إيران.. الأسواق تعلن إضرابا مفتوحا وعمال يقطعون سككا حديدية
الإضرابات تعم أغلب أسواق إيران، في ظل تدهور العملة المحلية، وأسعار العملات الأجنبية ترتفع وسط حالة من الكساد.
اندلعت موجة واسعة من الإضرابات في أسواق كبرى داخل إيران بما فيها العاصمة طهران، على إثر تفاقم أزمة سوق النقد الأجنبي، وارتفاع مؤشر التضخم، إضافة إلى حالة الكساد التي تسود البلاد، في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، وفرض عقوبات جديدة على نظام الملالي.
وأشارت صحيفة "كيهان" اللندنية إلى أن تجار كبرى الأسواق في طهران مثل علاء الدين وعباس آباد أعلنوا إضرابا مفتوحا منذ أمس الإثنين، بإغلاق أبواب المحال التجارية، اعتراضا على تدهور قيمة العملة المحلية التي تدنت إلى أقل مستوياتها التاريخية أمام الدولار، الذي تجاوز الـ7000 تومان إيراني، في الوقت الذي فرضت حكومة حسن روحاني رسوما جمركية جديدة.
ولفتت الصحيفةإلى أن مدينة مشهد، ثاني أكبر المدن الإيرانية، التي كانت بؤرة الاحتجاجات الشعبية العارمة مؤخرا، شهدت هي الأخرى إضرابا واسعا في عدد من الأسواق مثل سوق دانشجو، فيما تتواصل احتجاجات وإضرابات أسواق مدينة الواقعة في شرق محافظة كردستان إيران، ذات الأغلبية الكردية منذ أكثر من 25 يوما.
وكانت أسواق "بانه" بؤرة على مدار الأيام الماضية للاحتجاجات والإضرابات على إثر إغلاق المعابر الحدودية مع العراق بإشراف مليشيات الحرس الثوري، ورفع الرسوم الحكومية المفروضة على العتالين وصغار التجار، في الوقت الذي يعاني أغلبية الإيرانيين من أوضاع معيشية متردية.
وتداول نشطاء مقاطع مصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تٌظهر مدى اتساع رقعة الإضرابات في طهران وغيرها من المناطق الإيرانية مثل إقليمي الأحواز وأردبيل، بما في ذلك أسواق الذهب والملابس، في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية الخانقة داخل سوق النقد الأجنبي، والمحاذير التي وضعتها السلطات الحكومية للحصول على الدولار.
وأرجعت صحيفة "كيهان" أسباب تفجر تلك الإضرابات والاحتجاجات إلى انعدام الثقة لدى صغار التجار في الوعود التي أطلقها مسؤولون إيرانيون بصدد حل أزمة ارتفاع أسعار العملات الأجنبية أمام التومان، إلى جانب حالة الكساد التي أدت إلى انخفاض حركة البيع والشراء، مؤكدة في الوقت نفسه أنهم لن يتخلوا عن مطالبهم إزاء حل تلك المشكلات التي تهدد مصدر أرزاقهم.
نشطاء إيرانيون بارزون على مواقع التواصل الاجتماعي أشادوا بالأسلوب الاحتجاجي الذي سلكه تجار "بانه" بإغلاق محالهم لمدة تجاوزت العشرين يوما على التوالي، رغم التهديدات الأمنية التي تشنها ضدهم الاستخبارات الإيرانية، والاعتقالات التي طالت عددا منهم لترهيبيهم وكسر إضرابهم.
وأشارت شبكة "إيران واير" الحقوقية إلى أن سلطات نظام الملالي تقطع خدمة الإنترنت في الوقت الحالي عن مناطق متفرقة من محافظة كردستان، في الوقت الذي تنتشر عناصر أمنية بشكل مكثف داخل المناطق التي تشهد إضرابات واحتجاجات، يرى منظموها أن أمدها سيطول طالما استمر كل من العجز الحكومي والتهديدات الأمنية.
وفي السياق ذاته، أقدم عمال غاضبون في مدينة آراك الواقعة وسط إيران، أمس الإثنين، على إغلاق خط سكة حديدية تربط شمال البلاد بجنوبها، احتجاجا على تأخر رواتبهم لمدة وصلت إلى 10 أشهر، وهو الأمر الذي بات معتادا في إيران مؤخرا، وسط عجز حكومي.
واعترفت وكالة أنباء “إيلنا” العمالية باحتجاج المئات من العمال في شركة هيبكو المختصة في صناعة آلات البناء في إيران، مشيرة إلى اعتراضهم مسار القطارات، بسبب عدم دفع الحكومة الإيرانية رواتبهم المتأخرة، لا سيما أن السلطات قامت بنقل شركة هيبكو إلى القطاع الخاص في أبريل/نيسان عام 2007، الأمر الذي أدى إلى مشكلات مالية كبيرة على مدار السنوات الأخيرة.