الاحتجاجات ضد ملالي إيران تصل القطارات: "الموت للديكتاتور"
المترو والقطارات وسيلة الإيرانيين الجديدة للاحتجاج ضد نظام الملالي في ظل تردي الأوضاع.
يتسع الحراك الشعبي ضد نظام الملالي في إيران، بصورة مستمرة، فبعد أن بدأ بمدينة مشهد التاريخية وامتد لأكثر من 100 مدينة بإيران في مطلع يناير/ كانون الثاني، بات يتخذ أشكالا جديدة شملت القطارات والمترو، كوسيلة للتعبير عن الغضب من تردي الأوضاع المعيشية وتفاقم الأزمات الاجتماعية، والاقتصادية، إضافة إلى تزايد وتيرة القمع الممهنج من السلطات الإيرانية تجاه المحتجين.
مغامرات النظام الإيراني تدفعه للهاوية
الاحتجاجات جاءت بمثابة رد على مغامرات النظام الإيراني الخارجية وتدخلاته في شؤون دول المنطقة، وسط تفشي الفساد، وإنفاقه على مغامراته التوسعية عن طريق دعم المليشيات الإرهابية في سوريا واليمن ولبنان وغيرها.
وشهد خط المترو الرابط بين طهران ومدينة كرج (غرب طهران)، أحد أهم خطوط المترو في العاصمة الإيرانية، احتجاجات مناهضة للنظام، الأربعاء، بسبب تفاقم أزمات البلاد، وتدهور قيمة العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها أمام الدولار الذي تخطى عتبة الـ 7000 تومان.
ونقلت صحيفة كيهان اللندنية، عن شهود عيان، أن تلك الاحتجاجات امتدت إلى محطة مترو حي آريا شهر المعروف بـ"صادقية" في طهران، مشيرة إلى أن قوات الأمن الداخلي انتشرت بكثافة في الشوارع المحيطة للتصدي للمحتجين الذي رددوا شعارات مناهضة لأبرز مسؤولين نظام الملالي وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي.
"الموت للديكتاتور" يعود في المترو
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر هتاف محتجين بشعارات "الموت للديكتاتور" في مترو طهران، والتي تعد أحد أبرز الشعارات التي رددها المتظاهرون في الاحتجاجات العارمة التي اندلعت مطلع يناير/كانون الثاني في أكثر من 100 مدينة إيرانية.
تخبط المسؤولين يكشف الاحتجاجات
واعترفت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، الخميس، نقلا عن مدير العلاقات العامة في شركة المترو بتوقف أحد الخطوط عن العمل بدعوى أن هناك خللا فنيا اعترى حركة التقاطر، ما أدى إلى تكدس الركاب والازدحام، في الوقت الذي أشارت إلى أن السلطات الإيرانية اعتقلت عددا من المواطنين المحتجين.
وأشارت صحيفة "كيهان" إلى أن ارتباكا ساد المسؤولين الإيرانيين بعد هتاف المحتجين ضد النظام، وهو الأمر الذي كشفت عنه تصريحاتهم المتناقضة حول تعطل حركة القطارات لتبرير هذا الأمر، لافتة أن رقعة الاحتجاجات والتذمر الشعبي الذي وصل إلى الأعناق قد امتدت إلى القطارات والسكك الحديدة مؤخرا.
وفي السياق ذاته، أقدم عمال غاضبون في مدينة آراك الواقعة وسط إيران، الإثنين الماضي، على إغلاق خط سكة حديدية تربط شمال البلاد بجنوبها، احتجاجا على تأخر رواتبهم لمدة وصلت إلى 10 أشهر، وهو الأمر الذي بات معتادا في إيران مؤخرا، وسط عجز حكومي.
واعترفت وكالة أنباء “إيلنا” العمالية باحتجاج المئات من العمال في شركة هيبكو المختصة في صناعة آلات البناء في إيران، مشيرة إلى اعتراضهم مسار القطارات، بسبب عدم دفع الحكومة الإيرانية رواتبهم المتأخرة، لا سيما أن السلطات قامت بنقل شركة هيبكو إلى القطاع الخاص في أبريل/نيسان عام 2007، الأمر الذي أدى إلى مشكلات مالية كبيرة على مدار السنوات الأخيرة.
وسبق أن تداول نشطاء إيرانيون على وسائل التواصل الاجتماعي، في فبراير/شباط الماضي، مقطعا مصورا لشاب يهتف بإحدى عربات مترو طهران "الموت لخامنئي" بالتزامن من احتفالات النظام بالذكرى الـ39 لثورة الملالي، قبل أن يعتدي عليه أحد الأشخاص.
وتولى نشطاء على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" مهمة كشف هوية المعتدي على الشاب الإيراني، وبحسب الفيديو المتداول، ظهر الشاب الإيراني يهتف: "الموت لخامنئي، الموت للديكتاتور"، داعيًا الركاب إلى التفاعل معه للاحتجاج على سياسات المرشد الإيراني، وبتتبع نشطاء تويتر للشخص المعتدي في الفيديو اكتشفوا أنه أحد عملاء الحرس الثوري الإيراني، وهو الأمر الذي أثار غضب المتابعين، معتبرين أن هذا النهج يؤكد تبني النظام لسياسة العنف والتنكيل بالمحتجين السلميين.
aXA6IDE4LjIyMi45Mi41NiA= جزيرة ام اند امز