من عمال شركات نفطية، إضافة إلى رواد التواصل الاجتماعي عبر هاشتاق "اعتصام کامیونداران"، أو "إضراب سائقي الشاحنات"، منددين بتفاقم أزمات البلاد في الوقت الذي ينشغل فيه النظام الإيراني بمغامراته العسكرية في كل من سوريا والعراق واليمن وغيرها. مع مطالب المحتجين.
وأشار النشطاء إلى محاولات مليشيات الحرس الثوري فض الإضراب بالقوة من خلال الانتشار الأمني الكثيف على الطرقات السريعة، إلى جانب إرسال شاحنات لإمداد محطات الوقود، بعد تفاقم أزمة نقص المواد البترولية في بعض المدن الإيرانية على مدار اليومين الماضيين؛ فيما تسود حالة من الشلل التام على أغلب الطرق السريعة، خاصة بعد انضمام سائقي الحافلات إلى إضراب الشاحنات.
وفي السياق ذاته، أظهرت تصريحات أدلى بها مسؤولون إيرانيون، اليوم الأحد، مخاوف نظام الملالي من اتساع رقعة الاحتجاجات على إثر التذمر الشعبي في البلاد، حيث هدد محسن إيجئي المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران باستخدام القوة ضد ما وصفها بـ"الاضطرابات" التي يمكن أن تستغلها الولايات المتحدة، على حد قوله.
واعتبر إيجئي في تصريحات صحفية، نقلتها وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، أن كل حركة أو تيار يهدد أمن البلاد سيواجه بحزم من قبل قوات الأمن الإيرانية، داعيا في نبرة تهديد، كلا من الأسر والعائلات الإيرانية إلى منع أبنائهم من المشاركة في الاحتجاجات ضد نظام الملالي.
وحذر هدايت الله خادمي، أحد أعضاء لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني، من اتساع نطاق احتجاجات الشاحنات وانضمام وسائل نقل أخرى إليهم، داعيا حكومة طهران إلى التحرك جديا إزاء حل تلك المشكلات المتفاقمة.
ولفت خادمي، في مقابلة مع موقع "رويداد 24" الإيراني، أن مرور الوقت دون حل تلك الأزمات العالقة، سيزيد من حدة المشكلات الاقتصادية، والاجتماعية، مؤكدا في الوقت نفسه أن نظام الملالي بات في معرض الخطر أيضا؛ فيما اعترف عباس آخوندي وزير الطرق والعمران الإيراني بأزمة سائقي الشاحنات في البلاد، معلنا تشكيل لجنة حكومية عاجلة لبحث الأمر، وذلك خشية اتساع رقعة الاحتجاجات، بحسب نشطاء.
وأكدت شيماء سيلاوي الناشطة الأحوازية، أن الإضراب اندلع في نطاق مدن مركزية أبرزها أصفهان منذ 5 أيام، في ظل الأوضاع المعيشية المتردية، التي تفاقمت حدتها على إثر أزمة سوق العملات الأجنبية، وتهاوي قيمة العملة المحلية.
وأشارت سيلاوي في اتصال هاتفي مع "العين الإخبارية"، إلى انضمام مدن أخرى إلى الإضراب مثل بعض المدن في الأحواز ذات الأغلبية العربية جنوب البلاد، مشددة على أن هناك أزمة وقود داخل أغلب المدن الإيرانية مثل شيراز، إلى حد أن الكميات المسموحة بالحصول عليها لإمداد السيارات تصل إلى 20 لترا من السولار فقط، على حد قولها.
ولفتت الناشطة الأحوازية إلى أن قوات الأمن الإيرانية تحاول بشتى السبل اختراق هذا الإضراب المنتشر على نطاق واسع داخل البلاد، مشددة على أن هناك شرائح أخرى باتت تتضامن معه في ظل تردي أوضاع المواطنين، وسط عجز حكومي.