دوامة هبوط تنتظر الاقتصاد الإيراني بعد قرار ترامب بشأن النووي
يمكن لتجديد العقوبات أن يدفع اقتصاد البلاد داخل دوامة من الهبوط.
بعد بضع دقائق من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، يوم الثلاثاء، خرج الرئيس الإيراني حسن روحاني يقول إنه يريد العمل مع الدول المتبقية للإبقاء على الاتفاق.
وفي حين كان روحاني يبعث برسالة عبر خطابه إلى الولايات المتحدة، فربما أيضا الخطاب كان مصمما بهدف طمأنة شعبه بأن الخطوة الأمريكية لن تلحق مزيدا من الضرر باقتصادهم الهش، وقالت سوزان مالوني الباحثة بمعهد بروكنجز، إن روحاني أراد إضفاء الهدوء والمصداقية.
- المصالح الاقتصادية للأوروبيين في إيران تواجه المجهول
- النفط يغادر مستوياته المرتفعة على أمل توفير بدائل لإمدادات إيران
لكن هذا الهدوء ربما لن يدوم طويلًا، حيث يمكن لتجديد العقوبات أن يدفع اقتصاد إيران داخل دوامة من الهبوط، فخلال الأسابيع الماضية خسر الريال الإيراني 25% من قيمته مقابل الدولار الأمريكي، في حين يتأرجح التضخم حول 8%.
كما يصارع الإيرانيون مع الأزمة الائتمانية الحادة التي تسببت في إفلاس الكثير من البنوك، إلى جانب ارتفاع البطالة لأكثر من 11% للدرجة التي دفعت المواطنين للتظاهر في الشوارع ضد سوء الإدارة وفساد الحكومة، بحسب شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.
كما تأزم إجمالي الناتج المحلي أيضا، فبعد أن كان 6.6% عام 2010 وصل إلى -1.5% عام 2015، عندما كانت العقوبات سارية المفعول، ومع استبعاد الاتفاق النووي الآن، هناك مخاوف من أن العقوبات الأمريكية ستعود وأن الشركات الأوروبية قد تسحب استثماراتها.
ويمكن أن يدفع هذا الاقتصاد الإيراني إلى حافة كارثة، طبقا لصندوق النقد الدولي، فخلال تقرير أصدر قبل يومين على إعلان ترامب، تبين أن العقوبات قد تشكل خطورة على النظام البنكي الإيراني وربما تكون تهديدًا على علاقات التجارة الدولية.
بدأ الاقتصاد الإيراني في التداعي عام 2010، عندما تم فرض العقوبات الأمريكية لأول مرة، وقد صعبت تلك العقوبات الأمر للغاية على قيام إيران بأعمال تجارية مع شركات داخل دول أخرى، وإعادة العائدات النفطية إلى البلاد.
وقالت سوزان مالوني، إن الإجراءات المالية التي وضعتها الولايات المتحدة جعلت من المستحيل بالنسبة لإيران إعادة عائدات مبيعات النفط إلى البلاد، مضيفة أن العقوبات أضرت بمخزونات العملة الأجنبية لدى إيران وصعبت استيراد السلع والخدمات من أجل شعبها وقطاعات الصناعة.
وهبطت صادرات النفط من حوالي 2.4 مليون برميل في اليوم إلى 1.4 مليون، وهبط الريال الإيراني بحوالي 65% بين عامي 2010 و2015، حتى أنه انخفض أكثر منذ حينها، وأصبح من الصعب الحصول على الأدوية كما ارتفعت أسعار اللحوم والبيض.
وأوضحت سوزان مالوني، التي كانت تدرس إيران لأعوام، أن هذه كانت أسوأ فترة في التاريخ بالنسبة لاقتصاد إيران، مشيرة إلى أن اقتصاد طهران كان يعود ببطء إلى الحياة خلال العامين الماضيين، لكن هناك الآن قلق بين الإيرانيين حيال ما سيحدث لاحقًا.
من المتوقع أن يستغرق الأمر حوالي 6 أشهر قبل فرض العقوبات ثانية، لكن قال توم إليوت، محلل استثماري دولي في لندن، إنه إذا أجبر ترامب الاتحاد الأوروبي على اتباع الولايات المتحدة، فقد يسبب هذا أزمة كبيرة.
إذا فرضت الولايات المتحدة سيطرتها، وحال انضمت أوروبا إلى العقوبات، فإن الاقتصاد الإيراني سيعاني بالتأكيد، وإذا شعر الإيرانيون بذلك فإن الأمور قد تزداد سوءا؛ نظرًا لاحتمال خروجهم في تظاهرات، وهو ما حدث خلال ديسمبر/كانون الأول، عندما اجتاح الآلاف الشوارع.
وقالت مالوني إن الإيرانيين مستاءون من فساد الحكومة، ومعظمهم غير سعداء بذهاب أموالهم إلى حزب الله في لبنان والحرب في سوريا، وإذا ثار الإيرانيون فربما قد يجبر ذلك الحكومة على التصدي للأمر بعنف، وهذا بالتأكيد ما سيدفع اقتصادها للانهيار.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuMjMwIA== جزيرة ام اند امز